كلام هادئ في قضية ساخنة
لا تعبّر «سي ان ان» -بالضرورة- عن توجهات السياسة الأميركية، ولكنّ متابعتها تعطي مؤشرات واضحة لتلك التوجهات، ومع مقتل الرهينة الياباني الثاني، كانت القناة تستضيف مسؤولين أمنيين مهمّين سابقين، في رحلة فهم ما جرى ويجري مع تنظيم «الدولة الإسلامية».
تقديرات هؤلاء كانت كالتالي:
- أنّ التنظيم لن يحلّ مسألة الطيار الأردني الأسير سريعاً، لأنّها تمثّل ورقة ضغط ثمينة على الحكومة الأردنية من أجل إحداث شرخ بينها وبين الشارع.
- أنّ المفاوض الأردني تصرّف بمهنية وشطارة، على ضوء فهمه توجهات «داعش»، وأثبت حرصه على حياة الطيار الأسير، ولا يمكن أن يُلام على قتل الياباني، لأنّ طوكيو أصلاً لم تمتثل لطلبات «داعش».
- أنّ تكتيك مفاوضات «داعش» يُثبت أنّ ضباط استخبارات نظام صدام حسين السابق هُم الذين يديرون أعماله، المدرّبين جيداً في الاتحاد السوفياتي السابق، كما يدير كبار الضباط السابقين الحرب، ويبدو أنّ هذه النغمة هي التي ستسيطر على لغة الإعلام الأميركي المقبلة.
ولا يذكر الخبراء الأميركيون، أبداً، أنّ واشنطن تفاوضت مع طالبان سراً، وأفرجت عن خمسة من قياداتها مقابل جندي أميركي فار من الخدمة، كما لا يذكرون أنّ الطيار الأردني جزء من قوة التحالف.
نائب رئيس الوزراء الأردني السابق قال لـ»سي ان ان» إنّ الأردن واقع بين خيارين مرّين، وفي تقديرنا أنّ هذا صحيح، فكلّ الأطراف تضغط على مفاوضيه، ولعلّ هذا يستدعي الحكمة من الداخل الأردني، بتبريد الملف، وترك أصحاب الخبرة والمسؤولية التصرّف بالعقلانية والمسؤولية الوطنية المعروفة عنهم أصلاً.