من هم اللصوص الحقيقيون


حكاية جميلة ذات معاني كثيرة وجدتها على الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي الفيس بوك أحكيها لكم هنا بتجرد تقول الحكاية أنه وخلال عملية سطو في إحدى الدول الغربية على أحد البنوك الحكومية صرخ أحد لصوص البنك موجهاً كلامه إلى الأشخاص الموجودين داخل البنك من موظفين وعملاء لا تتحركوا فالمال ملك للدولة أما حياتكم فهي ملك لكم استلقى الجميع على الأرض بكل هدوء وهذا ما يسمى (مفهوم تغيير الطريقة التقليدية في التفكير).

تمت السرقة بسلام وعندما عاد اللصوص إلى مقرهم، قال اللص الأصغر عمراً و الذي يحمل شهادة(الماجستير في إدارة الأعمال) لزعيم اللصوص يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال سرقنا؟.. فقام الزعيم بنهره و قال له أنت غبي جدا !هذه كمية كبيرة من الأموال و ستأخذ منا وقت طويل لعدها.. الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال! ..وهذا ما يسمى (الخبرة). وفي الأيام هذه بالذات الخبرة أكثر أهمية من المؤهلات الورقية.
.
في الطرف الآخر وهو مسرح السرقة (البنك) وبعد أن غادر اللصوص قال مدير البنك موجهاً حديثه لنائبه أتصل بالشرطة بسرعة 
و لكن نائبه رد عليه قائلاً أنتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار و نحتفظ بها لأنفسنا و نضيفها إلى إل 70 مليون دولار التي قمنا باختلاسها سابقا وهذا ما يسمى ( تحويل وضع غير مُواتٍ لصالحك)
وواصل نائب مدير قائلاً : سيكون الأمر رائعاً إذا كان هناك سرقة كل شهر وهذا ما يسمى التعود على المال الحرام.
في اليوم التالي للسرقة ذكرت وكالات الإنباء أن 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك فقام اللصوص بعد النقود مرة تلو أخرى وفي كل مرة كانوا يجدوا أن المبلغ هو 20 مليون دولار فقط , عندها غضب اللصوص كثيراً و قالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار و مدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون تعب أو شقاء أو تتسخ ملابسه؟ ..يبدو أن من الأفضل أن تكون متعلماً بدلًا من أن تكون لصا وهذا ما يسمى (المعرفة تساوي قيمتها ذهبا).
كان مدير البنك يبتسم سعيداً لأن الاختلاسات التي كان يقوم بها إضافة إلى خسائره في سوق الأسهم قد تمت تغطيتها بهذه السرقة و هذا ما يسمى اقتناص الفرصة).)

ما يستفاد من الحكاية عندنا في الدول العربية :
الوضع الداخلي في أي بلد عربي 
اللصوص الحقيقيون هم غالباً عند بعض وأصحاب المعالي(الوزراء) وأصحاب السعادة (النواب) والمتنفذين و الأمناء العامين والمدراء ومدراء الماليين وغيرهم كثير ممن يمتازون بالتغيير الطرق التقليدية في التفكير في النهب والسرقة وأصبح عندهم الخبرة الكافية في اقتناص الفرص لكنهم لصوص بشهادات علمية مرموقة ومسميات جميلة (أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة...الخ ) .
الوضع الخارجي في أي بلد عربي 
وما تشهده الأمة العربية من تشتت وتفرقة وما تعانيه من حروب في بعض الدول مثل العراق وفلسطين وسوريا وليبيا ما تشهده الجزائر ومصر واليمن السعيد أفضى بهم إلى تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ في تلك الدول والعداوة بين الإخوة إنها أحداث يندى لها الجبين.
لقد أصبح بعض الفاسدين واللصوص الحقيقيون في بعض الدول العربية هم من وينخرون ويسرقون ويفسدون في بلادهم من اجل حفنة من الدراهم ،والسارق الحقيقي الذي يستحوذ على النسبة العالية دون تعب أو شقاء بسبب حالة الاحتراب الداخلي التي تعيشها مع شعبها وإشغالهم في الحروب والقتال فيما بينهم لوضع اليد على مصالح اقتصادية إستراتيجية، وخاصةً النفطية دون تعب أو شقاء وحبذا لو نصل إلى الوعي الكافي لخطورة استمرار مثل هذه الأزمة، فنعالجها بالجدية المطلوبة كيْ لا نستمر حمى الله الأردن ومليك الأردن من كل فاسد وسارق أو من اللصوص الحقيقيون الذين ينخرون في نسيج الوطن.

كتب :حاتم محمد المعايطة





.