مقال حربنا ... حرب فكر !!!
ان تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية يجب التصدي لها بأسلوب الفكر الذي طالما انقذ امماً من قبلنا خاصة في ظل انتشار الفكر الضال والمتطرف الذي يروج له مجموعات تتنامى وتتوسع يوماً بعد يوم ولحظة بعد لحظة من لحظات حياتنا وبسبب الفقر والهيمنة والجهل والحرب والدمار والتشرد بات من السهل جداً استمالة النشىء الجديد نحو ذلك الفكر المنحرف المنتشر في هذه الاونة والذي اصبح يشكل خطراً كبيراً في تحطيم قيم ومباديء واخلاق الامة واخلاق الدين السمحة في محاولة يائسة منها .
ومهما تفشت تلك الافكار والمفاهيم وسيطرت على دول وزرعت في عقول الناس تلك المفاهيم المتطرفة تحت شعار الدين والاسلام او غيره فسيظل نور الحق ظاهراً ومنتصراً .
ان قوة السلاح قد تكون قادرة على إبادة الاجساد وردم المنازل وتدمير البنية التحتية وحرق الحقول وتدمير السدود لكنها غير قادرة على انتزاع فيروس القهر والظلم والتعدي والتخلف والتطرف الذي هو حال كثير من ابناء الامة المتزايد عددهم يوما بعد يوم وليس من بديل للحرب الفكرية الا بمثلها نداً بند ويداً بيد وكلمة بكلمة .
ان اسلوب التثقيف والتنديد لاذكاء الوعي الاجتماعي والسياسي على ايدي نخبة من المفكرين والمتخصصين لنشر المعرفة في الاعتدال ومفهوم الدين الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفض دعوة التعصب وطرح مبدأ التعايش السلمي والمؤدب خلقاً وقيماً ومباديء واحترام كل دين لدينه دون فرض تأويلات او انحرافات او تفسيرات مخالفة لشرع الله وسنة نبيه وذلك للتعامل مع العالم الآخر اياً كانت ديانته وقوانينه ومبادئه تحت شعار الحياة الحرة شعار للجميع وصياغة برامج التثقيف والتعليم حسب درجة السن ودرجة الثقافة وتناول الشرائح الفقيرة والمهمشة والمضطهدة التي تستغلها تلك الجماعات لبث افكارها والتي من الصعب في مرحلة ما معالجتها الا بجهود كبيرة وزمن طويل انما بغرس الفضائل والمثل والقيم وافكار الظلم والجور ومحاربته والاهتمام بالجانب العلمي والعملي الحياتي المدر للدخل للفرد من اجل بناء حياة كريمة له بعيده عن الذل والاحتقار والحاجة وان يشعر الناس ان لكل دولة كيان مستقل تبني فيه قيمها ومبادئها وديانتها السمحة والعادلة لا ان تكون دولة خاضعة لأمور دول اخرى تفرض عليها ما تشاء بل يجب ان تكون مخيرة وليس مسيرة .
لذلك نحن بإختصار بحاجة لفئة اجتماعية فكرية دينية ثقافية اقتصادية قريبة من المواطنين في مجتمعاتهم تركز جهدهم وعملهم في امتهان العمل الذهني والفكري والثقافي والديني الابداعي لازالة كل الشوائب والانحرافات الخلقية والاتجاهات التطرفية والانحرافات الفكرية حتى لا تصبح امتنا العربية عبارة عن اشلاء متناثرة وافكار وديانات واتجاهات متباينة .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com