الملك متفائل برغم التحديات

أخبار البلد - اسامه الرنتيسي 

تتلاشى الرهبة في أقل من دقائق معدودات، عندما تجلس في حضرة جلالة الملك، يبث فيك الاحساس بالطيبة والبساطة والصراحة في كل كلمة ينطق بها، في هذا الجو المريح تشدك طريقة التفكير التي يعمل بها جلالته.

كلماته مباشرة، واطلاعه على ادق التفاصيل مفاجأة، ورؤيته العميقة للقضايا تدلل على متابعة دقيقة للملفات كلها، وناجمة عن ساعات العمل الطوال.

يتحدث ويفكر ويعمل ويتناول طعامه في لحظة واحدة، ويركز بشدة على كل فكرة يسمعها ممن تشرفوا بالجلوس حول طاولة جلالته العامرة.

بلغة بسيطة يتحدث في عمق القضايا المعقدة، ليس محافظا، بل صريحا أكثر من ان يستوعب ذلك الاعلام والثقافة التقليدية، وتشعر ان كل ما لديه من معلومات يفيد القضية التي يعمل من اجلها، ويعمل على توظيفها بطريقته الخاصة والبسيطة.

البساطة تنتقل الى مجمل حياة جلالته في كل شيء، في بعض المصطلحات التي يستخدمها لتوصيف شخص او قضية، وهو خارج الرسميات لا يرتدي ربطات العنق، ويرتدي ملابس شبابية انيقة متناسقة، تغلب عليها الالوان الداكنة.

يتحدث باختصار، ولا يحب الاطالة وتكرار الافكار، يتناول مقبلات الطعام على طريقة الفلاحين بالخبز وبيده اليسرى، في حين يتناول الطبق الرئيسي من الطعام على عجل ليتابع الحديث.

يتباهى جلالته ويفتخر بالعقلية التي يفكر بها الاردنيون، والسلوك الجمعي لثقافتهم، والمحافظة على كراماتهم، ويتوسع في الحديث عنها، ويتمنى ان يتفهمها الاطراف الآخرون الذين يتعامل معهم.

لديه ملحوظات لا تختلف عن ملحوظات النخب الاردنية، وهي ما يتحدث فيها الاردنييون في صالوناتهم وبيوتهم، وينتقد غياب مطبخ ادارة الازمات، وعدم التعاون بين المؤسسات، وعدم وضوح الرؤية، وينتقد عدم وجود حلقات لادامة الحوار مع مختلف شرائح الاردنيين.

يدخل في الملفات المعقدة على طريقته الخاصة، ويعرف الدور الحقيقي للاردن، ويتحدث للصحافيين على الطريقة الغربية من دون التكتم على شيء، لهذا يحاول فريقه المساند أن لا تخرج عبارات جلالته عن سياقاتها، لانهم يعرفون ضيق حوصلة العقلية التي تستقبل هذه الافكار في محيطنا العربي من الاشقاء والاصدقاء.

مهموم جدا بالاوضاع المعيشية للاردنيين، وتتصدر مشكلتا الفقر والبطالة اولوية تفكير جلالته، ويتمنى ان يرى علاقة سليمة ونوعية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وان لا تتعطل مسيرة الاصلاح في خضم الخلافات بينهما، لان الاصلاح طريق عبور الاردن الى المستقبل، ولديه اراء تقدمية في قانون الانتخاب المنتظر.

في التحديات الخارجية، ينظر جلالته بعمق الى ما اصاب الاسلام والمسلمين من ظلم التطرف والارهاب، ويحمل على كاهله تبييض صورة الاسلام المعتدل السمح، لهذا ذهب الى باريس وهو يعرف ان سهام النقد سوف توجه لجلالته، ويتوجه الى الازهر لكي يتصدر الدور في تعرية فكر المتطرفين.

ينطق حروف اسم القدس من اعماقه بطريقة مؤثرة، وينظر للمقدسات الاسلامية والمسيحية وقفا هاشميا، ويساند القضية الفلسطينية في المحافل الدولية باولوية لانها الطريق الذي سوف ينهي كل علامات التطرف في المنطقة والعالم، فمن دون حل عادل للقضية الفلسطينية تبقى كل الحلول ناقصة.

قلق على كل ما يجري في محيطنا العربي، من سورية الى العراق الى اليمن وليبيا وفلسطين، ويعمل على مشروع عربي اسلامي يتصدر الصفوف في الدفاع عن العروبة والاسلام والحضارة، وتقدم الشعوب.

يعرف جيدا حدود الدور الاردني، ولا يتفاخر بالانجازات، يستعين به قادة في الغرب لمخاطبة شعوبهم لانه يؤثر فيهم بطريقة عجيبة، ويعرف عمق الثقافة التي يعيشها الانسان الغربي.

يواجه التحديات الداخلية والخارجية بعقل استراتيجي ونظرة العسكري، ويبقى في كل الاحوال متفائلا ولم تفارق الابتسامة شفتيه، طيلة لقاء جلالته رؤساء تحرير صحف يومية.