من الثامن إلى الواحد والعشرين من آذار وكل العمر لك سيدتي

من الثامن إلى الواحد والعشرين من آذار وكل العمر لك سيدتي!

 

كنت قد كتبت ...فهاكِ اقرئيه سيدتي:

....موروث فكري وفهم مجزوء قاصر وخاطئ يُقدم الزواج على الحب كمن يضع العربة أمام الحصان فالحب في فهم الناس والمرأة في الشرق بالذات وسيلة وليس غاية والغاية هي الزواج المنشود والعريس المفقود والبحث عنه جارٍ وعبر كل الحدود وكما هي المرأة عند الكثير من الرجال وسيلة وليس غاية.    

لا يمكن أن يصغر الحب إلى درجة أن يكون وسيلة، فالحب بحكم حاله غاية وأسمى غاية، فكم هم المحبين الذين ماتوا حُبا وكم هم المحبين الذين لم يضفروا بالحبيب يوما،ً وكم هو الحب العذري جميلٌ ولطيف ولكن يبدو أنني أتكلم بلغةٍ لا يفهمها الناس في زمني!!!..فعذراً ثم عذراً فأين أنت حبيبتي كي تفهميني؟ وتواسيني وتمسحي على رأسي وتقبليني في جبيني كما اليتيم الطفل الحزين...كما الغريب الذي تبدلت كلماته رطناً لا يفهمه حتى أقرب الناس له بطناً،... فانا مازلت ابحث بين النساء عن امرأة تفهم رطني وأواسيها وتواسيني وافرغ بركان حبي وحناني في عناقٍ وهي متأرجحة بين شمالي ويميني....فالعواطف والعلاقات الإنسانية وعلى رأسها الحب والجنس نوع من طقوس العناق المقدس واتحاد الروح بالروح كثمرة حب تفيض منه المداعبات والقبلات والالتصاق بشدة حتى التماهي والذوبان في الحبيب الشريك وحينها تأتي الذروة...الرعشة رعشة الحب ...وبعد هذا فلله في كل أمرٍ قدر.

أأعجك الشاي؟..فهل هذا عُهر أم هذا خمر؟....شاي العصيرة حينما يجلس الخلان على البيدر عصراً يرتشفونه ويتجاذبون أطراف الحديث بينهم وكما على المصطبةِ عصراً وبعد أفول الظهيرة وكما كتب طه حسين يوماً حينما أعماه ربي وأعطاه البصيرة، فأشهدي الروح أني ما وفرت جهداً وأنا ابحث عن حبيبة وأنا ابحث عن أميرة عشقٍ ... ابحث لإحزاني عن حقيبة ...لعلي أجد وطناً في الحقيبة فوطني قد صار حقيبة.

مساء الخير أيها المخلوق الجميل أيها المرأة إن كان وقتك مساءً وأن كان في الصبح فصباح الخير وما بينهما تحيةً ومرحباً وفوقهم جميعاً السلام عليك تحية السلام والعروبة والإسلام.

 حبيبتي المرأة .... أمي .... أختي... صديقتي ... جدتي العتيقة !  شكراً  للمرور العَبِق على ما يخط قلمي إن مررتي فمجرد أن تفكر فيََّ  امرأة ولو عن بعد فهذا يثيرني كثور أمام مُصارع  إسباني يُهاجم أحمر اللون والخنجر يُغرس في أعلى عنقه وفي مقتله ...أنا  وكما الناس جميعاً كلٌ لا يشبه غيره بلا استثناء فالكل استثناء وأنا استثناء الاستثناء.

تثيريني كثيراً أيها المرأة وأنا شغوف بك حتى الموت  وأنا الثائر المتمرد على كل المبادئ فلا تطالبيني بمبادئ وضعها غيري لغيري وفي ظروف الله بها أعلم، ولكنهم خطوا طريقاً ومضوا وعلى الله حسابهم وجزاءهم  وأنا في مكان المجتهد الذي يؤجر على اجتهاده، إن اخطأ له أجر وأن أصاب فاجران! فعذراً حبيبتي سلفاً.

