استثمار الصخر الزيتي مشروع استراتيجي
يستغرق مشروع الصخر الزيتي ما بين 3 الى 5 سنوات لاستخراج النفط والغاز، وخلال هذه السنوات ستعاود اسعار النفط الى الارتفاع مجددا في الاسواق الدولية، عندها نكون قد تعاملنا مع ملف الطاقة بحكمة مستفيدين من الانخفاض الوقتي لاسعار النفط وان طال.
اي قراءة للتجارب السابقة تؤكد ان اسعار النفط تنخفض وسرعان ما ترتفع، عندها سنجد الخبراء يقدمون التحليل والاسباب لاسباب ارتفاع النفط، وفي عامي 2008/2009 انخفضت اسعار النفط لمستويات قريبة من 30 دولارا للبرميل بعد ان ارتفعت في العام 2007 لمستوى 147 دولارا وسط توقعات بأن يصل الى 200 دولار في حال تعرض الممرات المائية الدولية للملاحة للخطر في الخليج العربي.
وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي انخفض سعر برميل النفط لمستويات تقترب من ستة دولارات، ودخل منتجو النفط في حرب اسعار مجنونة حرقت اصابعهم ودفعت كبار منتجي ومصدري النفط ثمنا غاليا، قبل التوصل الى اتفاق لوضع حد لهذ الحرب العبثية.
اعتماد عدد من المسؤولين والمحللين على ان انخفاض اسعار النفط سيحول دون المضى قدما في مشاريع الصخر الزيتي وتنويع مصادر الطاقة، هو تشخيص في غير محله قد يعيد الاقتصاد الاردني الى المربع الاول من حيث المعاناة لفاتورة الطاقة، عندها سينزف موارد طائلة لاستيراد النفط ومنتجاته.
الانخفاض القياسي لاسعار النفط في الاسواق الدولية المدفوع بإصرار كبار منتجي ومصدري النفط في الاوبك وخارجها له اسباب سياسية دولية تقوده الولايات المتحدة، وان الحديث عن الارتفاع الكبير لانتاج امريكا النفط من الصخر الزيتي امر مبالغ فيه، وان تسويق مقولة ان الدولة المصدرة للنفط تحاول الدفاع عن حصتها في السوق الدولية هي مشابهة للوضع الذي ساد في منتصف ثمانينيات القرن الماض، وان استمراره سيؤدي الى تباطؤ تطوير الاستثمارات النفطية وستلحق اضرارا استراتيجية بصناعة النفط العالمية.
مشاريع الصخر الزيتي في الاردن لها مزايا اقتصادية وتنموية عديدة منها توفير امولا طائلة هي عملات صعبة تخرج من الدورة المالية لاستيراد النفط، وتؤثر على الرصيد الجاهز من العملات الاجنبية، كما ان تعدين الصخر الزيتي سينتج عنه كميات وافرة من الغاز الطبيعي والكبريت كمنتجات جانبية تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، وصناعة الاسمدة، كما توفر هذه الصناعة عدة الاف من فرص عمل جديدة تساهم في تخفيض البطالة، وتراكم خبرات صناعية نحن بأمس الحاجة اليها في الاقتصاد الكلي.
ان القيمة المضافة لاستثمارات الصخر الزيتي كبيرة تعود بالخير على الاردنيين، وتعزز القاعدة الانتاجية في البلاد، وتؤدي الى تحسين مستويات المعيشة، اما الاعتماد على انخفاض النفط في الاسواق الدولية فستنتهي بزوال الاسباب السياسية الاقليمية والعالمية الراهنة.