عملية مزارع شبعا ....هل وصلت الرسالة ؟




لقد جاء حديث السيد حسن نصر الله ألاخير لقناة الميادين ليؤكد أن حزب الله مستعد للرد على أي عمل عدواني صهيوني "أرعن" متوقع بالقادم من ألايام ،وماهي ألا أيام الا وحصل ما تنبئ به سماحة السيد حسن نصر الله ,فالصهاينه قامو باستهداف مجموعة من كوادر حزب الله ومعهم ضابط ايراني خلال قيامهم بجولة أستطلاعية بمنطقة القنيطرة السورية ،وحينها توعد حزب الله والدوله الايرانية بالرد القاسي على الصهاينه ردآ على عملية القتيطرة ,,وبالفعل ماهي ألا ايام معدودة وتم تنفيذ "جزء مرحلي "من عملية الردود المتوقعة فهذه المره جاء الرد من داخل الاراضي اللبنانية المحتلة وتحديدآ من مزارع شبعا المحتلة ,,ليقوم مقاومو الحزب بعملية كبيرة ونوعية وباستراتيجية محكمة التخطيط والتنفيذ ,,واستهدفو من خلالها قافلة عسكرية صهيونية بمزراع شبعا المحتلة موقعين بصفوفها اعداد كبيرة من القتلى والمصابين من افراد هذه القافلة العسكرية الصهيونية .


على الجانب ألاخر،، يبدو ان الكيان الصهيوني قد وصلته رسالة حزب الله وحلفائه سريعآ ,,فبعد ان قامر وغامر هذا الكيان بتصرفات أستفزازية بالفترة الاخيرة ضد قوى المقاومة ،،يبدو ان عملية مزراع شبعا قد لجمت مرحليآ هذا الكيان وقادته عن الاستمرار بعمليات أستفزازية تستهدف عموم قوى المقاومة بالمنطقة ,,ويلاحظ هنا جميع المتابعين لتداخلات وتقاطعات عملية مزراع شبعا ومسار تحركات الاهداف الصهيونية كردة فعل على هذه العملية النوعية ، ان لدى الصهاينة رغبة جامحة الان بعدم التصعيد عسكريآ باتجاه فرض حرب جديدة بالمنطقة ,,فالصهاينة يدركون ألان تحديدآ كلفة اشتعال حرب جديدة بالمنطقة ,,ويعلمون أن حزب الله قادر بهذه المرحلة وبالشراكه مع حلفائه على ضرب وتدمير العمق الصهيوني بالاراضي المحتلة ,,والصهاينة يعلمون ما معنى ضرب العمق الاستراتيجي لهم بالاراضي المحتلة فهم لهم تجربة بغزة بالعام الماضي من خلال عمليتهم المسماه "الجرف الصامد" ،،وهم يعلمون أن صورايخ المقاومة بغزة لن تكون مثل صواريخ حزب الله .

ومن هذا التحليل يتوقع غالبية المتابعين أن يهرب النتن ياهو وحكومته وجنرالاته من خوض هذه الحرب ,,بالذهاب نحو تصعيد مرحلي وبعمليات محدودة بجنوب لبنان لن يكون لها تأثير كبير على تغيير قواعد اللعبة مما يعني أن هذا الكيان وقادته سيحاولون حفظ ماء وجوههم بالداخل الصهيوني من خلال الرد على عملية مزراع شبعا ,,بعمليات أعلامية أما بلبنان او بسورية ,,ولكن دون أن يكون لهذه العمليات أي تأثير على قواعد اللعبة والاشتباك المباشر. 


وهذا ما أكدت عليه بالساعات الاخيرة تصريحات وزراء وقاده امنيين اسرائيليين وجميع هذه التصريحات والتحليلات ورسم السيناريوهات تصب بخانة عدم التحرك شمالآ باتجاة ضرب منظومة حزب الله العسكرية واللوجستية,,ولكن يجب أن يكون هناك رد أعلامي يبعث برسائل تطمين للداخل الصهيوني وهذا ما اكدت عليه أيضآ تصريحات رئيس اركان جيش العدو الصهيوني ، بيني غانتس، والنتن ياهو رئيس الحكومة الصهيوني ,,ألذين اجمعو على قرار عدم المغامرة بالذهاب الى تصعيد الامور على الجبهة الشمالية ,,لان التصعيد يعني الذهاب نحو حرب شاملة ستكسر كل قواعد اللعبة الاقليمية والدولية ,,وحينها لايمكن التنبئ بمسار وتداعيات هذه الحرب على الداخل الصهيوني تحديدآ .

