الشعب يريد التغيير..

ليس سهلاً أن يقف مخلصون حريصون على مصالح البلد، خارجون من جذور الشعب منتمون إلى كل ذرة تراب فيه، مكتوفي الأيدي إزاء ما يُجترح بحق وطنهم، ويهوي بحياة المواطن رويداً رويداً ليصل بها لا قدر الله إلى الحضيض ومن ثم الانفجار غيضاً أو الانتحار جزعاً..!!

الأمور في غاية التشابك والتعقيد، فلا أحد يفهم على أحد، لا السلطات تفهم على بعضها، ولا الشعب يفهم على السلطات.. الحكومات في واد والناس في واد آخر، ثمة حلقات كثيرة مفقودة، وثمة ومؤشرات عديدة تؤكد بأن هناك منْ يلعب في الخفاء لتحقيق مآرب شخصية لا علاقة لها بمصالح الوطن والشعب..!!

دبّجنا الكثير من المواثيق والأجندات، وتكلمنا كثيراً عن "الدسترة" وشكّلنا الكثير من المؤسسات والهيئات والجماعات والمفوضيات واللجان، وعقدنا العديد من المنتديات و "الخلوات" والصالونات.. وأنفقنا مئات الملايين على ذلك كله، ولا نزال ننفق على حساب المواطن ومعيشة المواطن وتنمية البلاد، ولكن شيئاً حقيقياً لم يتغير بالاتجاه الإيجابي الذي يمكن أن ينعكس على الناس.. وقد أكد قائد المسيرة على ذلك أكثر من مرة: نريد أن يشعر الناس بثمرات التنمية...!! فما الذي كان، وماذا حصل للناس..!؟ الواقع وحده هو الذي يجيب..!!

ماذا تفعل الحكومات .. وما يفعل المسؤولون..؟! سؤآل يجب أن يُطرح، كيف يمكن أن يصدق المواطن أن الحكومة تعمل من أجله، وأنها في خدمته فعلاً لا قولاً، وهو يشاهد أن هذا المسؤول أو ذاك يتلاعب بأموال الشعب، يسرف ويبذّر، ويُعيّن بعقود ورواتب فلكية كيفما شاء، ويحيل العطاءات على محاسيبه وأقربائه من الدرجة الأولى إلى العاشرة، ويدير "البيزنس" الخاص به من وراء الكواليس وأحياناً على رؤوس الأشهاد، ويمنح الأعطيات والأتاوات لهذا التافه ولذاك المتنفع من أجل أن يضمن بقاءه على الكرسي.. هذا فضلاً عما يفعله بعضهم في فهمه لحكاية التغيير.. فيبدأ بتغيير أثاث مكتبه وسياراته وحاشيته أولاً فذلك مما يحفزه على التغيير والإبداع في أمور أخرى.. !!

الأردن يحتاج في هذا المرحلة إلى لحظة تاريخية تعيد للدولة هيبتها.. وتعيد للحكومة دورها وألقها ووهج إنجازاتها، حكومة شخصيات وطنية كبيرة ذات ثقل وطهر وتاريخ وحضور وانتماء وموقف.. وهذا بالمقابل يستدعي تغييرات جذرية كبيرة تشمل كافة مسؤولي "الديجيتال" في القطاع العام تدريجياً وإلى أن يطهر الجهاز العام من أمراضه وفساده وأدرانه، وأوساخ بعضهم..!!

المَشَاهد تقول أن الأوضاع إلى تراجع برغم كل ما يقال عن التطوير والأتمتة والتحديث الذي يسوق دعائياً بملايين الملايين.. والمواطن المسكين يتفرج ويضحك من شدة القهر وقيلة الحيلة..!!

منْ يستطيع أن يحصي كم من مسؤول ضحك على الشعب وكذب على الناس.. لنسترجع ما قيل وما وعدت به الحكومات وحلف عليه المسؤولون أغلظ الأيمان.. ما الذي تحقق..؟!

في كل مرة كان الناس يقطفون ثمرة تدخلات الملك.. فأوامره التي كانت تنفذها الحكومات مرغمة كانت الوحيدة التي تمسح عن الشعب بعض معاناته وآلامه..

والناس بدأوا ينتظرون دائماً تدخل الملك.. فالحكومات لا تبادر وإن بادرت فإنها تفعل ما يغضب الشعب وينغص حياته، ويستنهض قوى المعارضة فيه..!!

الحل بالتغيير الشامل.. وإنّا بانتظاره على أحر من الجمر.. وأملنا بالله أولاً ثم بالملك لإخراجنا من هذا العبث والإسفاف والفوضى والإرجاف.. فالحصافة في التغيير والشعب يريد التغيير ورجال التغيير، فليتقدم المصلحون الحقيقيون لإحداث التغيير الذي يريده الشعب ويقتنع به الناس ويسعد به الملك ..!!

 

 

Subaihi_99@yahoo.com