"عندما يصبح طموح الشاب ألاردني بين الواقع وألامنيات؟؟"
"نص المقال "
بهذه الفترة أصبح من الواضح أن منظومة التعليم العالي ألاردني ,,بحاجة ألى اعادة دراسة ,,من ناحية تطبيقها وطريقة عملها وتأثيرات هذا على أسقاطات ونواتج العملية التعليمية ككل ,مناسبة هذا الحديث انه بألامس كان لي عمل ما باحدى الجامعات الخاصة بالعاصمة عمان ,,وهنا لا اريد أن خفي حجم ألالم الذي أنتباني بمجرد دخول حرم هذه الجامعة ,,ألم مصحوب بقلق على مستقبل الشباب ألاردني,فمن خلال تجولي بحرم هذه الجامعة ,التقيت مع بعض شبان وشابات هذه الجامعة وتحاورنا وتناقشنا بمجموعة رؤى تتحدث عن مستقبلهم الشخصي ورؤيتهم الخاصة بمستقبلهم ومسار طموحهم المستقبلي واهدافهم المستقبلية ,ومن خلال هذا النقاش أصابني شيء من ألاحباط المصحوب بألالم ,فقد خرجت بنتيجة وبموقف أن "غالبية "الشباب ألاردني وتحديدآ بهذه الجامعة يعيش بعالم اخر وينظر ألى ألامور بنظرة غير واقعية ويرتكز بنظام حياته على مفهوم الحظوظ والصدف ,وهذا الموقف يذكرني بقصة تحكى عن مثل هذه المواقف ومضمونها أن هناك شخص ولد هذا الشخص ولاده عاديه من أم وأب عاديين نشأ نشأة عادية ودخل مدرسة عاديه تخرج منها بمعدل عادي دخل جامعه عادية وتخصص عادي درس فيها دراسة عادية تخرج الشاب عادي من الجامعة بمعدل كذلك عادي، تزوج عادي زوجة عادية وأنجب منها أبناء عاديون توفى هذا عادي ووفاة عادية ، وذكره كان قاصرا على من هم حوله بكو عليه فتره فنسوه و هذه باختصار قصة هذا الشاب فقد عاش حياه عادية.
فطموح بعض الشباب الأردني الجامعي هو كطموح هذا الشخص العادي فهم حقآ لا يريدون أكثر من ذلك و الأسباب إن واقع الشباب في ألاردن يعاني من ما يسمى طموح الشباب بين الواقع والخيال والاتكالية وعالم النجاح,,وهنا للأنصاف سنقسم الشباب ألاردني من حيث الطموح والنظرة المستقبلية الى ثلاث فئات .
*شباب يعيش في واقع أخر وينظر ألى المستقبل بنظرة غير واقعية ؟؟.
وهؤلاء شباب يحلمون بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية لا يدنو منها غيره، لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يحمل شهادات علمية عليا ولا يحمل أي صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهله لهذا الحلم الرومانسي، ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع والخيال ومع ذلك يصدق الخيال ويكذب الواقع، ويصف المجتمع بالظلم وبأن حقه مهضوم، وربما إذا سألته عن أحواله لقال لك "أنني مثل الشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها" وربما إذا سألته عن ماذا قدم للمجتمع أو لنفسه لا يدرك هذا المعنى ولكن ما هي إلا عبارات اعتاد عليها اللسان نحن مظلومين - نحن غرباء في بلادنا - نحن الفئة المسكينة - نحن .. نحن .. وغيرها من العبارات ",, ماذا تفعل هذه الفئة؟؟,, تحمل مجموعة من الأوراق تحتوي على شها دة جامعية اومتوسطة دبلوم او معهد أو اقل أو أد نى من ذلك - شهادات عد يدة من مراكز مختلفة تحمل اسم دورات لامعنى ولافائده منها، لا يفهم ولا يدرك معنى أي دورة قد حصل عليها لكنها شهادة,, يسعى للحصول على وظيفة بالشروط التالية , حكومية,,و مرتب مغري ومجزي لأنه خبير كما يقول ويعتقد !!! نصف دوام، أوساعة أو ساعتين أو تكون نصف ساعة أفضل،، إجازة الأربعاء والخميس والجمعة ويوم في نصف الأسبوع ,,هذه هي طموحات هذه الفئة.
*الشباب الاعتمادي على الآخرين؟؟.
هم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائما من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف الشديد من الانفصال وصعبة في اتخاذ القرارات، وإلقاء مسئولية أعماله والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسؤولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسؤولية.
*الشباب الحقيقيون وهم الامل الوحيد بالمستقبل ألافضل؟؟.
هم الفئة التي ستبني المستقبل وفق أمكانيات الواقع وتحديات المستقبل، شباب يعرف دوره ومسؤلياته، دائما يبحث عن ذاته محاولا تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير، يواجه الصعوبات ليكتشف فيها اليسر، يبحث عن المعلوم ويرى منه المجهول، ينادي في محرابه بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح، مؤمن بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إياها، وهنا سنغوص في أبحار هذه الفئة لنتعلم منها كيف نطمح وكيف نتعلم وكيف نبني مستقبلنا،، ماذا تفعل هذه الفئة؟؟, شباب يحدد طموحاته وأهدافه وهو طالب يرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه، فيختار مساره التعليمي المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله، يريد كلية الطب فيعمل لها، يريد كلية الهندسة فيعمل لها,,شباب يعرف قدراته، من أهم العوامل في التفوق هي أن يدرك الفرد مدى قدراته فلا يعطي نفسه أكثر من قدراتها ولا أقل من إمكانياتها،، وهم دائما يرددون كلمة أنا أعرف نفسي وأعرف قدراتي، لا أشترك أو أغامر في شيء دون دراسة ومعرفة مدى إمكانياتي واستعداداتي في هذا الموضوع.
*أخيرآ ,,,حجم مشكلة الشباب تستدعي وضع حلول سريعة لها ؟؟.
بالنهاية ,, إن هذه الفئات المذكوره سابقآ والتي ينخرط بصفوفها عدد كبير من الشباب الاردني الذين يدورون بفلك الفئات السابقه يتطلب منا دراسة أوضاعها والوقوف عند همومها وطموحاتها وتحديد مشاكلها والعمل على توجيهها للطريق الصحيح،، باعتبارأن الشباب هم الرصيد الاستراتيجي وهم الثروة الحقيقية لذلك فالحديث عنهم حديث عن المستقبل والتحديات المقبلة، ولهذا فان مشكلة الشباب تنبع بالأساس من خلل في سياسات التنمية والإعلام والتشغيل والتربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية والسياسية، الأمر الذي يفرض ضرورة مشاركة عد د كبير من العلماء والباحثين والكتاب والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع على التربية والتعليم في وضع استراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله وتساهم في ذلك الحكومة الاردنية، ومختلف المؤسسات الشعبية والرسمية والنقابية والأسر، ولنعمل على انشاء شباب طموح لان طموحهم هو طموح لمستقبل افضل ومشروع نجاح لمستقبل الاردن ..............
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com