معاذ شاهد وشهيد

ابتداء أنا شخصيا أدين «داعش «بكل مكوناته فكرا تكفيريا ونهجا خرج على المشهد العربي والدولي في محاولة مستميتة ترمي الى تشويه صورة الاسلام السمح والحنيف ،ورسم حالة ذهنية لدى الشعوب الغربية عن دين يحمله إرهابيون من القرون الوسطى .
شلال الدم والحرق الذي يمارسه «داعش» هو محاولة قذرة ،لصنع مشهد يتسم بالرعب لدى الشعوب ،ولدى من يحارب «داعش»، لكنه بقدر ما يتسم بالرعب إلا أنه يسهم بشكل فعال من دون قصد ، في تعميق حالة الحقد لدى الشعوب العربية على هذا النهج والطريقة في الاجرام .
لكن وعي شعبنا في الاردن بحكم كونه صاحب المصاب ،فوت الفرصة على المترصدين والمتآمرين الذين كانوا يظنون أن الغضب الشعبي سينفجر ،جراء الصدمة من حالة الحد الاقصى في الاجرام، عبر صناعة مشهد يستفز الجماهير ،ونجح الشعب في الامتحان الصعب حيث تعمق الصف وتوحد الجهد وتعززت الوحدة الوطنية وكان لسان حال شرائح الشعب بكل أطيافه وتلاوينه» معاذ ابننا « وشهيدنا والمصاب مصابنا والوطن هو وطننا جميعا شركاء فيه في الغرم والمغنم .
هذه الحالة التي تشكلت في الشارع والرأي العام خففت من هول المصاب على اسرة وعشيرة الكساسبة وخرج شقيقه يقول بعالي الصوت» أنا سأتطوع في الجيش» الجيش العربي الذي يصون الوحدة ويوحد الصف والهدف والمسيرة .
جيش الوطن كل الوطن .
لا نملك إلا أن نقول رحم الله شهيدنا معاذ وخفف الله مصاب أهله وعشيرته الاقربين وكان الله في عون والده ووالدته وشقيقاته وزوجته وكل المقربين الذين فجعهم المصاب .
والى جنات الفردوس يا أيها الشهيد الاجل مكانة بين الشهداء والاخيار،وحمى الله هذا الحمى العربي من كل مكروه .