عائدون
عائدون.......
إلى اين ؟؟؟
لاجئون ... نازحون ... مُشرّدون ... مهاجرون ... راحلون ......
هي صفات تتردّد عندما يريد احدهم ان يصف بعضا من الشعب العربي في مختلف بقاعه في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وليبيا والسودان واليمن وكردستان وغيرها ومن مختلف معتقداته مسيحيين ومسلمين ومن مختلف قومياته عربية وكردية وتركمانية وغيرها وهي تحاكي لسان حال العرب عموما وما حلّ بهم في الكثير من امصارهم واماكن تواجدهم وتظهر مدى سوء وضعهم الحالي .
وهل نحن كما قال محمود حسن اسماعيل في دعاء الشرق
نحن شعب عربى واحد ضمّه فى حومة البعث طريق
الهدى والحق من أعلامه واباء الروح والعهد الوثيق
أذّن الفجر على أيامنا وسرى فوق روابيها الشروق
وقد تغنّى الجنرال محمد عبدالوهاب بها وتبعه العرب كلهم مفاخرين بعروبتهم التي مُسح بكرامتها الطين من حثالة من البشر كانت بلا شماتة اسوأ امّة بين البشر وهم بني صهيون الذين يلبسون القبّعة ليختبئون تحت الديانة اليهوديّة وهي منهم براء , فما هم سوى شلّة ارهابيّين متطرّفين يأخذون الدين مظلّة لتحقيق مكاسب ماديّة وتحقيق نزوات شخصيّة متخذين العرب والمسلمون الضعفاء المتفرِّقين ممسحة لتحقيق غاياتهم وامانيهم ولإشباع غرائزهم الجامحة .
وإذا تمعنّا في كلام محمود اسماعيل نجد انفسنا اننا لسنا شعب واحد ولا يضمُّنا اي حومة او اي طريق فطرقنا مختلفة وقد تكون متضادّة وقد ضللنا السبيل والهدى واضعنا الحقوق ولم يبقى فينا من القيم الأصيلة لا النخوة ولا إباء الروح ولم نحفظ العهود حتّى العهدة العمريّة اضعناها وحذفناها من ادمغة اطفالنا وقلوب امهاتنا وسواعد شبابنا ولم نوثِّق شيئا للمستقبل ومنذ مئة عام لم يؤذِن الفجر لخير لنا ولم تشرق الشمس زاهية على ارضنا ولم نرى سوى الهزائم والنكوس والخسران فضاعت الأراضي واستشهد الشباب بنيّة التحرير والعودة ولكن عودة من اين ولأيِّ شيئ .........
لقد عشنا على حلم كاذب ووهم واه وهو العودة لفلسطين اليست فلسطين ارضا ككل الأراضي سوى القدسيّة التي تميّزها بأن فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد عليه السلام ومهد وقيامة سيدنا عيسى عليه السلام والباقي اراض يمكن العيش عليها وعلى غيرها سواء بسواء .......
اي ان النزاع كان نزاع اراض وحكم ليس إلاّ فهل إذا عدنا الى فلسطين تنتهي مشاكل العرب وهل إن قامت الدولة الفلسطينيّة تنتهي مشاكل العالم ومنها التخبُّط في الدول العربيّة التي ادّعت الإستقلال في اواسط القرن الماضي , وهل إذا عاد النازحون واللاجئون والمشردون والمهجرون والراحلون كل الى مسقط رأسه او الى حيث يهوى الإقامة فهل يكون تحقّق الحلم الكاذب والوهم الواهي فهل تعود العزّة والكرامة لأمتنا العربية ويستطيع المواطن العربي ان يرفع رأسه عاليا ؟؟؟؟
الواقع يقول غير ذلك فإن تحقّقت العودة فستكون ناقصة كإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان او إنسحابها من غزّة هو كمن يحاول ان يمسك الهدف فيجده سراب يسر الناظرين ويخدع الملهوفين ليس إلاّ !!!!
وإن لم تتحقّق العودة كحالة المسلمين في بلاد الأندلس او في لواء الإسكندرون فستضيع مزيد من الأراضي لتبقى تحت سيادة غير عربيّة او غير إسلاميّة وهكذا نبقى بنفس الحالة من الذل والهوان !!!!
لذلك فإنّ العودة التي تلزمنا ليست العودة لأرض ضاعت أو ضُيِّعت وإنّما يلزمنا العودة لله ولتعاليمنا الدينيّة إسلاميّة ومسيحيّة والقيم الحميدة التي بشّرت بها واهمّها الصدق والأمانة والخلق الحسن والتعامل الحسن والمحبّة واهمّها التقرب من الله بالعودة لكتابه الكريم قراءة وتفكيرا وتمعُّنا وإتباع ما جاء به رسله التي نرى الآن افرادا اوروبيّيون كثر يتمادون على رسولنا الكريم تحت بصر وسمع دولهم بحجّة حريّة الرأي والتعبير الكاذبة ولكن الأسباب الحقيقيّة هي ضعفنا وعدم قدرتنا على نصرة نبيّنا عليه الصلاة والسلام .
لذلك يجب ان نعود الى رشدنا وديننا وعندها تعود اراضينا لنا ولن يجرأ أي معتد بعد ذلك على سلبنا اراضينا او إغتصاب اخلاقنا وقيمنا او شتم انبيائنا والتهجم على معتقداتنا.
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وسدّد على درب العزّة خطاه .
احمد محمود سعيد
17 /1 /2015