الانتقام ... طبق يؤكل باردا


كعادتهم اشرأبت أعناق الشامتين ، وارتسمت علامات الشماتة على وجوههم الكالحة ، ومرة أخرى ارتفعت أصواتهم تنعق بالتشفي والاستهزاء ولسان حالهم يقول : ستقولون لنا أن سوريا وحزب الله سيردون بالوقت والمكان المناسبين ، تلك الاسطوانة التي لا زلتم ترددونها ولم نرَ هذا الرد ، والذي لن يأتي . نقول لهؤلاء المغفلين ومرضى النفوس وكل من فرح بالعدوان الصهيوني السافر على منطقة القنيطرة السورية والذي أدى إلى استشهاد عدد من رجالات المقاومة في حزب الله ومنهم نجل القائد الشهيد " عماد مغنية " ، نقول لهم ألم تسمعوا بالمثل الفرنسيّ القائل : الانتقام طبق يؤكل بارداً ؟
حتماً بل أننا على يقين بأن الرد سيكون قاسياً ليس على الكيان الصهيوني الغاصب فحسب بل سيطال كل من وقف معه وسهّل له وأمدّه بالدعم وحينئذٍ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
لقد دأب الكيان الغاصب كعادته أن يستبيح دماء المقاومين والمدنييين وأن ينتهك الحرمات ضاربا بالقوانين والقرارات الدولية عرض الحائط ، كيف لا يفعل وكل الدعم يتلقاه من أنظمة ابتلينا بها وزورا تسمّى أنظمة عربية ، تلك الأنظمة التي يتشدّق قادة الكيان الغاصب بإصرارها ورجائها لهم أن يدمروا كل منبت للمقاومة وتصفية كل من يعكّر صفو أحلامهم ونومهم الهانئ حين يستصرخ العالم وضميره الميت بحق شعوبنا في المقاومة والدفاع عن أرضها المغتصبة وسمائها المنتهكة وموادرها المسلوبة .
ألم يتعلّم المأفون المدعو " محمد البراك " ومن شاكله من علماء الشياطين الذين باركوا الغارة الصهيونية على القنيطرة وفرحوا لاستشهاد عناصر من حزب الله ونعقوا وصرخوا بهتانا " اللهم اضرب الظالمين بالظالمين " ! الم يفكروا قليلا ليعرفوا أنهم هم الظالمون لأنفسهم وأمتهم وهم أعداء هذا الدين وأنهم عبيد في أزياء أحرار ،إنهم عبيد لأهوائهم وعبيد لطواغيتهم .
إن ما أقدمت عليه دولة الاغتصاب يوم أمس يأتي استكمالا للدور الذي تقوم به من نجدة للعصابات المسلحة في الجولان المحتل وتقديم الدعم المباشر لها ، تلك العصابات التي أخذت على عاتقها صراحة تحقيق أحلام " إسرائيل " بإقامة شريط حدودي وجيش عميل على طول الحدود الجنوبية لسوريا .
ويأتي هذا العدوان غداة التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والتي أكّد فيها جهوزية المقاومة واستعدادها لأيّ عدوان صهيوني جديد وفي الوقت الذي يشهد فيه " لبنان " حراكا للتوافق بين تيار المستقبل بزعامة الحريري وبين حزب الله ،يأتي محاوملة لخلط الأوراق اللبنانية والبقاء على حالة اللاتوافق والمشاحنات التي يعيشها لبنان .
وجاء هذا العدوان من قبل " إسرائيل " للتأكيد على أنها لن تسمح لأحد بالتطاول عليها من جهة ولمحاولة إعادة هيبة الجيش المنكسر والمهزوم في أوحال غزة قبل عدة أشهر ، وكذلك من باب الدعاية الانتخابية للمجرم " نانينياهو " بعد أن تدنّت شعبيته إلى أدنى مستوياتها .
ستعلم اسرائيل أن عربدتها وتفرعنها قد ولّى إلى غير رجعة وأن زمن الخنوع والاستسلام والصمت قد ولّى ، وأن عبارات الشجب والتنديد والاستنكار قد حذفت من قاموس محور المقاومة واستبدلت ب "الجواب ما ترى لا ما تسمع "
وسترى الدولة المارقة كم هي ضعيفة وواهية كبيت العنكبوت وأن من يبارك تصرفاتها ويشدّ على يديها لن يجد الوقت لنجدتها ومدواة جراحها الغائرة .
الرحمة والخلود للشهداء الذين مدّوا لنا من أرواحهم للوعد جسرا . الذين علّمونا أن الأوطان بالدم تُفدى .
الرحمة للشهداء ... والخزي والعار للخائنين الشامتين