نريد الدولة قوية
الدولة وكل الاردنيين يحزنون لرحيل الشهيد لكننا يجب ان نبقى أقوياء متماسكين ، فالدول لا تهتز وبخاصة اذا كانت تقدم الشهداء دفاعا عن قيم ومبادىء وليس لمغامرات ، ويفترض بنا جميعا كأفراد وان تسبقنا الدولة كأجهزة ومؤسسات في العمل المنهجي لاستثمار هذا الفعل غير الانساني لتطهير الاردن من كل بقايا المؤيدين او المتعاطفين مع هذا التيار ، بمن فيهم اولئك الذين يمارسون تعاطفا وتبريرا لأفعال هؤلاء مناكفة للدولة او نوعا من الاستعراض الاعلامي او السياسي او على شبكات الانترنت .
لا مكان لهم بيننا ومن عليه الواجب هو الدولة ومن خلال القانون ، كما ان عليها ان تقود فعلا فكريا منظما تجاه هذا الفكر وان نتخلص جميعا من الحديث العام والشتائم ضد هذا الفكر الى المنطق العلمي والفكري والسياسي ، فهي فرصة كبرى لمحاصرة كل هذا التيار وفكره ومواقفه على الارض الاردنية ، وحتى شكليات الانتماء لهذا التيار فلا يجوز السماح لها ، فالتدين والالتزام باحكام الاسلام نمارسه جميعا لكن الانتماء لهذه العاصابات خطر على مجتمعنا وامننا وللاردنيين ثأر عند كل من ينتمي لهذا التيار حتى من خلال تعاطف بكلمات مهما كانت دوافعه .
نثق بدولتنا ومؤسساتها السيادية وعلى راسها جلالة الملك بحكمته وحزمه ، ويعزز هذه الثقة ان يرى الاردنيون دولتهم قوية حازمة ، قوة وفق القانون ، لكن باستثمار هذه الحالة لايقاف أي انقلاب او تطاول او استغلال للحالة السياسية خدمة للتطرف او لتمرير اجندات نعلمها جميعا .
لا خيار امام الدولة الا ان تكون قوية حازمة ، فالاردنيون الذين جمعتهم قضية معاذ حقهم على دولتهم ان تمتلك خطابا قويا ، وتطبيقا حازما للقانون ، وقوة سياسية ، وان نعلن جميعا ان لا مكان لهذا التيار بيننا ، ولا حتى لمن يتحدثون بنصف موقف ، ولا يعلنون ادانة للفكر المتطرف بل يهربون الى ادانة للقتل فقط .
وهنا لا بد على الجماعات الاسلامية على اختلاف اصنافها ان تعلن موقفا واضحا لا يحتمل التأويل او تعدد التفسيرات تجاه هذا الفكر ، ولا تختبىء وراء مواقف ذات طابع انساني او تعاطف مع اهل الشهيد وهي تخفي قبولا للفكر المتطرف او تتجنب ادانته فكريا وسياسيا .
مرة اخرى نريد دولتنا قوية حازمة من خلال تطبيق للقانون ، فالاردني يزداد فخرا بنفسه ووطنه كلما رأى مظاهر قوة الدولة عبر اجراءات وقرارات ، ومن ليس مع الاردن وامنه واستقراره وضد هذا الفكر المتطرف الارهابي فليس منا ولا مكان له بيننا .