عمر شاهين يكتب : حماس من حركة مقاومة إلى ميليشيا بلطجة

اخبار البلد- كم أشعر بالأسى وأنا أشاهد ما وصلت إليه حركة حماس، تلك التي شهدنا وقرأنا عن ولاداتها بعد الانتفاضة الأولى ، وناصرنا كل رموزها وإبطالها السابقين وبكينا بحرقة على كل شهيد سقط منها، ولطالما تغنينا ببطولتها،وكيف تحولت اليوم إلى أداة لقمع الشعب الفلسطيني وضربه وإذلاله.
 لم أتعدى بالعنوان، على حركة حماس، فهذا الاسم أي البلطجية، ما هو إلا مسمى يستعمله نفس الإخوان المسلمين ، لأي أناس يعتدون على المواطنين، ولأني وحماس نتفق على عدم وجود دولة فلسطينية تحت الاحتلال  ، ولا نؤمن بدولة ممزقة بين المستعمرات، فسنتفق أيضا على أن حماس حاليا ميليشيا مسلحة وليست حكومة، طالما انها لا تقر باوسلو، وسياسيا مقالة من الرئيس الفلسطيني نفسه.
حماس المقاومة برموزها الكبار والعظام  احمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة، والمقادمة انتهت منذ زمن طويل، بل ومزقت ذلك التاريخ، ، فقد سجل التاريخ أن حماس انقلبت من حركة مقاومة إلى مليشيا عسكرية صادرت الحرية في غزة، وقتلت خصومها السلفيين، ومنعت مصلي فتح من الصلاة في الساحات، وحاربت كل الحريات السياسية والشخصية، وغاب أحرار غزة عن أي فضائية، ولم نعد نرى سوى مشير المصري وإخوانه في حماس.
 لا نقبل أن ينتسب هؤلاء إلى احمد ياسين، والرنتيسي قد استشهدا من اجل حرية الشعب المحتل الفلسطيني المهجر إلى غزة، ينما نشاهد ميليشات حماس اليوم ورثت الأداة الصهيونية، في قمع الفلسطينيين، بل وخذلت أحلامنا ومشاريعنا وحبنا معها، ولم نعد نقدر أن نبرر أو ندافع عن حركة ترضى على نفسها أن تكون فرعا للحرس الثوري الإيراني لمحاربة أبناء حركة فتح في غزة.ومحاربة فساد عباس ولصوص السلطة لا يتم عبر معاقبة سكان غزة
البلطجية الذين وصفو بمصر حينما هاجموا المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة، او ليبيا، او مسيرات الجامع الحسيني، خجلوا أن يعرفوا على هوياتهم، ولكن حماس ارتضت هذا الدور حينما قامت بقمع الفلسطينيين الذين لم يطالبوا بإقالتها ،بل بمحاربة الانقسام، وإعادة الإخوة الفلسطينية، فانهالت عليهم عصي الحمساويين .
فتح وغيرها غير عاجزين عن مقاومة حماس، ولكن الدم الفلسطيني الذي هدر لسنوات طويلة، يعز عليهم، و حماس لا تدرك هذا بعد أن أحرجت الشهيد ياسر عرفات، تمارس اليوم دور القائم بإعمال إسرائيل لمنع أي عملية مقاومة، بل وشباب غزة الذين كانوا يضربون بالعصا الإسرائيلية صاروا يضربون اليوم بالعصا الحمساوية.
 على الشعب العربي ان يعرف اليوم الحقيقة ويكسر غطاء الكهنوت ويرى بأم عينه ما هو مستقبلهم ان حكمهم الإخوان، فهم، لا يقبلون بالأخر، ولا يعرفون سوى لغة الضرب والقمع ،و يظنون انسفهم انبياء ومنزلين وهم من يحكم باسم الله، ويقولون ما لا يفعلون.
لقد سكتت كل أصحاب الأقلام من الإخوان المسلمين في الوطن العربي وخاصة في الأردن، عن وصف حماس بأنها شبيها لمعمر القذافي ولمبارك ولزين العابدين، وان أجهزتها الأمنية أشد قمعا، وسكتوا بأنها مارست البلطجة ضد الشعب الفلسطيني.
لا يوجد بيت في غزة إلا وفيه أسير أو شهيد ومن خرجوا  لا ينقصهم الشجاعة، فقد قاوموا الصهاينة لسنوات عديدة، ولكنهم لا يريدون إراقة الدماء، وأما حماس فتريد فقط صناعة الحكم والجاه ، والسلطة ، ولا تتوقف عن ضرب شعبها وقمعه، وكعادة الإخوان تعتاش على انتصارات غيرها ، ويا خسارة لهكذا نهاية لتاريخ حماس الذي أفضل ان يشطبوا هذا الاسم وتوقفيه على فترة الشهداء الأبطال، وأما الحالين فلا يختلفون عن أي حكم قمعي، واخشي أن لا يتحمل أهل غزة أكثر من هذا من بلطجية يضربونهم بذنب المطالبة بإنهاء الانقسام.
هل نرى مقالا في صحيفة إسلامية او من كاتب إسلامي ينتقد ما فعلته حماس من فعل مشين انتقده مئات المثقفين الفلسطينيين، بالطبع لا فهؤلاء لا ينتقدون أنفسهم، وفقط يتحدثون عن مبارك وعن اليمن وأما ذنب حماس فهو مغفور ولكني أقولها بكل صراحة إن حماس لم تعد حركة مقاومة بل ميليشا مسلحة لممارسة البلطجة ضد شعب غزة.
Omar_shaheen78@yahoo.com