معاذ الكساسبه لم يمت بل مات قاتلوه

معاذ الكساسبه .. لم يمت ،لآن الشهداء لايموتون ، بل ان من مات فعلا .. هم من قتلوه بطريقه لم يشهدها التاريخ القديم والحديث، والذين حفروا بايدهم قبورهم وهم احياء .
معاذ الكساسبه .. انتقل للسموات العلا واقفا، دون ان ينحني، رغم انه كان يرى نيران الحقد ، والتخلف، تزحف اليه بسرعه ، في رسالة وجهها الشهيد لكل الاردنيين وهويعانق الملائكة في طريقه الى جنات الخلد ،بانه سيبقى شامخا شموخ الاردن ، وبان الاردن - نظاما وشعبا – لاينحني الا لله وحده ، كما هم الهاشميون منذ فجر التاريخ ، اصحاب رساله ومباديء وقيم واخلاق ،لايمكن ان يرتقي اليها احد ممن سبقهم او ممن لحقهم من القادة والدول والامم .
معاذ الكساسبه . .. شهيد خط بدمه طريقه للجنه التي وعد الله بها الشهداء الذ ين يحاربون من اجل اوطانهم حتى لايدوسها من شوهوا وجه الاسلام السمح واختطفوه لتحقيق اهداف مريضه ومتخلفه لاعلاقة لها بالاسلام والمسلمين .
معاذ الكساسبه .. نور اضاء الطريق للاردنيين جميعهم وانضم الى شهداء االوطن الغالي الذين قدموا دماءهم فداء للوطن كما سخروا كل حياتهم من اجل ر فعة وتقدم الوطن والاردنيين فكانوا شموعا تحترق لانارة دروب الخير والمحبه لكل الاردنيين .
وهكذا كبر الاردن بشهدائه وتعملق رغم محدودية موارده ومساحته وبقي واقفا يصارع الازمات التي كانت تفاجئه ،متتابعة احيانا ، ولكنه لم يستسلم لاي منها رغم قساوتها ،وكان يخرج من كل ازمة اكثر قوة وصمودا وتماسكا ووحدة وطنيه .
لم يحدث ذلك مصادفة ، بل ان دماء ابطال الاردن شقت طريق المجد والفخار والمنعة لكل الاردنيين ، حتى اصبح الاردن وطنا عصيا على اعدائه غير قادر احد على تركيعه او تغيير مساره او حتى التاثير بمسيرته .
لقداصبحت الشهادة من اجل الوطن عنوان الاردنيين اذ كان مؤسس المملكه الاردنية الهاشميه الملك عبد الله الاول اول من دفع حياته ثمنا لبقاء الاردن يوم انطلقت الى صدره الطاهر المليء بمحبة الله وجده المصطفى (ص) والاردنيين رصاصات غادرة وهو يلج باب المسجد الاقصى في القدس الشريف فسالت دماءه الطاهره على ارضيه المسجد الذي بارك الله حوله وكان اول قبلة للمسلمين .
كان اعداء الاردن يراهنون بان هذا الوطن سيموت باستشهاد مؤسسه ، الا ان ماحدث كان العكس تماما .فقد عبدت دماء الشهيد الملك المؤسس طريق التقدم والازدهار للاردن والاردنيين ، ذلك ان دماء الشهداء تتحول الى صروح عاليه ودروع صلبه وشموع منيرة تبني الوطن وتعلي من شانه ومن قدرات مواطنيه وترتقي به الى القمه وتنير دروبه ،ليتبوأ مكانة في الدنيا كتلك التي ةيتبواها شهداء الوطن في اعالي العليين .
ورغم ان استشهاد الملك المؤسس كان مؤلما ، الا ان الاردنيين استوعبوا المحنه الاليمة فاصبح الاردن اكثر قوة واشد عزيمة واكثر اصرارا على مواصلة الطريق التي رسمها مؤسس المملكه ليكون الاردن قلعة للعروبة والاسلام والسلام والامن والاستقرار والتقدم والازدهار كما سعى وخطط الملك المؤسس .
وحين وجد اعداء الوطن ان دماء المغفور له ليست كافية لتحقيق اهدافهم الخبيثة ، بل انها كانت حافزا للاردنيين للارتقاء بالوطن وعملقته ومواصلة مسيرته ،حاولوا مرارا وتكرارا عرقلة مسيرة الاردن ، ففجروا قنابل قتلت الرئيس هزاع المجالي الذي وضع خطط غير مسبوقه لنهضة الاردن والاردنيين ، ثم وجهوا رصاصات الموت لظهر وصدر وصفي التل بينما كان في القاهرة بمهمة قومية تتعلق بفلسطين والدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وتواصلت مسيرة الاردن والاردنيين اقتداء بمؤسس المملكه ورجالاتها الذي انارت دماءهم الطريق فارتقى الى العلا بعدهم العديد من رجالات الوطن وقياداته وضباطه وجنوده وارتقى مع ارتفائهم لجنات الخلد الاردن ليصبح انموذجا يحتذى في المنطقة ورسولا للمحبة والسلام والوئام وداعية للامن والامان والاستقرار والاسلام السمح.
واليوم ونحن نذرف الدموع على شهيدنا البطل وننكس الاعلام علينا ان لاننسى لماذا وكيف استشهد البطل معاذ حتى يكون استشهاده درسا لكل الاردنيين كما هي حياته الحافلة بالعطاء للوطن 
لقد عاش شهيدنا البطل معاذ من اجل الاردن ، واستشهد من اجل الاردن ، وانتقل الى الرفيق الاعلى يحمل معه محبة الاردن والاردنيين وهو شامخ الراس ، رافض الانحناء للقتله ، في رسالة لكل الاردنيين ان يحموا وطنهم ، وان يذودوا عنه، وان يكونوا صفا واحدا وراء القيادة الهاشميه ،يلتفون حول جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحمل رسالة الهاشميين باقتدار وحكمة وحنكة ،ليبقى الاردن كما اراده مؤسس المملكه الملك المغفور له عبد الله الاول،شامخا،عزيزا،قويا،موحدا، متماسكا، عصيا على الاعداء ، الذين يستهدفون وحدة شعبه ،وامنه ،واستقراره، واللحمة التاريخية الوطيده ، بين القيادة والشعب والتي بقيت صلبه متينه رغم كل المؤامرات التي تحطمت على صخرة صمود الاردنيين ووحدتهم والتفافهم حول قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحه رمزعزتنا ووحدتنا وصمودنا وحاضرنا ومستقبلنا .