أزمات دول "الربيع العربي" تعكس تحسناً في سياحة الأردن

أخبار البلد

"مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ"، بصورة أو بأخرى انعكست هذه المقولة القديمة على الأوضاع السياحية في الأردن، والتي طرأ عليها تطور ملحوظ بُعيد وقتٍ قصير على بدء الثورة السورية في العام 2011، لتثبت تلك الأحداث أنها ليست محصورة داخل القطر العربي.

الأزمة السورية التي أثرت سلباً على الاقتصاد الأردني، هي ذاتها التي رفعت من مستوى الدخل السياحي في المملكة الأردنية، فبعدما كانت كل من سورية ولبنان محجاً للسياح الخليجيين والعرب، فإن الأردن -بحسب خبراء اقتصاديين- سحب البساط من تحت أقدام تلك الدولتين، فالمملكة التي كانت محطة عبور بري لمن أراد السياحة في دمشق وبيروت (خليجياً) بات محطة أخيرة لسياحتهم لا سيما السياحة العلاجية التي تمتاز بها الأردن.

وفيما يبدو، فإن وزارة السياحة أدركت باكراً أهمية أن تستثمر عمان اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة، فكان أن بدأت عمليات ترويج سياحي إلى كافة الأسواق السياحية المختلفة لا سيما السوق الخليجية، حيث بدأت الدراسات المتخصصة لتبين نوعية المنتج السياحي في الأردن، لجذب السائح العربي والخليجي على وجه التحديد.

ويمتاز الأردن عن غيره من دول الشرق الأوسط بأنه أصبح ملاذاً للسياحة العلاجية، فالخليجيون والعراقيون واليمنيون والسودانيون، يأتون بالمرتبة الأولى لاختيار المملكة للعلاج فيها، ساعد على ذلك -بطبيعة الحال- الأحداث الجارية منذ أربع سنوات في كل من سورية ولبنان.

بحسب تصريحٍ صدر عن المركز العربي الطبي في عمان، فإنه استقبل المرضى الليبيين والخليجيين بمعدل (1000) مريض في العام 2014، إضافة إلى الجنسيات الأخرى وعددهم تجاوز (5) آلاف مريض، أما المستشفيات الخاصة فقد عالجت زهاء (160) ألف مريض ومصاب ليبي دخلوا المملكة خلال (3) أشهر إبان أزمة بلدهم السياسية وترتب على علاجهم أكثر من (200) مليون دينار.

الخامس عالمياً

ويصنف الأردن في "المرتبة الأولى" في منطقة الشرق الأوسط، والخامس على مستوى العالم للمرة الثانية كمركز جاذب للسياحة العلاجية، وهو يمثل محطة سياحية لـ (80) جنسية عربية وأجنبية للعلاج، ويعود ذلك إلى ما يميز الخدمات الطبية في الأردن في أنها تنافسية الكلفة، ذات جودة عالية.

بدورها ناقشت لجنة السياحة والآثار النيابية قبل أيام واقع القطاع السياحي بالأردن، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته برئاسة النائب منير زوايدة وحضور وزير السياحة والآثار وزير العمل الدكتور نضال القطامين ومدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات.

النائب زوايدة تحدث لـ "الخليج أونلاين" عن الواقع السياحي في الأردن في العام 2014 مقارنة بالأعوام الماضية، ليؤكد أن "الوزن الأثري الموجود بالأردن يساوي الوزن الأثري الموجود بالعالم، الأمر الذي يستوجب علينا استغلاله"، مشيراً إلى "زيادة في عدد السياح القادمين للأردن خلال العام 2014 مقارنة بالعام 2013 وكذلك زيادة في ليالي المبيت وعدد المنشآت السياحية التي تم إقامتها مقارنة مع التي تم إغلاقها، الأمر الذي أدى الى زيادة في الدخل الناتج عن قطاع السياحة والبالغ نحو 3 مليارات دينار".

وأوضح أن "القطاع السياحي ازدهر خلال العام 2014 وهذا ما تأكده الأرقام الواردة من وزارة الداخلية"، مؤكداً أن ما نسبته 89.9 بالمئة من السياح القادمين للأردن يأتون بشكل مباشر دون الحاجة إلى الاستعانة بالمكاتب السياحية وهذا أمر إيجابي ومتقدم".

"لكن الواقع في البلاد ليس دائماً بصورته البيضاء الناصعة"، قال زوايدة، وأضاف: "يوجود ظروف صعبة تأثرت بما تمر به المنطقة وهو أمر طبيعي بالإضافة إلى وجود أنظمة وقوانين معمول بها منذ عام 1997 ولم يتم عليها إجراء أي تعديل مطالباً بإعادة النظر فيها وتعديلها".

 

سياحة خليجية بامتياز

وبحسب بيانات صادرة عن وزارة السياحة في الأردن للعام المنصرم 2014، فقد كانت السياحة خليجية وعلاجية وفردية بامتياز، ما يعني بصورة أو بأخرى أن السوق السياحي الخليجي بات صمام الأمان للسياحة الأردنية، إلا أن خبراء سياحيون أكدوا أن ضغوطاً اقتصادية كبيرة سببتها الأزمة السورية على الاقتصاد الأردني الذي خسر الكثير جراء ما يحدث على الحدود الشمالية للبلاد.

زيارات خليجية

وزارة السياحة كانت قد نظمت مؤخراً عدداً من الزيارات لدول الخليج أفرزت نتائج واتفاقات ثنائية، من المؤمل أن تعزز من وضع الأردن السياحي خلال المواسم السياحية المقبلة، إلا أن الجولة السياحية الأردنية أسست لعملية دائمة ومستمرة للسياحة الأردنية في دول المجلس الخليجي باعتبار السياحة الخليجية هي عمق الأردن السياحي.

واستطاع الوفد الأردني، تسليط الضوء إعلامياً عبر الترويج للأردن سياحياً من خلال الصحف والبرامج التلفزيونية في دول المجلس دعماً منها للسياحة الأردنية، فيما تتجه المباحثات لاستقطاب وسائل إعلامية وكتاب لزيارة المملكة لتعريفهم بالمنتج السياحي الأردني، إلى جانب بث العديد من التقارير الإخبارية والإعلامية والتلفزيونية وتصوير حلقات تلفزيونية محلية لبثها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وكانت هيئة تنشيط السياحة، ذكرت مؤخراً أن الأردن شهد نمواً كبيراً في أعداد السياح القادمين من دول الخليج العربي مثل قطر التي ازداد أعداد السياح القادمين منها بنسبة 140 بالمئة والكويت 35 بالمئة.