داعش باختصار

لم تتضارب الانباء حول الهجوم الذي استهدف داعش، وشاركت فيه طائرات أمريكية وعربية، فقد كان غارات ولم تكن غارة واحدة، واستهدفت أرتالا ومراكز عديدة وليس رتلا او مركزا واحدا.

ومن المستبعد، وفق السيناريو السياسي للغارة، ان يكون قد ألحق اضرارا كبيرة بالتيار الذي يركز على العراق وسورية ولا يهتم بالدول العربية ذات الصلة…

والمرجح أن الغارات استهدفت تصفية او اضعاف التيارات (الخليجية) التي تدعو لنقل المعركة إلى دول خليجية بعينها، والتي استغلت تسليم الموصل لداعش من قبل (ضباط عراقيين) يعملون مع المخابرات الامريكية، وشددت قبضتها على التنظيم.. ولا يستبعد ان تشهد بعد تلك الغارات انشقاقات عمودية بين التيارين، تيار يظل مستهدفا من طائرات الناتو، وتيار متحالف معها، ولذلك قصة جذورها ابعد من انفجار الازمة السورية وابرز محطاتها الاجتماع الذي سبق اجتياح الموصل.

ففي الاجتماع المذكور، تمكنت المخابرات الامريكية من تجميع قوى متضاربة تمهيدا لاجتياح الموصل واعلان حكومة عراقية فيها سيجري حشد اعترافات عربية ودولية واسعة بها بوصفها الممثل الشرعي للعراق.

ومن بين القوى التي شاركت في الاجتماع، تنظيم داعش والطريقة النقشبندية ومقربون من جيش المجاهدين وقوى مركزية مقربة من البرزاني واتحاد العلماء المسلمين وأحد التيارات القومية الذي صارت افكاره أقرب الى السلفية منها الى الاشتراكية والقومية بعد رحلة مع التصوف (السياسي).

وبعد ان نجح الاجتياح بترتيب المخابرات الامريكية سارعت مجموعة داعش باعلان الخلافة وطلبت البيعة من القوى الاخرى..

ورغم انها لم تشكل الاكثرية المسلحة في الاجتياح الا انها امسكت بزمام المبادرة وحاولت خلط الاوراق بالاقتراب من كركوك بل من مناطق البرزاني، مما اثار الاكراد والعواصم العربية والنفطية، واطلق حسابات جديدة داخل المطبخ الدولي والعربي لاجتياح الموصل.

في هذه الظروف بالذات بدأ المطبخ المذكور يرسم السيناريو السياسي للغارة الأخيرة ويحاول استعادة الاستهدافات المرسومة للاجتياح وتصفية التيار الذي يدعو لتصدير الارهاب الى الخليج، واستبداله بالتيار الذي يمكن توظيفه في الساحة العراقية والسورية والايرانية ايضا.