الحيط بالحيط
كتب الزميل الراحل محمد طملية ذات يوم مقالا أكد فيه أنه :- (يمشي الحيط بالحيط ويقول يا ربي الستر) ..وافصح عن إصابة كتفه ببعض التقرحات نتيجة ملازمته الحائط .
بصراحة أعاني من نفس الشيء , ولكن لدي مشكلة فقد تمزقت جميع ملابسي من الجهة اليمنى , يبدو أنهم يغرسون بعض المسامير في (الحيطان ) مما يؤدي إلى تمزق الملابس ...وأنا – للعلم- مواظب على هذه العادة , وأول أمس كنت في السيفوي ولم أجد اي حائط فمشيت بجانب رفوف الطعام ونظري كان في الأرض , لدرجة أني سمعت أحدهم يقول :- ( يالله هالشب شو مؤدب) ...
حتى في المنزل قمت بالتخلي عن بعض الأثاث , كي أسير (الحيط بالحيط ) , وأول أمس ودون أن أشعر ضرب (كتفي إبريز الكهرباء) فاعتذرت (للإبريز) ..لقد كانت حادثة دون قصد .
بصراحة حين أكتب أجبر على الإبتعاد قليلا عن (الحيط) وأفكر جديا أن أكتب على (الحيطان) ....وأنا لست مستاء من الأمر على العكس من ذلك فالحائط صار رفيق دربي , وصديقي ...ولا أنكر أنني أكتشفت من هذه التجربة أن ( للحيطان أذان) وتسمع ما يقال , لهذا أحيانا نتحدث أنا والحائط في الشأن العام , أشكو له ويسمعني وأحسه يحاول عبثا أن يشكو لي ولكنه يتمنع ...
لا أنكر أني أطبق نظرية (الحيط بالحيط) بمعنى :- حين ينتهي الحائط مباشرة أقفز إلى الحائط الاخر وألز كتفي إليه , وحين ينفذ أقفز للذي بعد وذات مرة نفذت جميع الحيطان , كنت وقتها في (البلد) متجها لسوق الملفوف , فوجدت على الفور باصا للنقل العام , ومشيت بجانبه وكانت تلك المرة الأولى التي أطور فيها مساري في الحياة ..من (الحيط بالحيط) إلى (الحيط بالباص) ....
ونظري للأرض , أنا لا أراقب الناس ولا أنظر للبنات أبدا , وخجول جدا لدرجة صرت أحس بأن (الحيطان ) ...حتى (الحيطان) صارت تحزن على حالي .
أكثر ما أكرهه هو الحيطان الملتوية , وأحب الحيطان المستقيمة ..فأنا رجل مستقيم وهذا النوع يناسبني , وأتذكر أني ذات مرة مشيت بجانب حائط تبين لي فيما بعد أنه سور مدرسة البنات , وهذا مخالف لمبادئي , فقررت على الفور أن ( اذوب من الخجل) ...وخفت أن يفسر سلوكي بعكس ما أنا عليه ...
وها أنا هذا الصباح متجه لعملي , ولأن القارئ لا يراني أمشي (الحيط بالحيط) فقط يعرفني من خلال مقال , وددت أن أعرف نفسي أكثر وأقول لقرائي الأعزاء :- (ياربي الستر) ...ورحم الله صديقنا الساخر محمد طمليه .