مصدر أردني لـ"الخليج أونلاين":لا تقدم بمفاوضات الكساسبة مع الدولة

 

أخبار البلد

أفادت معلومات مؤكدة، حصل "الخليج أونلاين" عليها، أن الرسائل المتبادلة بين تنظيم الدولة، والمملكة الأردنية لجهة إبرام صفقة تبادل بين الجانبين تقود للإفراج عن الطيار الأردني معاذ الكساسبة، "لا تشير إلى تحسن في مسار المفاوضات فيما بينهما".

تحذير مبطن

وبعثت عمان مؤخراً رسالة وصفت بـ"شديدة اللهجة" لآسري الطيار الأردني عبر الوسيط العراقي، حذرت فيها من مغبة المساس بحياة الطيار الكساسبة، وجاء في الرسالة أن السلطات الأردنية تعرف تماماً هوية الخاطفين وأسماءهم، لا سيما الأردنيين منهم.

في المقابل، طالب تنظيم "الدولة" بأن تكون المفاوضات بينه وبين المملكة الأردنية دون وسطاء وبشكلٍ مباشر، في الوقت الذي رجح فيه بعض المتابعين، لـ"الخليج أونلاين"، أن يكون أعضاء تنظيم الدولة من الأردنيين هم من يقومون على المفاوضات مع عمان؛ لأنهم أعلم من غيرهم في حقيقة ما يريده الأردن، أو ما يمكن أن يقدمه مقابل الإفراج عن الطيار الكساسبة.

وعلى الرغم من تكتم السلطات الأردنية على المعلومات المتعلقة بقضية أسر الكساسبة، وندرة حديث المسؤولين الأردنيين للإعلام، فإن الأنباء والتوقعات بشأن ملف الكساسبة ما زالت تتصاعد، فيما يسعى المسؤولون عن قضية الكساسبة للخروج منها بأقل خسائر ممكنة، تكون على رأسها عودة الطيار سالماً إلى المملكة.

مسيرة صامتة

وفيما يبدو، فإن عشيرة الكساسبة وذويه قد ضاقوا ذرعاً بطول المدة التي قضاها ابنهم أسيراً لدى "الدولة" (25 يوماً) ما دفع العشرات منهم للخروج في مسيرة صامتة، حمل فيها المشاركون صوراً للطيار معاذ، وذلك من أجل الضغط على الحكومة الأردنية بتكثيف الجهود للإفراج عن الطيار المختطف في سوريا، وهي الفعالية الأولى من نوعها بعد موجة الثلوج والصقيع التي شهدتها المملكة مؤخراً.

استثمار إعلامي

الخبير بالحركات الإسلامية بالأردن حسن أبو هنية، قال في تصريح لـ "الخليج أونلاين": إن "تنظيم داعش أراد استغلال حادثة أسر الطيار معاذ الكساسبة أيما استغلال، سواء من الناحية الإعلامية أو حتى النفسية، لا سيما أن رسالة أسر الطيار كانت تستهدف بالدرجة الأولى التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا".

وقال أبو هنية: "أراد التنظيم من خلال عملية الأسر إظهار مدى قوته على الأرض، وأنه مسيطر تماماً على كافة الأمور".

واستند أبو هنية في تصريحه إلى الطريقة التي نشر فيها التنظيم مقابلته مع الطيار الأردني، التي كانت باللغة الإنجليزية.

وبحسب الخبير العسكري الدكتور فايز الدويري، فإن "الدولة" يسعى للظهور بموقف القوي، ويريد أن يرسل برسائل إلى جميع الطيارين أنه باستطاعتنا تكرار مشهد الكساسبة مع أي منكم.

خيارات مفتوحة

اللواء المتقاعد الدويري أشار إلى أن خيارات الأردن مفتوحة على مصراعيها بالتعامل مع قضية اختطاف تنظيم الدولة للطيار الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة.

 

وأوضح الدويري أن "الأردن يضع على رأس أولوياته الحفاظ على حياة الكساسبة كهدف رئيس دون الدخول في التفاصيل".

وبحسب المعلومات التي حصل "الخليج أونلاين" عليها، فإن اجتماعاً عقد مؤخراً في منزل منظر التيار السلفي الجهادي أبو قتادة الذي أفرج عنه من السجون الأردنية والبريطانية، أعاد فيه الأخير هجومه اللفظي بحق تنظيم "الدولة"؛ حين اتهم التنظيم بـ"الخداع والضلال"، ووصف زعيمه أبا بكر البغدادي بـ"الخليفة المزعوم".

وأضاف عمر محمود عثمان، وهو اسم "أبو قتادة" الصريح، أنّ "تنظيم داعش قد دخل فيه الانحراف من جهتين؛ أولاهما: من أفراخ جماعة الخلافة، وهي جماعة قدمت في الجهل، من حيث زعموا أن الخلافة (الإمامة العظمى) حقيقتها تكون بأن يبايع واحدٌ من المسلمين واحداً من آل البيت؛ لتكون الحقيقة الشرعية لهذا المسمى العظيم".

وكشف أبو قتادة أنه قد سبق له الحديث مع أبي بكر البغدادي حول الموضوع قائلاً: "آخر كلامي مع "الخليفة المزعوم" أن قلتُ له: إن طريقكم يجمع بين ضلال الروافض والخوارج". وأضاف قائلاً: "أما مصدر الانحراف الثاني في جماعة الدولة فهي بقايا جماعات التوقُّف والتبيُّن، وبقايا جماعات الغلو ممن يطلق عليهم جماعات التكفير".