فالواضح أن الصهاينه وقادتهم الامنيين غير معنيين الان بتصعيد عسكري على الجبهة الشمالية ويبرز ذلك من خلال قراءة تقاريرهم الاستخباراتية ,,التي تؤكد عدم قدرة الصهاينة على خوض الحرب مع حزب الله بهذه المرحلة ,,لعدم توفر غطاء دولي من واشنطن وباريس لهذه الحرب ومن جهة أخرى يخشى الصهاينة بحال دخولهم بحرب مفتوحة مع حزب الله من نتائج هذه المعركة ,,فالتقارير العسكرية ألاستخباراتية الاخيرة تقول "ان قدرة حزب الله اللوجستية وقوة الردع، والتنظيم المنضبط للحزب،، قد يحدث تغييرآ كبيرآ،، بموازين القوى بين الطرفين في أي معركة مستقبية متوقعة "،، فالرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الإستخبارات الإسرائيلية الجنرال إيتاي أكد على كل ذلك ويقول هنا بالتحديد "في حرب لبنان المقبلة فإن حزب الله يستعد لاطلاق أكثر من ألف صاروخ يوميا على اسرائيل"، ولفت الى ان "حزب الله سيحاول ضرب المنشآت الاستراتيجية في اسرائيل في الحرب المقبلة "،، ويضيف هنا،، خلافا لحرب لبنان الثانية اتوقع اننا سنجد في المرة القادمة قوات حزب الله على ارضنا من خلال طرازين، الاول طراز العمليات - طعنات محددة في نهاريا او شلومي او معلوت، والثاني عمليات اكثر ملموسة للسيطرة على اراض اسرائيلية ، أي سيطرة حزب الله على بلدة اسرائيلية كاملة".



وبالنهاية، فقد بات من الواضح ان الصهاينة وادواتهم بالمنطقة وداعميهم بالغرب،أصبحو متيقنين و اكثر من اي وقت مضى أن أي اعلان قريب لبداية الحرب على الحزب وعلى قوى المقاومة بالمنطقة وبشكل مباشر ،سيكون له نتائج مدمرة على كيان العدو الصهيوني ,,فعملية مزراع شبعا النوعية ألاخيرة هي بمثابة الانذار والرسالة الاولى ,,للصهاينة ومن بصفهم ,,ومضمون هذه الرسالة أن قوى المقاومة بتماسكها وتوحدها قادرة بهذه المرحلة ورغم الحرب الشعواء التي تشن عليها ,,على التصدي لمخططات واجندات القوى المعادية لها ,,ولها القدرة كذلك على خوض أي حرب ستفرض عليها وستخرج منها منتصرة ,,وهذا هو مضمون رسالة قوى المقاومة من عملية مزراع شبعا ,فالمتابع لمسيرة حزب الله يستطيع أن يقرأ ,أنه ورغم كل هذه الفوضى العارمة بالاقليم، ومع مراهنات كبرى على قدرة الحزب على الصمود بالمواجهات الكبرى المقبلة أن فرضت عليه ، فان هناك قناعة شاملة عند الكثير من المتابعين لمسيرة الحزب التاريخية، بان الحزب وبما يملكه من قوة ردع نارية عسكرية وبشرية، والاهم من ذلك عمق التحالفات مع بعض قوى الاقليم، مؤهل للتصدي وردع اي عدوان يستهدف الحزب عسكريآ,,فالحزب بما يملكه اليوم قادر على المواجهة وبنفس الوقت هو ملتزم بعدم التصعيد ويحتفظ بذات الوقت بحق الرد على اي عمل ارعن صهيوني يستهدف الحزب.

* كاتب وناشط سياسي -الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com