كلام نصرالله احتلّ واجهة الإعلام الإسرائيلي إرباك وتحليل
أخبار البلد -
على عادته، اثار كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مقابلته المتلفزة موجة التحليلات والاستنتاجات. فكلامه الذي اسس لتوازن ردعٍ جديد، راسما خطوطا لطالما شكلت كابوساً دائماً يشغل صناع القرار في تل ابيب، معتمدا استراتيجية جديدة كاشف فيها اوراقا طالما شغلت بال القيادتين السياسية والعسكرية الاسرائيليتين، جاء في لحظة اسرائيلية داخلية دقيقة، عشية انتخابات الكنيست، التي دخل لبنان بندا على اجندة حملاتها الانتخابية، حيث تركيز اليمين الحاكم على الموضوع الامني مقابل تركيز اليسار على الاقتصاد، ليتحول بذلك السيد نصر الله ناخبا اساسيا.
ففيما غابت المواقف الرسمية، احتلت «رسائل» السيد نصر الله واجهة الاعلام الاسرائيلي، الذي ابدى اهتماماً كبيراً بالمقابلة والتهديدات التي حملتها وتقاطعت مع تقديرات الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية لجهة تعاظم قوة حزب الله. اذ سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تناقل مقتطفات من المقابلة، مبرزة تأكيد السيد نصر الله استعداد الحزب وجاهزيته للدخول إلى الجليل وإلى ما بعد الجليل ولكل ما تحتاجه المعركة المستقبلية مع إسرائيل وأن المقاومة أقوى حالياً من أي وقت مضى.
القناة العاشرة الاسرائيلية رأت في تقرير نشرتها الرئيسية، ان نصر الله بعد عملية «الجرف الصامد» في قطاع غزة، فهم نقاط ضعف إسرائيل، وأدرك ان المجتمع والجيش الإسرائيليين لا يستطيعان خوض حرب طويلة حتى مع منظمة مثل حماس، لكن في الوقت نفسه، تضيف القناة، ان «خطابه هو خطاب ردع لا خطاب حرب، وهناك معادلة جديدة على الحدود مع لبنان، وسيعقب اي خرق اسرائيلي رد من قبل حزب الله، اي ان الواقع على الجبهة الشمالية بدأ بالتغير، لكنه تغير على نار خفيفة»، اما تعليق القناة العاشرة فأشار الى ان «سنوات الهدوء الطيبة التي عرفناها على الحدود الشمالية مع لبنان قد انتهت، وها هي الثقة بالنفس تعود الى حزب الله وقد راكم خبرة جيدة في سوريا ومستعد لاقتحام الجليل». لكن بحسب القناة، ونقلا عن مصادر عسكرية، فان «الحرب لن تقع غدا صباحا، رغم ان علينا كإسرائيليين ان ندرك جيدا ما ينتظرنا في الشمال».
في المقابل، لفت قول أحد المحللين الإسرائيليين للقناة الأولى «هناك أمران يهماننا، الأول حديث نصر الله عن أنه إذا استمرت إسرائيل في مهاجمة سوريا فهناك احتمال أن يقوم حزب الله بالرد، والثاني أنه يتحدث بشكل واضح جداً، وهذا ما يُقلق كثيراً سكان المنطقة الشمالية، حول إنه إذا اندلعت مواجهة مستقبلية سيكون هناك دخول إلى الجليل وأيضاً إلى ما بعد الجليل».
أما القناة الثانية، فأكثر ما شغلها الحديث عن صواريخ فاتح 110، فأشارت إلى أن الأمر يتعلق بسلاح كاسر للتوازن، يبلغ مداه نحو 300 كلم مع رأس حربي يصل حتى نصف طن، وما يقلق إسرائيل في الأساس مستوى دقته العالية، حيث اشار المحلل اوهاد حامو للقناة الثانية «العنوان الذي يجري تداوله طوال اليوم هو أن حزب الله يمتلك سلاحاً، وإسرائيل لا يمكنها تخيله، الآن قد شرح نصر الله ما هو هذا السلاح، نحن نتحدث عن صاروخ ارض - ارض من نوع فاتح 110، يقول نصر الله انه بحوزة الحزب منذ عام 2006، وأنا أقول عنه أنه سلاح اشكالي جداً».
من جهتها اهتمت الصحافة المكتوبة، بالموضوع، فتساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عما يقصد أمين عام حزب الله من التهديدات التي أطلقها ضد إسرائيل. أما أحسن التقديرات الإسرائيلية لأبرز رجال الاختصاص، كما وصفتها صحيفة «هآرتس»، فتشير إلى أن عام 2015 سيكون عام تزعزع الاستقرار بالنسبة لإسرائيل التي تحلق باتجاه العاصفة، معتبرة ان التطورات في لبنان بعد كلام السيد نصرالله ستكون سيئة، بحيث انها سوف تؤدي الى تحطيم بقية الانجازات الاسرائيلية في القرارين الدوليين 1701 و1559.