مشكلتنا في الشرق ونحن كلنا في الهم شرق! وأكثر ما أنتقد وأعيب على البشر نمطية تفكيرهم في ألأشياء وتحليلاتهم على السجية وعلى اختلاف  مناهلهم ومستوياتهم الثقافية، فالتمرد طابعي ومواصفتي حتى على المستوى الفكري، فقليلٌ من الموجود صح وكم هي الاستثناءات التي فاقت الأصل وتجاوزتها سمواً وفضلاً.

أكثر ما هو مُتاح للبشر من متعة في الحياة هو بعضنا ببعض ...الرجل بالمرأة  والمرأة بالرجل فليس أكثر من هذه المتعة ما هو في الدنيا وفي ظروف العالم الثالث وخاصة العربي وبالذات في بلدي متاح، لكن الزواج سنة الله لخلقه وبدونه لا تستوي أو تستقيم الأمور ولكن على نحوٍ مُختلف عما هو موجود ودارج، فكم هم العشاق والخاطبين سعداء حتى تبدأ الحياة بتكشير أنيابها لهم فتراهم حزانى كمن ولجوا القبور وعادوا بعد طول غياب وعذاب.

أيهذا المخلوق الجميل! نصيحتي لك أن لا تنخدعي بكلام الرجل المعسول، فالمرأة تعشق بإذنيها أسرع من عينيها وقلبها، وكوني من أخلص الرجال على حذر فرغم أن كيدكن عظيم فالرجال مكرهم تذوب منه الجبال.

كلنا ينتظر مستقبله ويخشاه ويخشى القدر ويصطف في دوره مرعوب وحياتنا حقل ألغام نحن زرعناها بأيدينا ولكن هنالك من امتهن زراعة الألغام ...نمشي حفاة في حقول الشوك فأن شاكتك شوكة فذلك فعل بني الإنسان...نحن في منطقة فريدة بحالها عن باقي الأماكن في العالم ...جميلة بلادنا بكل ما فيها من آلام! ...حلوة رقراقة شموس الصباح فيها من مغربٍ حتى الأهواز في العراق ومن اليمن السعيد وحتى الشام التي تذوب  الروح في حاراتها  وعذوبة ماءها وغنج صباياها...جميلة بلادنا كما التعليلة على البيدر صيفاً لعشاقٍ تحت ضوء القمر، وكما  سمفونية الريح شتاء ً تعزف  معزوفة بأغصان الصنوبر وأنتِ أيها الملاك الجميل أيها المرأة تجلسين بجانب  المنقل تنسجي أو تخيطي للغائب الحبيب تنتظري وتطربي بألحان الريح  من خلال الشجيرات وبَرَداً على الشباك وربما الصفيح يُقرقع... آه كم هو الإنسان في وحدةٍ وهو في وسط الزحام.... أواه كم هي الغربة قاتلة ومؤلمةٌ وحتى لو لم نغادر الأوطان...غربة عنوانها إستثنائيتك وعنوانها الثاني انك فريدٌ دون غيرك وأن الله لأمرٍ عظيم جلل قد خلقك وقد قسم لك من النصيب ما يُحمد عليه فسبحانه يُحمد على قدره خيره وشره.

أكثر ما تفتقر المرأة في وطني الثقافة العالية والرعاية - صفة الاهتمام بالأمور العامة- ولكن من هي أمي ومن هي جدتي فكلتاهما بطلة غوركي في ملحمة الأم حينما تستبسل المرأة وتنتصر حتى على الخوف الغريزي من سوء الطالع الذي قد يلحق بولدها فتدخل حلبة النضال وتصرخ في وجه العسكر في لحظة عزٍ مُسيطر أن يسقط القيصر أن يسقط العسكر!..... فرددن يا بنات أوطاني معي وقلن في صوتٍ واحد فليسقط القيصر!.

