في لقاء حواري مع عماد أبو البندورة : الزرقاء ليست مدينة اخوانية بل أغلبية صامتة
اخبار البلد- أجرى الحوار عمر شاهين -سأقوم اعتبارا من هذه الحلقة بإجراء سلسلة من اللقاءات مع ناشطين في محافظة الزرقاء لصناعة، رؤية لازمة المحافظة خصوصا ، والوطن عموما، نمتزج بأسئلة واضحة، وصريحة، ما خبئ في رؤوس أبناء المحافظة، وستكون الأسئلة دوما صريحة وجريئة،وسأستضيف شخصيات أثق بقدرتها وخبرتها على الإجابة، وسيغلب التنوع دوما في تلك الشخصيات، إن كنا في داخل المحافظة او خارجها مركزا على التنوع والتقاء شخصيات لم يطرقها الإعلام من قبل بالرغم من حضورها الكبير.
التقي اليوم مع ناشط اجتماعي وعضو في غرفة تجارة الزرقاء وهو التاجر المعروف عماد أبو البندورة لأسأله حول الانتخابات الأخيرة والحراك التجاري ومستجدات الأحداث السياسية.
أثناء قدومي إلى متجرك لاحظت فراغ معظم المحلات التجارية من الزبائن هل تعانون من ركود اقتصادي؟
- نعم ، وهذا منذ شهر رمضان، فالتجار يعانون من أوضاع اقتصادية،صعبة جدا، فبالكاد ، يدخل مشتري أو أكثر في الساعة، ومعظمهم، لا يقمون بالشراء، ولو لاحظت عروض المحلات والاكازيونات لوجدت أن ما يباع ضمن التخفيضات والعروض هو اقل من التكلفة وهذا يظهر أزمة سيولة مادية كبيرة لدى التجار، ومع أن الركود مستمر منذ سنوات إلا انه تضاعف في الأحداث الأخيرة.
ما هو سبب هذا الركود من وجهة نظرك كتاجر ومواطن ؟
- السبب معروف، وواضح، فراتب الموطن ، أصبح يصرف على المواد الأساسية، التي ارتفع سعرها كثيرا، فماد يدفع على الكهرباء والتدفئة ، والطعام، لا يبقي من دخول المواطن، ما يمكنه من شراء الكماليات الأخرى .
الأحداث السياسية ألم تؤثر على السوق ؟
- بالطبع فالمواطن ، خائف من الظروف القادمة، وتأزيم الحالة السياسية ومظاهرات يوم الجمعة تنعكس على التجارة وسيكون لها ارتداد كبير، فهناك آلاف المحلات التجارية، التي تعاني من الخسارة منذ ثلاثة أشهر .
وما هو دوركم كغرفة تجارة بإنقاذ التجار؟
المسالة ليست بيد غرفة التجارة، بل برفع رواتب المواطن كي يتمكن من القدرة على التبضع، ونحن في الغرفة نسعى كل جهدنا لمساعدة التجار وقريبا سيصبح لدينا مركز صحي لتقديم الخدمة الصحية لهم، واجتمعنا الأسبوع الماضي مع محافظ الزرقاء وأعجبتني فكرته بالسعي لفتح استثمارات كبيرة تحسن من حركة التجارة.
شاركت بقوة في الانتخابات الماضية وساندت محمد أرسلان وهو مرشح شيشاني هل أحببت كسر القواعد الانتخابية ؟
- الانتخابات ، ليست حلقة لبناء الأطر المغلقة، بل تقديم نخب وطنية، والقفز عن العشائرية ، والروابط العائلية فمصلحة الوطن أولا، ولو نظرت إلى الذين وقفوا مع أرسلان لوجدتهم من مرجعيات وأًصول عديدة، همهم الأول تقديم نائب وطن لأربع سنوات، ولدي شخصيا قناعات كبيرة به، بدأت منذ عام 2003 حينما تمكن من الحصول على المقعد ، ووقفت معه كصديق ، ولأنه يملك فكرا اقتصاديا، وهذا ما تحقق أثناء عمله البرلماني، حيث كان مقرر اللجنة المالية وفرض وجدوده كنائب وطن.
خارج صداقتك هل تجحد أن نكسر العوائق والنظرات الإقليمية ونقف مع نواب لأجل الوطن فقط وليس لصلة القرابة أو المال السياسي؟
-نعم ويحدث هذا كثيرا حينما يفضل المواطن مصلحة وطنه على مصلحته الخاصة، ولو رأيت في الانتخابات الأخيرة لوجدت أن هناك من ساند مرشحين دون أي صلة قرابة أو أصول.واغلب من انتخب أرسلان، ليس لسبب عنصري أو صلة دم ، بل لاقتناعه، به شخصيا وبفكره وحديثه.
