ماذا يخسر خاطفو الكساسبة إن قتلوه؟

الشارع الأردني والياباني ووسائل الإعلام العالمية يتابعون تطورات قضية الكساسبة والرهينة الياباني باهتمام بالغ، والجميع يحبس أنفاسه انتظارا لمآلات الأزمة ونهاياتها.
في حال تم الوصول إلى نهاية سعيدة للأزمة، قد تخرج بعض الأطراف منتصرة، وقد تخرج أطراف أخرى بأقل الخسائر.. لكن في حال كانت النهاية أليمة، فإن الكل قد يخسر.
الجميع في ورطة، حتى تنظيم الدولة الذي ما يزال يبدو حتى اللحظة في حالة قوة تفاوضية وقدرة على إملاء الشروط.
الأمر قد يختلف تماما حال فشلت جهود التفاوض التي ما تزال تجري في فضاء شبه افتراضي، فلا مفاوضات مباشرة ولا غير مباشرة عبر وسيط ثالث، ومجال التفاوض الوحيد رسائل يجري تبادلها بين الطرفين عبر وسائل الإعلام.
ثمة من يتوقع أن حسابات معقدة قد تدور الآن في أذهان المشرفين على قضية الكساسبة في تنظيم الدولة، فهم لا شك يتابعون ردود الفعل الواسعة في الشارع الأردني، الذي قد تتباين الآراء فيه حول الموقف من المشاركة الرسمية في التحالف الدولي، لكن دائرة الاختلاف والتباين تضيق حدّ التلاشي فيما يتعلق بالتعاطف مع قضية الكساسبة وعائلته في البعد الإنساني. وفي حال وصلت الأمور إلى نهاية أليمة وتم قتل الكساسبة، يرجّح أن تكون ردود الفعل الشعبية غاضبة بصورة كبيرة تجاه التنظيم، دون أن يقلل ذلك من أهمية أن بعض تلك المشاعر ستوجه نقدا للموقف الرسمي.
الخسارة الثانية المتوقعة لتنظيم الدولة حال الفشل في الوصول إلى مخرج من الأزمة، ترجيح أن تكون ردود الفعل الرسمية قوية، وقد تذهب في اتجاهات متعددة، من بينها تنفيذ بعض أحكام الإعدام التي صدرت ولم تنفذ ضد محكومين محسوبين على خط تنظيم الدولة، إضافة إلى شن حملة اعتقالات أوسع –من تلك التي جرت حتى اللحظة- في صفوف المتعاطفين مع التنظيم، كما أن قتل الكساسبة، حال حصوله، سيوفر مبررا للجانب الرسمي لزيادة حجم انخراطه في الحرب المعلنة على تنظيم الدولة وكذلك زيادة تحشيده السياسي والإعلامي والشعبي ضد التنظيم.
حسابات دقيقة ومعقدة لدى كل الأطراف، وخيارات أكثر من صعبة، وساعات قليلة قد تفصلنا عن النهاية التي نأمل ألا تكون أليمة.