ديمقراطيتنا وديمقراطيتهم
سؤال مهم يُطرح هذه الأيام في كل شارع وحي وديوان وعلى كل منبر ليس عندنا فقط بل بكل بلد عربي ....هل يصلح تطبيق الديمقراطية في العالم العربي؟
رغم أن هناك تبايناً ملحوظاً حول الإجابة عن هذا السؤال، إلا أن هناك رأياً يؤكد نفي ذلك خصوصاً أن مفهوم الديمقراطية المنطلق من حكم الشعب عبر الآلية المعروفة والتي درسونا اياها التي يمثلها البرلمان في كل بلد عربي به برلمان والذي من خلاله يصل صوت المواطنالى كل المسؤولين اين كانوا كما هو معروف ومطبق في كثير من الدول المتقدمة - حتى لو كان هناك شراء للأصوات اوكما اسموا تلك العمليه المال السياسي تصاحب الحملات الخاصة بالمرشحيناو الممثلين المحترفين وهي تسميه ادق لكن يظل هذا النظام في تلك البلدان مرتبطاً بالدرجة الأولى بثقافة شعوب تلك الدول التي تعاملت معه منذ أكثر من 500 سنة قبل الآن
عندما بدأت نواتها الأولى أقصد الديمقراطية طبعاً مع ظهور الطبقة البرجوازية في أوروبا، وانطلاق فكرة الحريات الثلاث السياسية، والمالية، والأيديولوجية عبر الفكر الليبرالي، الذي انبثقت عنه مااسموها عندنا الديمقراطية المرتبطة بالعمل السياسي والمتمثلة حالياً في كثير من دول العالم... والدعوات المستمرة من العم سام لتطبيق هذه السياسة في كثير من دول العالم الثالث التي يغازلها الأمريكان بمدى تطبيقها للديمقراطية مع شعوبها
ولهذا ظهرت - على السطح - في السنوات الأخيرة دعوات تطبيق حقوق الإنسان، وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحمايه الاسؤرة وغيرها، وكذا بناء المجتمعات المدنية التي ترتبط بتأسيس مؤسسات مجتمع مدني في الدول التي لم تؤسس لهذا الأمر.
هذه الثقافة وإن كانت - أو جزء منها - موجودة في ديننا الإسلامي، فإننا كعرب لم نطبقها أو نتعامل بها على أرض الواقع لهذا نحن نجهل هذه الأفكار.. والجهل بالشيء يؤدي في الغالب إلى محاربته كما يقال
لهذا انطلقت الرؤية التي تقول إن الديمقراطية لا تصلح للتطبيق في العالم العربي
بمعنى أن الديمقراطية لا تصلح للتطبيق في مجتمعاتنا؟
أي إنها تستند في الدرجة الأولى على ثقافة هذه المجتمعات التي لم تعرف شيئاً عن مفهوم الحريات على المستوى السياسي أو حتى الأيديولوجي. مما أدى إلى عدم مقدرتها - الآن - للتعامل مع هذه المفاهيم الجديدة عليها
ومن ثم فهي تحتاج إلى التوعية بها عبر وسائل الإعلام، واستغلاله في نشر الوعي المعرفي حتى نتمكن من تطوير ثقافة شعوبنا، وتطوير سلوكياتها التي تعكس في معظمها - حجماً كبيراً - من الفوضى والعشوائية، وربما من دلائل ذلك ما يحصل في مصر الآن، التي بدأت المظاهرات الشعبية بها بشكل سلمي، وبمطالبات حقوقية ولكن ما الذي يحصل الآن؟
فتحول الأمر إلى فوضى عارمة، وإلى تحزبات بدأت في الصراع الدامي فيما بينها، الأمر الذي أدى إلى مقتل أعداد من المتظاهرين في بعض البلدان ، إلى جانب التكسير والتخريب، والسرقات، وحرق الممتلكات الخاصة، هذه السلوكيات تعكس واقع الشعوب العربية وتؤكد عدم صلاحية تطبيق الديمقراطية في مجتمعاتنا،
وأنا أجزم أن لو ترك أي رئيس الحكم الآن وعلى الفور لاستمر الصراع فيما بين هذه الأحزاب المتباينة وهذا مانشهده الان على الساحة العربية في كثير من البلدان مصر سوريا لبنان تونس ليبيا العراق ..... ولاختلفوا على تعيين رئيس جديد او حكومه جديده ولن يحصل بينهم أي اتفاق ما داموا قد وصلوا إلى حد القذف بالحجارة لبعضهم البعض.
إنها فتنة كبرى، لن تتمكن مجتمعاتنا من تجاوزها ما دامت تحمل هذه الثقافة الشعبية الهمجية التي تظهر لنا على شاشات التلفزيون بشكل يومي، وتقلق وتقض مضاجع الجميع من الأحرار في الوطن العربي كله،....
فلا يرضى أحد أن تتحول الاردن او غير الاردن من الدول العربية الى فوضى عارمه فتتحطم الانجازات التني بنيناها بسنين ويتهم بها الشريف ويخون الصادق ويسفك الدم وكل ما نخشاه أن تستمر الأوضاع التي نشهدها على امتداد مساحة الوطن العربي في انهيار مستمر يهدد بالتشرذم، والانقسام لا سمح الله - خصوصاًً أن التجارب لم تحقق حتى هذه اللحظة الاستقرار والأمن الذي كانت تعيشه تلك الدول قبل الربيع العربي
فهل نفطن لانفسنا ونحاول ان نفهم الديمقراطيه ومرتكزاتها واهدافها نصا وروحا كديمقراطيه منضبطه ومسؤوله لاتهويشا وتجريحا وهدما لكل مابنيناه وعلمنا اياه ديننا السمح و ثقافتنا وحضارتنا وعلمنا وخلقنا وان نسمو كشعب عربي متمسك بدينه وعاداته وتقاليده محب لوطنه واهله تطبيقا لقوله كنتم خيرامه اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ام نمضي وراء ماسموه ديمقراطية نجهل هويتها الحقيقية ولا نعرف معناها وان كنت احترمها ان كانت كما فهمها البعض ديمقراطيه الحوار واحترام الاخر والبناء لاالهدم المساواه والعدل والنزاهه