المركز الوطني لإدارة الازمات

تأكيدا على أهمية الدور الوطني الرائد للمركز الوطني للامن وإدارة الازمات، حرص دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور على عقد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في مقر هذا المركز، وهي خطوة ليست شكلية بالضرورة، وإنما تنطوي على دلالات مهمة على عمق ونجاعة التوجه لاقامة المركز إبتداء، وعلى نجاعة الدور الذي يضطلع به كمركز وطني فاعل في تنسيق وتكامل جهود كافة مؤسسات الدولة في مواجهة الازمات بما يجب ان تواجه به من كفاية وإقتدار.

إن مبادرة جلالة الملك المعظم حفظه الله لاقامة هذا المركز النوعي المطلوب، جديرة بالثناء والتقدير، فالدولة العصرية التي توظف الفكر النظيف والعلم والبحث والاستناد الى المعلومة الموثقة في اتخاذ القرار ومزاولة الاجراء، هي دولة نابهة تدرك مكنون روح العصر ومتطلباته بأهلية عالية، وإدراك سليم لمتطلبات العصر وادواته ، خاصة في هذا الزمن الدقيق والصعب الذي تختلط فيه التداعيات على صعيد المنطقة والاقليم، وبصورة تنذر دائما بتفجر الازمات الناجمة عن تلك التداعيات. ولا شك في ان إهتمام حكومة الدكتور النسور بدعم ولادة هذا المركز تأتي نتاج قناعة تامة باهمية الدور الذي يتصدى له وطنيا، وفي مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسواها مما يتعلق بالهم الوطني في جميع تجلياته.
يبعث على الارتياح حقا ان تحذو الدولة الاردنية حذو دول عريقة في مأسسة العمل الوطني بصورة جماعية عنوانها تكامل الادوار وتنسيق الجهود في التصدي لمواجهة الازمات الطارئة، ويبعث على الطمأنينة كذلك وفي كل الاوساط هذا الرقي المبدع في منسوب التفكير الوطني الذي يحفز المجهود العام باساليب علمية مؤسسية متطورة خدمة للمصالح العليا للوطن، ودرءا للمخاطر، وتعزيزا للمسيرة في مواجهة الخطر ايا كان مصدره وزمانه ومكانه.
نثق بأن المركز الوطني برئاسة سمو الامير علي بن الحسين وجميع العاملين وفي مقدمتهم نائب سموه اللواء الدكتور رضا البطوش، سيقدم الصورة الناصعة لأداء الانسان الاردني الذي يرى فيه جلالة القائد راس مال الوطن ومحرك التطور وغايته في الوقت ذاته، ونتمنى لهذا المجهود المتطور النجاح بدعمنا جميعا مسؤولين ومواطنين في تحقيق اهدافه النبيلة، ونرى فيه رافدا جديدا من روافد نهضة الوطن العزيز الى جانب مؤسساتنا الامنية والعسكرية والمدنية التي تنهض بالواجب المشرف بمهنية رائدة وحرفية عالية وإخلاص يستحق الاحترام والتقدير.
وعلى بركة الله وبتوفيقه سبحانه، نؤكد دعمنا الكامل كبرلمانيين لكل مبادرة وطنية خلاقة واعدة، ونبارك جهود جلالة قائد الوطن المفدى وحكومته الرشيدة على هذا الدرب الراشد الذي يسعى وعلى الدوام الى توظيف التميز والسبق في بناء قدرات الدولة واجهزتها المختلفة في إقليم ملتهب ملئ بالتناقضات والاجتهادات والتداعيات التي تنذر بتفجر المخاطر والازمات بتسارع ودون سابق إنذار، وعلى نحو يتطلب منا في هذا البلد المكافح المزيد من الحيطة والحذر والاستعداد، وبنهج وطني تتضافر فيه جهود الجميع صونا لحاضر الاردن ومستقبل اجياله ودفاعا صادقا عن حضوره ومنجزاته ودوره المتقدم برغم ما يواجه من أعباء تفرضها ظروف المنطقة والاقليم، وكان وعلى مر الايام والسنين القوي في مواجهتها بحمد الله، والخروج منها اكثر قوة وصلابة بحكمة قيادته وعطاء ووفاء شعبه الواحد.