قضيتان أمام الحركة الوطنية الفلسطينية: بناء الوحدة الداخلية، واستعادة المبادرة السياسية

القى كملة فصائل م.ت.ف. في مهرجان انطلاقة فتح في دمشق

• سيبقى التاريخ يحفظ لحركة فتح دورها المبادر في إطلاق شرارة الكفاح المسلح، وصون التمايز واستقلالية القرار الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني
• لا أفق لأي عملية سياسية دون استعادة الوحدة الداخلية ولا إعمار في غزة بدون مصالحة، الأمر الذي يتطلب دعوة الإطار القيادي المؤقت لاستئناف الحوار الداخلي الشامل
• الوحدة الداخلية تكون متينة بقدر ما تقوم على أساس من الشراكة الوطنية
• استعادة المبادرة السياسية يتطلب التمسك بثوابت الإجماع الوطني وعدم الهبوط عن قرارات الشرعية الدولية
• ملف تدويل القضية والحقوق الوطنية يفترض أن يكون جزءاً من استراتيجية متكاملة تجمع بين الدبلوماسية، والمقاومة الشعبية والاستراتيجية الدفاعية في غزة واستراتيجية حركة اللاجئين
قال الرفيق فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن فتح لا تستطيع أن ترتقي إلى مستوى التحديات التي تجابه الحركة الوطنية الفلسطينية، إلا بالإجابة على قضيتين متداخلتين هما كيفية بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ وكيفية استعادة المبادرة السياسية، مؤكداً في السياق أنه ليس بمقدور فتح وحدها، ولا أية جهة فلسطينية أخرى، أن تقدم بمفردها إجابة وافية على هاتين المسألتين، وأن الأمر يحتاج إلى تضافر جهود الكل الفلسطيني؛ وهذا يقتضي وضع بناء الوحدة الداخلية في مقدمة الإهتمامات الوطنية، فمع استمرار الإنقسام، لا توجد امكانية للخلاص من الاحتلال وإنجاز الحقوق الوطنية.
وكان فهد سليمان، يلقي كلمة فصائل م.ت.ف. في المهرجان المركزي، الذي أقامته حركة فتح في مخيم جرمانا قرب العاصمة السورية دمشق، في الذكرى السنوية لانطلاقتها.
وأكد فهد سليمان في كلمته، التي ابتدأها بتهنئة فتح بعيدها، أن لا إمكانية لتحويل تضحيات شعبنا إلى إنجازات وطنية ذات شأن طالما يسود الانقسام، ورأى في تجربة قطاع غزة تجربة دامغة على ذلك حيث أننا لم نلمس حتى الآن في قطاع غزة، وبسبب من الاإنقسام، نتائج سياسية بمستوى التضحيات والصمود من جهة، والفشل الاسرائيلي من جهة أخرى في الإخلال جوهرياً بقواعد الاشتباك.
وأضاف مؤكداً في السياق نفسه أن لا أفق لأي عملية سياسية بدون استعادة الوحدة الداخلية، وأن لا إعمار في غزة بدون مصالحة. ودعا إلى الاستفادة من تجربة أهلنا التوحيدية في مناطق الـ 48 واستئناف الحوار الوطني الشامل عبر دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
وعن الوحدة الداخلية، قال فهد سليمان إنها تستدعي، لتقوم على أسس سليمة، إعتماد قاعدة المشاركة في آلية اتخاذ القرار السياسي حيث لم يعد جائزاً إدارة الظهر لمؤسسات م.ت.ف القيادية، كما حصل مؤخراً لدى التقدم بمشروع القرار الفلسطيني العربي إلى مجلس الأمن من وراء ظهر اللجنة التنفيذية، وهو المشروع الذي تضمن تنازلات فادحة في كافة القضايا الجوهرية التي تشكل مجتمعة مضمون الحقوق الوطنية في مرحلة الحل الدائم.
وعن استعادة المبادرة السياسية، رأى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية أن هذه الخطوة تكون أساساً من خلال التمسك بثوابت الإجماع الوطني وعدم الهبوط عن قرارات الشرعية الدولية، وأخرها القرار 19/67 الذي بموجبه اكتسب دولة فلسطينية عضويتها المراقبة في الأمم المتحدة.
ورحب فهد سليمان بتوقيع الرئيس عباس على طلب انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، في إطار التقدم نحو تدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، لكنه أكد في السياق على ضرورة التعاطي مع ملف التدويل باعتباره استراتيجية متكاملة تقتضي خوضها بكل مترتباتها على قاعدة التفعيل الكلي وليس التسكين أو الإستنساب وبحدود ما يقدر أن يخدم استعادة المسار التفاوضي. وأضاف ان هذا يتطلب تسخين الميدان بالمقاومة الشعبية، وتدعيم مرتكزات الاستراتيجية الدفاعية في غزة، واستراتيجية حركة اللاجئين التي تستدعي بدورها بذل م.ت.ف كل الجهود اللازمة لإسناد صمود أبناء شعبنا في سورية كأولوية مطلقة وبكل الوسائل المتاحة وكذلك في لبنان.
وكان فهد سليمان قد استهل كلمته بتوجيه التحية لأبناء فتح ولدور الحركة الفلسطينية في اطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولدورها في تقديم القادة الكبار على طريق الشهادة، في مقدمهم كبير شهداء فلسطين ياسر عرفات، والقادة صلاح خلف وخليل الوزير وغيرهما الكثير.
وأكد في مستهل كلمته أيضاً ان التاريخ يحفظ لفتح دورها المبادر في اطلاق شرارة الكفاح المسلح، وصون التمايز والاستقلالية في بنية وقرار الحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني، وصون مكانة الحركة الفلسطينية وأولويات البرنامج الوطني التحرري، وحمايتها من أي قرار رسمي يؤثر عليها سلباً.

الاعلام المركزي