الأردن متخوف من استيقاظ خلايا "الدولة" النائمة

أخبار البلد- 
 

كشف شريط مصور، انتشر أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشاراً "محدوداً" لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق مختلفة من الأردن، أبرزها محافظتا معان والزرقاء، جنوبي ووسط المملكة، وهو ما أثار مخاوف في أوساط الأردنيين.

 

تعرف المجموعات التي تعيش في الأردن، وتدين بالولاء للتنظيم الإسلامي بـ"الخلايا النائمة"، وهي أكثر ما يثير مشاعر الخوف والترقب في صفوف الأردنيين؛ مخاوفٌ ازدادت وتيرتها بعد تهديداتٍ أطلقها التنظيم، وتشير إلى قرب دخوله أراضي المملكة بحسب ما ذكرت قيادات من "الدولة" الذي استطاع تحقيق انتصارات عدة في العراق وسوريا خلال الفترة الأخيرة.

لكن فكرة وجود "الخلايا النائمة" لم ترُق للأردنيين وهو ما كشفت عنه كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر"، ومن النوم إلى الاستيقاظ تخشى السلطات الأردنية من مغبة قيام عناصر محسوبة على التنظيم في المملكة بعمليات تفجيرية في مناطق حساسة من البلاد.

هذا، وشوهد عدد من المناصرين لتنظيم "الدولة" يرفعون الأعلام ويافطات "الدولة الإسلامية"، في مسيرة انطلقت في منطقة ياجوز شمالي العاصمة عمان، هتف فيها المشاركون تأييداً لتلك "الدولة"، ولخليفتها أبو بكر البغدادي.

إلا أن الأجهزة الأمنية قامت بإلقاء القبض على العشرات ممن شاركوا في المسيرة القريبة من العاصمة عمان.

بحسب تقديرات المراقبين لحجم وحضور عناصر "الدولة" من الأردنيين تتراوح ما بين 5 إلى 7 آلاف مؤيد، إلا أن غالبية هذه الآلاف بحسب القيادي في التيار السلفي الجهادي "أبو قتادة" من فئة الشباب المغرر بهم، الذين يعتبرون وقود الحرب في العراق وسوريا، ويفتقرون إلى الموجه الشرعي في أفعالهم وتصرفاتهم، بحسب أقوال سابقة نسبت له.

سيطرة أمنية

الأجهزة الأمنية الأردنية شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر ومؤيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" وداهمت منازل عدد من المحسوبين على التنظيم في كل من مخيم حطين في مدينة الزرقاء والسلط ومعان، تحسباً من ازدياد ظاهرة المناصرين للتنظيم.

إلا أن مراقبين أكدوا لـ"الخليج أونلاين" أن التصريحات العديدة التي يطلقها تنظيم "الدولة" تلقى رواجاً شعبياً، إلا أنهم أشاروا في الوقت عينه إلى سيطرة الأجهزة الأمنية على مفاصل التنظيم في البلاد، وأنها تتابع تحركاتهم أولاً بأول.

ينحصر التخوف الرسمي من تنظيم "الدولة" داخلياً في إطار وجود أرضية خصبة في عدد من المناطق جنوبي ووسط المملكة لفكر التنظيم، خصوصاً وأن الظروف الاقتصادية لهذه المناطق متردية ما يدفع القاطنين هناك إلى البحث عن سبل للتخلص من هذه الحالة ويمكن للتنظيم استغلال مثل هذه الحال.

شواهد حية

الشواهد كثيرة على قوة حضور مناصري تنظيم "الدولة" في الأردن، من بينها كثرة إنشاء بيوت عزاء الشهداء من الأردنيين الذين سقطوا وهم يقاتلون في صفوف الحركات الجهادية الإسلامية، وكذلك كثرة استقبال العائدين من معارك القتال في سوريا خاصة مع بداية الثورة السورية.

النائب عساف الشوبكي طالب، في تصريحٍ لـ"الخليج أونلاين"، بـضرورة الحد والسيطرة من مكانة تنظيم "الدولة" في الأردن حتى لا تتسع دائرته وتخرج الأمور عن السيطرة، ويستغل بعض أصحاب الأجندات الخارجية والخاصة وأعداء الوطن وما تسمى بـ"الخلايا النائمة" ذلك لتنفيذ مراميهم "الشريرة" من خلال وصول الأسلحة المباشر إليهم أو بالشراء من تجار في داخل الوطن لتنفيذ أهدافهم.

مصدر الخطر

كما وطالب النائب الأردني بـ"العمل بجدية أكبر على مكافحة كل مظاهر وأسباب فرقتنا وتشرذمنا من جهوية ومناطقية وأقليمية وطائفية وتعرية ونبذ كل من ينادي بها ويروج لها"، مؤكداً على "مسؤولية الجميع في الحفاظ على أمن الوطن، وأن الأمر ليس محصوراً في الأجهزة الأمنية وحدها بل إن ذلك ملقى على عاتق الجميع مؤسسات وأفراد، ﻷن النار إذا اشتعلت لا قدر الله فستحرق الجميع، فلنحرص على إطفائها قبل أن تشتعل وتستعر ﻷن عظائم النار من مستصغر الشرر".

المحلل السياسي ماهر أبو طير قال: إن "الخلايا النائمة" من التنظيم وأمثاله داخل الأردن هي مصدر الخطر الحقيقي، إذ قد تشن أعمالاً انتقامية على الأراضي الأردنية.

ولفت أبو طير إلى أن "الأردن كان يجهز لمثل هذه العمليات ضد داعش خلال الأسابيع الماضية، وكان هناك توجه لهذه العملية من السابق"، مشيراً إلى أن "هنالك تخوفاً من المتشددين الإسلاميين المناصرين لداعش داخل الأردن، ومن رد فعلهم غير المحسوب".

لا أحد يعلم على وجه الدقة حجم الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "الدولة" في الأردن، إلا أن التساؤلات تصاعدت حول تبعات مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد "الدولة"، ومدى قدرة الأردن على الحفاظ على حدوده وأراضيه آمنة من خطر الهجمات الانتقامية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، في وقت أعلن فيه البنتاغون أن هذه الهجمات قد تستغرق سنوات.

مخاوف مشروعة

وهو الأمر الذي دفع الخبير العسكري والاستراتيجي هشام خريسات ليعبر عن مخاوفه من تنفيذ هجمات وتفجيرات انتقامية من قبل الخلايا النائمة التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، من جراء مشاركة الأردن بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقعه في العراق والشام.

أما محمد الحلايقة، فقال: إن "خطر الخلايا النائمة والتفجيرات الإرهابية محدق في الأردن سواء شاركت أم لم تشارك في الضربات الجوية العسكرية لمواقع التنظيم الإسلامي".

بدورها أصدرت لجنة التنسیق العلیا لأحزاب المعارضة الوطنیة بياناً دعا لـ"تحصین البیت الداخلي من خلال المضي بالإصلاح بكل أبعاده، لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن".