الكرامة معركة القيادة ..ومعركة الجند الاشاوس

 

 

معركة جاءت بعد نكسة.. معركة أثبتت ان الروح المعنوية لدى الجندي الأردني أفضل آلاف المرات من قوة السلاح .. معركة أثبتت ان الأردن بقيادته الهاشمية وطن الصمود الحقيقي .. معركة حقق فيها الجندي الأردني انتصارا غير مسبوق في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية بدعم قيادته الهاشمية التي كانت حاضرة لكافة مراحل المعركة مما شجع الجند على الاستبسال وتحقيق الانتصار.

معركة الكرامة المعركة التي استطاعت خلالها المدفعية الأردنية وسلاح الدروع المتواضع الخارج من نكسة سببها إهمال بعض الأنظمة العربية التي تحطمت طائراتها في مهدها  الانتصار على فرق وألوية من الدروع والمدفعية المحمولة وألوية المظليين والمشاة المدعومة من طائرات حربية في اقل من ستة عشر ساعة .

معركة الكرامة التي حقق خلالها الجند ذوي السواعد والجباه السمر انتصارا بقي في الذاكرة هي المعركة التي حولت مجرى التاريخ والمعركة التي أعادت للأمة كرامتها  والمعركة التي أحبطت اكبر مؤامرة لاحتلال جبال البلقاء التي تعتبر أهميتها كما أهمية الجولان السوري باعتبارها الطريق المؤدي إلى العاصمة عمان بكل يسر وسهولة .

معركة الكرامة معركة الطائرات والمدفعية والدروع ليست معركة الأشخاص أو الشخوص الذين حاولوا  لابل نشروا مقالاتهم ومقولاتهم بأنهم هم من أدار المعركة وانتصروا فيها وهم الذين رفضوا تسلم الأوسمة التي تسلمها كافة ضباط وأفراد القوات المسلحة الأردنية المشاركين في المعركة التي بطلها الوحيد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية المغفور له الملك الحسين الذي كان حاضرا في ارض المعركة تماما كما هو حضوره بين جنوده في حرب تشرين على الأرض السورية والاطمئنان الدائم على أوضاعهم وأحوالهم وحثهم على القتال الرجولي والجهاد من اجل الحفاظ على ثرى الأردن المقدس .

معركة الكرامة هي المعركة التي اعترف بها  العدو قبل الصديق الذي حاول تجبيرها للغير ذلك العدو الذي قال "ان إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران وزاد إن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب الإسرائيلي مثل هذا النوع من العمليات، وبمعنى آخر كانت جميع العمليات التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا، ومن هنا فقد اعتاد شعبنا على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج متنصرة من كل معركة أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها، بسبب كثرة الإصابات بين قواتنا، والظواهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا والياتنا وهذا هو سبب الدهشة التي أصابت المجتمع الإسرائيلي إزاء عملية الكرامة".

نعم معركة الكرامة معركة الجندي الأردني المسلح بالإيمان وحب الوطن والولاء للقيادة التي استمرت  مع كل ماهو في خدمة وحماية الوطن من العابثين وأعداء الأمة الذين أرادوا ان يكون الأردن جسرا لتمرير المؤامرات والخلافات حيث طالب احد أعضاء الكنيست الإسرائيلي بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في سبب الهزيمة وقال أخر" لايساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا وأضاف أخر لقد برهنت معركة الكرامة ان حرب حزيران لم تحقق شيئا ولم تنهي النزاع العربي الإسرائيلي" .

نعم تلك المعركة التي وصفها قائد مجموعة القتال الإسرائيلية لإحدى الصحف "بأنه شاهد قصفا شديدا عدة مرات لم يرى في حياته شيئا مثله حيث أصيبت معظم دباباته في العملية " وليس ذلك ببعيد عن شهادة احد كبار القادة السوفييت (سابقا )  والذي" قال لقد شكلت معرة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية" .. طبعا للأسف تلك العسكرية التي لم تعترف إلا بالهزائم وتقلب الأوضاع حسب ماتريد وترضى .

انتهت المعركة وحقق الجيش العربي فيها مالم تحققه كل الجيوش العربية عبر تاريخها الطويل وفشلت إسرائيل في تحقيق أحلامها وأمالها الأمر الذي لم يعجب الكثيرين من أبناء العروبة لأنهم اعتادوا ان تنسب الانتصارات لقادة محددين ولجماعات لاقدرة لها على مواجهة مثل هذه المعركة  ومنطلقاتها وعناوينها العريضة التي جرت من اجلها .

ولقد أثبتت المعركة ان القيادة الحكيمة لقائد الوطن المغفور له الحسين بن طلال ومتابعته الحثيثة لها كان لها اكبر الأثر في نفوس وأفراد وضباط الجيش العربي الذين يحتفلون اليوم بذكرى انتصارهم وذكرى إعادة الهيبة للأمة وإنهاء الغطرسة الإسرائيلية التي هيمنت من خلالها على الأمة ومقدراتها  وأثبتت  ان المعنوية العالية لدى أبناء هذا الجيش كانت الأساس في الانتصار وكانت الهدف الأسمى للدفاع عن الوطن ومقدراته .

رحم الله شهداء الكرامة  وكل كرامة ورحم الله كل من قدم نفسه شهيدا من اجل الوطن والأمة وستبقى الكرامة عالقة في عقول وقلوب الأردنيين الأوفياء مهما حاول العابثون تجاهلها وطمس حقيقتها التي تقول ان الأوطان أغلى من الآباء والأبناء لان الأوطان باقية بقاء التاريخ والآباء والأبناء في طريقهم إلى نهاية أعمارهم والأوطان تبقى بيتا للجميع وحضنا دافئا لكل منتم ولكل من لدية القدرة على التضحية والعطاء .

·        صحفي

·        Nashat_m200@yahoo.com