كم هي جميلة نواره المصرية ابنة ميدان التحرير... ابنة الشاعر العظيم احمد نجم، شاعر مِصر الذي بقي أكثر من نصف قرن ورغم انحطاط الأوطان والشعوب قبل أنظمة الحكم، بقي يصدح شعراً ويتغنى للثورة وبفلسطين التي طال انتظارنا لها ولم ترجع وحتى لو توجع على فقدها من توجع ....أحمد نجم والجميلة نواره ما زالا يسكنان فوق السطوح بل ينزلان من السطوح على السلم إلى السطوح إلى الدار التي تشبه كل شيء إلا السكن... أهوى البنية كرمان اليمنية التي تعتلي المنبر وتبعث الحماس في نفوس اليمنيين المعتصمين في ميدان التغيير فكم هي الحكمة يمانية وكم هو الجمال أنثى وغريباً أن كلمة جمال مذكر!؟.... ولكنها استثنائية ربما من اكتشافي أن جميع المخلوقات يتفوق فيها جمال الذكر على الأنثى لقدرة الأنثى على العيش دون الاعتماد كثيراً على الذكر بل وأكثر، ولكن الأنثى عند الإنسان (المرأة) هي الأجمل هي الوردة هي الرحيق هي السكر، لنلحق بها بلا عقل ودون تريث فيصرعن ذو اللب حتى لا حراك        به وهن اضعف خلق الله إنسانا.    

أجمل ما في المرأة روحها والجمال عندي جمال الروح ولا أكثر.... والمهم أن لا تكون قبيحة بل عادية جداً وبسيطة ورقيقة وحميمية تنبض حباً وشغفاً وجنساً... فقديما عبدوا المرأة وسموها عشتار - عشتروت بسبب خصوبتها وحتى في القرآن فهي حرث الرجل يأتيه أنى شاء ليسعد بالحب بالعسل دون الإبر.....اللمس والقبلات والغزل والعاطفة والحنان أهم من العملية نفسها فليس طالب الولد كالباحث عن الحب... الحب الذي نبغي أن نكتوي بعذابه ونتلذذ بعذوبته، فكم هي الحياة غريبة بمتناقضاتها ولولا أن هنالك امرأة قد خُلقت لي من نفسي ومن ضلعي الأقرب إلى قلبي كما الله قدر لقلت لنفسي لا عِشت إلى غدِ.

 طبعي أنني أعشق النساء كثيراً ولكني عاقل متعقل ومجنون في نفس الوقت ويبدو أن درجتي العلمية ووضعي الاجتماعي يمنعاني من أن أُجن وأتصرف كصبي مُراهق على الرغم أنني أرى الآلاف من النساء يومياً ولكن الذي أبحث عنه غير ذلك، أبداً لم يكتشفه غيري!....ما أجمل الهمس في صوتٍ مسموعٍ مع القبل...ما أجمل العناق والإنعتاق من نير اضطهاد الحياة إلى فسحة العشاق واللعاب الزكي الرقراق....آه ما أجمل وما أعذب المرأة فليس غريباً ولا عجيباً أنهم قديماً عبدوا المرأة ....ولكن حذارِ أن تظني أنني خيخة ينساق لأوامر المرأة فأنا عربي حُر وفلاح بدوي مناضل شرس وحِمِش لا تخيفني الجيوش فكيف أخاف المرأة.... ويا معشر الناس لا تطيعوا النساء وكونوا من خيارهن على حذر فلا تطيعوهن في معروف حتى لا يطمعن في منكر -الإمام علي كرم الله وجهه- وقديماً قال الأجداد عن النساء: (شاوروهن وأخلفوا شورهن) أي أسمعوا لهن وافعلوا العكس!!! فانظري حبيبتي - صديقتي كيف تحولت إلى قمعي من الدرجة الأولى لمجرد أنني تذكرت أنني الرجل الشرقي وكلمتي لا تصير كلمتين فسبحان الذي أضعف النساء وكفانا حرباً ولولا محبتنا لهن لأوسعناهن ضرباً - فقط هذا للمزاح... للمداعبة- فلا تتخوفي مني يا حبيبتي المرأة!...أليس كلامي غريباً!؟...طبعاً فأنا استثنائي في بلد استثنائي وفي زمن استثنائي وأبحث عن استثنائية وخوفي أنني لن أجد أو أنني سأهلك يوماً ...فإذا ما أهلكتني ربي... فلا تحرمني من حور عينك ....فلا تحرمني من الحب الخالد الأبدي.

أجمل الجميلات على الإطلاق في وطني جميلةٌ كل الجمال أسمها، وليس فقط لها نصيبٌ من اسمها، فكل أسمها والله العظيم وأقسم بهِ أنه وصفها.... الجميلة الأميرة التي لن تمشي ولن تقف على قدميها أبداً وستكمل عيشها تحبو حبواً ...فعذراً أميرتي ....عذراً حبيبتي عذراً فلن أقول لكِ أكثر مما  قال الشاعر:

 وما لـي  أدَّعـي   أنِّـى    وفـىٌّ          ولستُ  مشاركاً  لكِ  فـي  بلاكـي.

