زكي بني ارشيد .. إليك تسعى الزعامة .
بسم الله الرحمن الرحيم
في العالم الحر يحكم الرئيس و حزبه لمدة أربع سنوات بعد انتخابه من قبل الشعب وربما يفوز بدورة ثانية ثم يغادر ، فينتخب الشعب رئيسا آخر.
اما الحاكم في الوطن العربي ، فيجلس يتوارث الحكم هو و أولاده و أحفاده لأكثر من مئة عام أو يزيد وربما ليوم القيامة لو تسنى له ذلك ، ففي بعض الاقطار العربية بدأ فيها الحكم العائلي منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن ، إذ نحن الآن في العقد الثاني من القرن الحادي و العشرين .
يستطيع أي نظام عربي من أنظمة القرن العشرين أن يسجن معارضا مئة عام فيموت المعارض و يبقى و يستمر النظام ، لأن عمر هذه الأنظمة أطول من عمر المواطن حتى لو بلغ من العمر عِتِيَّا .
إنّ طول عمر الأنظمة و طول فترة حكم السلطان " المُألّه " هي سمة من سمات القرن العشرين الذي ولّى ، أما القرن الحادي و العشرين فيبدو أن عمر الأنظمة فيه قصير بسبب الأحداث و المتغيرات المتسارعة التي طرأت مع بداية هذا القرن .
إن أطول الأنظمة عمرا في هذا القرن لن يأخذ أكثر من عشرين عاما ، بحسب قراءتي أي أن أطولهم عمرا قد بقي له خمس سنوات فقط لا غير والله تعالى اعلم .
في القرن العشرين كان الحاكم العربي يستطيع ان يسجن معارضا أكثر من عشرين سنة وهذا ما حدث مع الزعيمين الاردنيين المناضلين ظافي الجمعاني و المرحوم حاكم الفايز في سجون عائلة الأسد الحاكمة في سوريا التي قد تهيأ نجمها للأفول .
الزعيم الافريقي " نيلسون مانديلا " قضى سبعة و عشرين عاما في سجون نظام الغزو العنصري " الاوروبيين البيض " في جنوب افريقيا و الذي تشابه مع نظام الغزو العنصري " الاوروبيين البيض " المغتصب لفلسطين ، والذي قضى بعض أحرار فلسطين في سجونه أكثر من ثلاثين عاما ولا يزالون.
الزعيم الوطني الأردني ليث شبيلات وجه له النظام في القرن الماضي تهمة محاولة قلب نظام الحكم " اعدام أو تأبيده " بتهمة ملفقة للخلاص منه و إلى الأبد ، و يدلك على ذلك خطورة التهمة التي وجهت له ، لكن الله تعالى أراد شيئا آخر بصحوة ضمير شاهد " الفبركة " بحديثه للصحافة الالمانية و كشف المؤامرة التي حيكت لليث بليل مما اضطر الملك حسين للاسراع بلملمة الطابق و الاعتذار بطريقته الخاصة للزعيم الاردني الحر المظلوم .
تعتبر الزعامة من الدنيا تأتيك بمناقبها الحميدة راغمةً دون أن تطلبها عندما تنحاز للحق و تثبت عليه و تنافح عنه ، و الخطوة الأولى للزعامة هي الانخراط في الدفاع عن الحق و الحرية و الكرامة بصدق و جرأة و ثبات سواء كنت مستقلا أو في حزب أو جماعة .
أما الخطوة الثانية على طريق الزعامة فهي ان تكون مؤثرا في الخصم بنضالك السلمي فيستشعر خطرك عليه فيعتقلك و يسجنك .
هذا ما حدث مع الاستاذ زكي بني ارشيد الذي حاز الخطوتين ، الأولى : حيث هو رمز من رموز الأخوان و نائب المراقب العام للجماعة وهو الشخصية الاسلامية العالمية ، أما الثانية : فأنه لم يسبق أن حدث في عمر النظام الذي بلغ مئة عام أن اعتقل احدا من رموز الاخوان بحجم زكي بني ارشيد وهي المرة الاولى التي يقدم فيها النظام على هكذا خطوة خطيرة ، أما الخطوة الثالثة للزعامة : فهي على الطريق و تتحقق بخروجه من السجن طال الزمن أو قصر ثابتا على الحق عالي الهمة و المعنوية .
ولقد رأيت في الرجل ايضا صفاتٍ ثلاث ، جرأة عرار و عنفوان وصفي و إيمان قوي جعله يجيب ذات مرة على سؤال لفضائية بي بي سي البريطانية بقوله " نحن لا نحمل مباخر لأحد " .
الاستاذ زكي بني ارشيد تعلّم في الاسلام مبدأ حتمية التغيير و حتمية انتصار المؤمنين المستضعفين و التمكين لهم في الأرض وهو وعد الهي .
قد قلنا أن أطول الانظمة عمرا في القرن الحادي و العشرين لن يحظى بأكثر من خمس سنوات قادمة ولهذا السبب فأن الاستاذ زكي بني ارشيد السَّاعيةُ إليه الزعامة لن يحطّم الرقم القياسي للزعيمين المناضلين ظافي الجمعاني و حاكم الفايز لكنه قد يماثل الزعيم المناضل ليث شبيلات، أنْعِمْ بها منزلةً في الدنيا ... فهنيئاً لك أبا أنس و الأخرة خير و أبقى .
ضيف الله قبيلات