«فوق العادة»!



عبارة «فوق العادة» ما زالت تدوي في أذني من وقتها حتى تاريخه, ..الموقف كان وقتها نتيجة لطرح أستاذ الرياضيات في الصف الرابع الأساسي في مدرسة سحاب الأساسية سؤالا كان حول القاسم المشترك الأعظم, ..أجاب احد الطلاب جوابا كان استثنائيا, فقال له المعلم إجابتك «فوق العادة», ..هناك مواقف لا تعد ولا تحصى في حياتنا اليومية تكون الأمور فيها فوق العادة, فمثلا زيارة«هدى» للأردن كانت «فوق العادة», وإساءة رسومات صحيفة (تشارلي إيبدو) للرسول الكريم عليه أفضل السلام كانت «فوق العادة».

وأكثر من ذلك ما قاله الرئيس محمود عباس في خطاب له أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري (إذا استمر الأمر على حاله سنقول لهم ويقصد إسرائيل تعالوا واستملوا هذه التركة التي حملتمونا إياها (..حديث محمود عباس هذا كان حديثا «فوق العادة», ونخشى ما نخشاه أن يصدقوك عفاريت الأرض يا ابن عباس ويعملوها, فتركة الضعفاء مطموع بها عند الأقوياء.
إيران طلبت من الرئيس الأسد نقل زوجته وأطفاله إلى طهران, طبعا من اجل تغيير الجّو, أو زيارة خاطفة لاختيار نقوش السجاد الإيراني الشهير لفرش ارض سوريا بالسجاد الإيراني, .. إيران تنتج حوالي خمسة ملايين متر مربع من السجاد سنويا،..طبعا كان رد الرئيس الأسد ردا«فوق العادة».

أيضا خروج نانسي عجرم بنزهة ممتعة ثلجية مع زوجها فادي هاشم بين جبال لبنان التي غطتها الثلوج، خروجا «فوق العادة», في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور إن إغلاق الطريق من قبل بعض المتنزهين والفضوليين خلال العاصفة الثلجية يصل إلى درجة الجريمة(التنزه بالثلج جريمة) لكن نتمنى على أبو زهير أن لا يضعها على القائمة السوداء كون المنخفض الجوي اثّر على كل بلاد الشام,..فجمالها اللبناني يشفع لها.

حاولتُ «أنا» وما زلت أن أصل إلى لقب موظف «فوق العادة» فلم استطع, كون والدي رحمه الله كان موظف حكومة ليس«فوق العادة», ..أيام زمان وكغيري من أبناء جيلي السابقين ارتدينا بناطيل فوتيك ممزقة من الخلف ومن الأمام نتيجة للعب على تراب الوطن, اليوم يوجد بناطيل كابوي أيضا ممزقة من الخلف ومن الأمام أصبحت موضة «فوق العادة».
..بقي أن نقول لماذا استكثرتم يا معشر القوم تسمية الوزير المفوض زهير عبد الله النسور سفيرا «فوق العادة» ومفوضا للأردن لدى سلطنة عُمان؟ بصراحة هذا الرجل المحترم تدرج بالوظائف كالغزال, فاستحق لقب«فوق العادة».