خشونة الاسلاميين مع الحكومة والمعارضة

أخبار البلد -  عمر كلاب

 

 

لجأت الجماعة الاخوانية الى منهج خشن في تعاملها مع تداعيات الرسوم المسيئة للوجدان الاسلامي - وليست المسيئة للرسول الكريم – وبالمقابل جهات حكومية عن سعة الصدر في تعاملها مع النشطاء الشباب وتحديدا شباب الحراك الاسلامي في تبادلية للخشونة توحي بعودة ثنائية التناقض بين الحركة الاسلامية والحكومة في ظروف لا تحتمل الخشونة اساسا او العودة الى ثنائية أرخت ظلالا قاتمة على المشهد المحلي وافرزت تغييبا للالوان السياسية الاخرى التي لم تُعرها الحكومات اهتماما طوال عقود العمل السياسي العلني مما انتج تضّخم الآنا الاسلامية الحزبية على حساب باقي اطياف المعادلة السياسية .

رسالة الناشط شريف المحافظة عضو تنسيقية الشمال تكشف بوضوح حجم الآنا الضخمة عند الجماعة الاخوانية والتي تصل الى مستوى الاستقواء على باقي الحراكات النشطة شمال وجنوب المملكة , فالجماعة انقلبت على اتفاق بتأجيل اجتماع عام مع تنسيقية الحراك في الشمال بعودتها الى الدعوة للاجتماع في مقر الذراع السياسي لها مما دعى الناشط الى اطلاق بيانه الغاضب على هذا السلوك وهو ليس اول بيان يشير الى تعالي الجماعة عن باقي الحراكات وفرض نفسها ممثلا شرعيا ووحيدا لقوى المعارضة الاردنية , اضافة الى خذلانها لحراكات شبابية ابان ازمة تحويلهم الى محكمة امن الدولة وعودتها الى المطالبة بدعمها إثر توقيف نائب مراقبها العام زكي بني ارشيد .

العودة للخشونة تعبير حيّ عن ازمة داخل الجماعة الاخوانية لم تعد خافية على احد وما زالت الجماعة تفكر بنفس العقلية القديمة للخروج من المأزق .
استثمار الرسوم المسيئة ليست شأنا خاصا بالجماعة الاخوانية وهي ليست الجهة الموكول اليها تشكيل وتحديد الية زمان ومكان الرد , فهذا شان يمس وجدان الجميع , لكنها لحظة مواتية للجماعة وحزبها كي تخرج من ازمتها الداخلية وتسعى الى اعادة التعاون مع حراكات مناطقية وقوى شعبية واجتماعية خسرتها طوال فترة سابقة تارة بإدارة الظهر لمطالبها ورؤيتها السياسية وتارة بفرض الاجندة التنظيمية عليها , ودون شك تملك الجماعة القدرة على المبادرة والتنظيم وسرعة الاستجابة للظروف السياسية اكثر من اي حراك مناطقي او حزب آخر بحكم وجود التمويل اللازم والتعداد المطلوب .

لكنها تنسى في غمرة الاعتزاز بالقدرة , ضرورة وفائدة التنوع السياسي والاجتماعي لتحقيق الاثر المطلوب وضمان عدم احتكار الحقيقة والمصلحة كما شأن التناقض الحاصل الآن والذي خلق الثنائية المقيتة فالجماعة بسلوكها الخشن مع الحراكات والاحزاب تمنح خصومها فرصة اثبات رأيهم برفض الجماعة للاخر مهما كان لونه السياسي وتؤكد على استفرادها بالرأي والرؤية.

بيان الناشط شريف محافظة وما سبقه من اتهامات للحركة من حراكات واحزاب شاركتها الوظيفة السياسية واختلفت معها في الاداء السياسي وما يحدث داخل البيت الداخلي لها من ازمة مستعصية ليس اولها زمزم ولا اخرها تيار الصقور وتقديم الاجندة الخارجية على الداخلية يؤشر على ضرورة تغيير السلوك واحداث المراجعة المطلوبة لمواكبة اللحظة الاردنية السياسية من قِبل الجماعة , فلا احد يريدها معزولة او خارج المشهد السياسي .