إنه لغز يسكن قلبي أسمه ألآنسة جميلة هياش وعنوان أهلها الذين أستشهدوا ودفنوا قدميها معهم: فلسطين المحتلة – قطاع غزه.

 كم أنت رائعةٌ صديقتي منذ الدراسة في الاتحاد السوفيتي على نهر الدون رفيقتي رقيقتي ليلى خالد فوعداً لك من امةٍ العرب ومن فلسطين أن ذكرك سيبقى خالد، فتحية لك مني سيدتي لما أنزلت من الرعب والخوف في صدور أعدائي وعدوك.

كم أنت عظيمة كم أنت جميلة يا ابنة بلدي وقذى في عينيي أسياد جهاد الخازن... كم أنت عظيمة يا ابنة الكرك وبسببك أهوى الأردنيات جميعاً يا تريز هلسه... يا لغزاً لم يعد يذكره الكثيرين لانحطاطٍ أصاب أمتي في مقتل وللتذكير بك فقط فأنت التي قاتلتي الصهاينة في كل مكان، في عكا  وعلى حدود فلسطين وفي اللد، وحقداً قطعوا يدك اليمنى فلا تحزني وقري عينا فبيمينك هززت النخلة حين ميلاد عيسى ويوم دخل القدس عمر بثوبه المُرقع وحينما أسرى وعرج الرسول صليتي خلفه في المسجد الاقصى مع مريم و امرأة فرعون وايوب ومع من صلى خلفه....فلا تحزني وقري عيناً فالأعراب لم  يتذكروا ولم يذكروا بطولاتك فلقد نذروا للرحمن صوماً أن لا يكلموا اليوم انسيا وأن لا يرفعوا للمقاومة شأناً.

سيدتي ! لن أستطيع أن أذكر كل محبوباتي العظيمات من أمتي  فكم هن الجميلات العظيمات من أمة العرب والمسلمين ولو أردت أن أوفي المرأة العربية حقها لبدأت من حواء ولتوقفت طويلاً عند السيدة المناضلة توجان فيصل ولترددت عن الكلام عنها تواضعاً مني أمام عظمتها وخوفاً أن لا أُوفيها حقها فكم هي جميلة رقيقة بقدر شراستها في مقارعة الظلم وفساد السلطات وحكومات العذاب والخراب؟! فأنتِ توجان كنت سجينة رأيٍ وبقيت وكل الخارجين خارج سجنك لم يذكروك عند ربهم ولعل سجن السجين ظلماً حينما سجنه العزيز من ظلمك أقل ظلماً فتحية لك وعذراً لك سيدتي فهل تقبليني تلميذاً نجيباً مُتعلماً عندك.

كثيرات هن اللواتي أهواهن وأموت فيهن حباً وعشقاً فمن اللواتي لقيتهن في حياتي وجالستهن من اللواتي ذكرتهن أمي وليلى خالد والعظيمة التي فاقت الجميع جدتي وباقي نساء أمتي اللواتي ذكرت بعضهن ولم أجالسهن ولم التقي بهن وعلى الرغم أن الرجل وكما قال الفيلسوف كنت: يختار المرأة التي وضعت عينها عليه أو اختارته أو كما قال!  لكني عشقتهن عن بعد وأحببتهن على قاعدة الشاعر المتمرد العربي بشار بن برد:      

يا قوم اذنى لبعض الحي عاشقة     والأذن  تعشق   قبل  العين  أحيانا.

أصبحت أطوع  خلق الله  كلهم      لأكثر الخلق لي في الحب عصيانا.

لو كنت  اعلم أن الحب  يقتلني       أعددت  لي  قبل أن  أهواكِ أكفانا.

هذا لك  سيدتي بمناسبة عيد المرأة وعيد الأم ولو أنني لا أأمن بالأعياد .....شكراً لكي سيدتي  ...عذراً...قبلاتي

د. م حكمت القطاونه-الكرك–الأردن   hekmatqat@yahoo.com   tel:+962795482538