لا اصدق الاّ.. عينيكِ
صاح من صمت قلبه لقلبه و تسلل يسترق النظر الى روحها، فعانق طيفا انسحب منه كالسراب ورغم ذلك ابتسم..تقتله بلذة عشق مجنون فيلف ذراعه حول نفسه كي يخفي النبض في صدره وهو يقرأها ..من اين أتت لا يدري لكن يشمّها في افكاره كأن حاجتنا للدفء تنقذ الكثير في الاعماق فنصبح و تصبح همسة واحدة كافية ان تشعل صمت الحديث في يدها و هي تهرب منه لتداعب خصلة تطايرت فوق جبين المعنى حين حاولت ان تخفي عينيها عنه و تلهث خلف ذاكرة الكلمات.
نام و احتضن صور المواعيد و المشاوير الاتية لا محاله معها غدا و قال لا اصدق الا الكلام الذي تسرده عيناك،فأغلق جفني و تبقين هائمة بصمةً لفرح عمري،تسبحين بين الهدب و الهدب.حَلُمَ انها بكت على صدره و كل شهقة من دمعاتها غادرت جزءا من روحها لتسكن روحه فبلل العطش القابض على ايامه لحظة بلحظة.
قالت له:دعني أهذي في حدائقك بطفولتي و أسيل كنهر يبحث عن مصب فيلبسني الجنون حتى و ان ملكي الوحيد منك كلماتك،خصّب ذاكرتي،فكيف تعيشني و اعيشك دون ان يكبر الهمّ فينا، دعني اقول لك انه بحجم السماء اشتقت لكل ما يجمعنا.
ربما خاف ان يُدان بها،ربما قاوم كثيرا مواسم جنون العشق و الانتظار مع كل تكة ساعه واجهته بصوتها و لكنه حتما عرف ان الحزن نصيب و ان الفرح نصيب و ان قدر القلب ان يظل متعبا حد العتب فاختار ان يستسلم لاغفاءة حزينة تسحبه اليها فتمطر الاحرف من شفتيها فتقول:
الحنين يا سيد القلب يتغذى من اسمك و انت اسميتني «سيدة قلقك»، و سألتني يوما ان اكتفيت ان اكون في حياتك مجرد حلم او صورة ترافقها وردة مجففة بداخل كتاب نام على ذكرى مكان يجمعنا، اعود لك اليوم بالسؤال: ابوسعك ان تمد يدك اليّ بعصا سحرية و اكون لحياتك حياة ؟ ام لازلت تكتفي ان ينتفض قلبك من عطر الذكرى كلما اقتحم وجهي جدرانك كريشة ؟!لا تجزع لازلت ارشفك شوقا وأتيه على أرصفة الوقت حين كنا هنا نجلس انا و انت،تختبئ في رئتي و قلمك يكتبني،لازلت انتظرك على هامش و تفاصيل اخطر المساحات في وقتي و وجداني و لازال شهيا حضورك،لكن كيف احارب ذلك الحزن الخبيث قبل من ان يتمكن مني،يباغتني مطر التشتت احيانا..و اجفف روحي منه و ليلي صقيع و طويل!لكن ان امطرت السماء بحضورك لا مفر...فبريق عينيك حياة.