هل أنت راض على نتيجته الانتخابية؟
- نعم قدمنا جهدا كبيرا، مع زملائي عبدالسلام ابو عبيد وحسين شريم وغيرهم والنتيجة التي حصل عليها كمرشح للمقعد الشيشاني جيدا جدا.
ثمة من يتهم الانتخابات الأخيرة بأنها مزورة؟
- لن أقول هذا بل اتهم الدوائر الوهمية، ولا اعرف من أحضر هذه الفكرة، ومعروف كيف وزعت وبطريقة مخطط لها، واقر ان الدوائر الوهمية كانت دلالات تزويرية مسبقة. ولكن ضعف الاحزاب في الزرقاء سبب في نكستها الانتخابية ايضا، فحزب جبهة العمل بوجهة نظري فارغ سياسيا، وليس لديه سوى الخطابات، وانتشار ظاهرة المال السياسي اعتبرها سرطان الزرقاء وهي تتم بشكل واضح، وواجهنا بها الحكومة ولم تحرك شانا، وستكون مرض خطير يؤدي إلى تعليم الشباب بالركض وراء مصدر مال سريع والتنازل عن صوته وموقفه مقابل مبلغ مالي، وللأسف بتنا نرى رموز وشخصيات تنجر وراء المال السياسي ومن ثم تدعي أنها تقف لموقف سياسي ...
كيف تجد وصف الزرقاء بأنها معقل للإخوان المسلمين ولا يتمكن غيرهم من تحصيل الأصوات؟
- الزرقاء ليست مدينة للإخوان المسلمين ، بل هي تكوني متجانس وواعي، ومتعدد ، وعدد الاخوان ضئيل جدا،مقارنة مع السكان وأصواتهم تعاطف وليس انتماء لفكره ولكن في كل انتخابات، يحصلون اكثر الاصوات، بسبب غياب الأغلبية الصامتة عن التصويت، وبامكانك ان تجمع ما يحصده الإخوان وغيرهم ستجد ان نسبة التصويت ضئيلة ومعدومة مقارنة مع المحجمين عن التصويت.
وأنا لا أفضل أن يكون الإخوان مرشحين لرئاسة البلدية، المرة القادمة، فهم اصحاب خظاب سياسي، والبلدية خدماتية وليست مكان للأجندة الشخصية او السياسية.
من هو الحزب المنافس للإخوان في نظرك ؟
- حزب الجبهة الاردنية الموحدة له حضور جيد، وفاعل، ولكنه تراجع ، في الفترة الأخيرة وحصر نشاطاته في جلسات خاصة، يحتاج إلى تفاعل اكبر مع المجتمع ،وهذا ما تأكيدي على وجود اسماء اجتماعية وسياسية مهمة في الحزب، وكي يستمر بتميزه، ويركز على خدمات أوسع. عليه التفاعل اكثر مع القضايا .
من تجده أفضل المرشحين المفترضين قربا لك في انتخابات البلدية حسب الأسماء المقترحة؟
- المهندس عماد المومني فهو رجل سياسي وصاحب حضور كبير ولديه خبرة واسعة في العمل البلدي.
إلى متى تظل الزرقاء مدينة مظلومة وهل حقا هي كذلك بوجهة نظرك؟
- كارثة الزرقاء ، أن الكثير من سكانها يتعاملون معها ، كمنطقة سكن مؤقتة، أي طبيب أو تاجر او مهندس يتحسن دخله، فيفكر بالرحيل، وتنتشر ظاهرة ، ترحيل الأصوات بشكل كبير، وهذا وضعها في خامة مصائب الزرقاء الانتخابية، وظلم الزرقاء أصلا يأتي من سكانها أنفسهم ، فهناك ضعف في الانتماء لها كمدينة وخصوصا في الانتخاب لاماكن الولادة، والابتعاد عن التصويت بها.
أين النخب والشخصيات عن النهوض بها ؟
كارثة الزرقاء بالحكام الرادارين، فهم من يصنع ممثليها، حسب أهوائهم، وللأسف الزرقاء مليئة بالنخب والشخصيات ولا يكنهم لا يظهرون سوى نادرا، ومارسوا سياسية تهميش أنفسهم، ويتجنبون المشاركة في النشاطات السياسية ،ومن يمثلها هم هم منذ سنوات طويلة دون تجديد، وأنا ارفض التركيز على الزرقاء كحالة خاصة فهي امتداد لوطن ما ينعكس عليه ينعكس عليها، ولكني ارجوا من كل سكانها أن يضعوا أصواتهم فيها وألا ينتخبوا في أماكنهم الأصلية .ولا يسكتوا على أي ضرر أو تدخل.