الإعلام المصري: المصالحة مع قطر انتهت بوفاة ملك السعودية
أخبار البلد
حددت محكمة استئناف
القاهرة، يوم 15 فبراير/ شباط، موعداً لبدء محاكمة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي،
بتهمة التخابر مع قطر، في خطوة قد تعكس انهيار التقارب الهش الذي شهدته العلاقات بين
مصر والدولة الخليجية.
وكانت العلاقات
المصرية القطرية تدهورت عقب إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيراً
للدفاع، عزل مرسي، في خطوة اعتبرتها قطر والعديد من دول العالم انقلاباً على الديمقراطية،
في حين أيدتها دول أخرى في المنطقة؛ بينها السعودية والإمارات، بوصفها تحقيقاً لإرادة
الشعب المصري.
وأوشكت مصر وقطر
على إنجاز ما يشبه المصالحة، بوساطة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، عبر خطوات
اتخذتها قطر، وقابلتها مصر بالسعي لإطلاق سراح صحفيي الجزيرة، إلا أن وفاة الملك حالت
دون إتمام المصالحة، بحسب تقارير إعلامية.
بوادر توتر جديد
وعلى الرغم من
أن السلطات المصرية قامت بترحيل صحفي الجزيرة، الأسترالي بيتر غريستي، إلى بلاده، الأحد،
في محاولة للإفراج عنه بصورة غير مباشرة، إلا أن بوادر عودة التوتر لاحت في الأفق من
جديد.
فقد عاد الإعلام
المصري إلى مهاجمة دولة قطر، ونعت المذيعة في قناة سي بي سي المصرية، لميس حديدي، المصالحة
بين قطر ومصر، التي قالت إنها ماتت بموت عاهل السعودية، الملك عبد الله بن العزيز،
على حد قولها، في حين قالت صحيفة اليوم السابع، الاثنين، إن قطر "لا زالت تدعم
الإرهاب".
وجاء تحديد جلسة
لبدء محاكمة الرئيس محمد مرسي في قضية التخابر مع قطر ليؤكد تراجع مؤشر العلاقات بين
البلدين.
واتهمت النيابة
العامة رسمياً مرسي باستغلال اطلاعه بحكم منصبه على "أسرار الأمن القومي، بمساعدة
مدير مكتبه أحمد عبد العاطي، وسكرتيره الخاص أمين الصيرفي، وتسليمها إلى المخابرات
القطرية ومسؤولي قناة الجزيرة القطرية، عن طريق ثمانية جواسيس، نظير مليون دولار أميركي".
تدهور العلاقات
ومنذ تعيين رئيس
المحكمة الدستورية، عدلي منصور، رئيساً للجمهورية، من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة،
انتهجت الحكومة المصرية نهجاً معادياً لقطر، على خلفية تغطية قناة الجزيرة القطرية
للإطاحة بمرسي، وعملية الفض الدامية لاعتصامي رابعة والنهضة، المؤيدين لمرسي، ما أدى
إلى مقتل المئات من المعتصمين.
ويقيم عدد من قيادات
أحزاب التحالف الوطني لدعم الشرعية في الدوحة، بالإضافة إلى قياديين في جماعة الإخوان
المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس الأسبق، وتصفها السلطات بالمنظمة "الإرهابية".
الإعلام
ودأبت وسائل الإعلام
المصرية على مهاجمة قطر، والإساءة إلى رموزها، لا سيما تلك التي تتبع لرجال أعمال محسوبين
على السلطة الحالية ونظام حسني مبارك، وما يسميه الثوار المصريون بـ"الفلول".
كما اعتقلت الشرطة
المصرية، منذ اليوم الأول للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، عدداً من صحفيي الجزيرة، بنسختيها
العربية والإنجليزية، لينتهي الحال بإطلاق سراح بعضهم والإبقاء على 3 منهم، هم بيتر
غريستي، ومحمد فهمي، وباهر محمد، لينالوا لاحقاً حكماً قضائياً بالسجن 10 سنوات لباهر،
و7 سنوات للصحفيين الآخرين، وهو ما لاقى إدانة دولية واسعة.
أزمة خليجية
وانعكست العلاقات
المتوترة بين القاهرة والدوحة على العلاقات الخليجية البينية، لتفجر أزمة سحبت الإمارات
والسعودية والبحرين على إثرها سفراءها من الدوحة، بدعوى تهديد قطر أمن الدول الخليجية،
وهو ما نفته الدوحة، وعزت الأزمة مراراً إلى الخلاف حول السياسة الخارجية لتلك الدول.
وتوسطت الكويت
بين الدول الخليجية، وبادر الأمير الكويتي، صباح الأحمد الصباح، عقب سحب السفراء، إلى
عقد لقاء ثلاثي جمعه بأمير قطر، الشيخ حمد بن تميم آل ثاني، والملك السعودي الراحل،
عبد الله بن عبد العزيز، بالرياض، نجم عنه ما عرف باتفاق الرياض التكميلي، والذي وضع
آليات لتنفيذ المصالحة الخليجية.
وقبيل انعقاد القمة
الخليجية في الدوحة، شهدت الرياض قمة تمهيدية، أعلن خلالها عن عودة السفراء الخليجيين،
وعزم الزعماء على حضور قمة الدوحة بعد إتمام المصالحة.
خطوات قطرية
وفي البيان الختامي
لقمة الدوحة، أعلن الزعماء الخليجيون دعمهم لمصر وحرصهم على أمنها واستقرارها، في أول
خطوة قطعتها الدوحة نحو تحسين العلاقات مع مصر، استجابة لمبادرة العاهل السعودي الراحل.
وفي إطار المزيد
من الخطوات القطرية، أرسل أمير قطر، موفداً خاصاً إلى القاهرة، ليلتقي بالرئيس المصري،
عبد الفتاح السيسي، وصاحبه رئيس الديوان الملكي السابق، خالد التويجري، فيما اعتبر
إجراء حاسماً لإعادة الدفء إلى العلاقات القطرية المصرية.
وعقب زيارة الموفد
القطري، نفذ الإعلام المصري هدنة غير معلنة مع قطر، تبع ذلك إغلاق قناة الجزيرة مباشر
مصر، إحدى قنوات شبكة الجزيرة، وانتظرت الدوحة رداً مصرياً ملائماً على تلك الخطوات،
يتمثل في إطلاق سراح صحفيي الجزيرة المعتقلين في مصر.
كما حضر أمير دولة
قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين الماضي، مبارة لكرة اليد، بين مصر وألمانيا،
في صالة لوسيل بالعاصمة الدوحة، ضمن منافسات كأس العالم لكرة اليد الذي تستضيفه قطر،
في خطوة نظر إليها مراقبون على أنها رسالة مفادها أن قطر ماضية في تحسين العلاقات بين
البلدين، قبل وقوع الحدث الذي انعكس على عموم المنطقة، بوفاة الملك عبد الله بن عبد
العزيز، عاهل السعودية الذي جلس على كرسي الحكم عشر سنوات.