زراعة العنف

في استعراض بسيط لمجريات الاحداث المرتبطه بالرسومات المسيئه لمشاعر المسلمين , وليس لشخص خير خلق الله المنزه عن كل شائبه , والتي بدأتها صحيفة يلاند بوستن الدنماركيه , ثم تبعتها صحيفه نرويجيه , قبل ما يزيد على الثمانية اعوام , وما اثارته حينها من ردود افعال المسلمين التي تباينت في استجاباتها والتي اكدت على رفضها واستنكارها وبشتى الوسائل .


تعود صحيفه شارلي ايبدو الفرنسيه , مرة اخرى لاثارة مشاعر امة الاسلام , بعد استنكار العالم ما حدث من قتل لبعض صحفيي المجله , والذين كانت فعلتهم في الاصل ردة فعل لرسومات هذه المجله , نجد ان الصحيفه تعود وتنفث سمومها بنشر رسومات مسيئه مرة اخرى وبملايين النسخ , بعد ان كانت عدد النسخ التي توزعها الصحيفه لا تزيد على الالاف .
وبهذه الفعله تبخرت التصريحات الفرنسيه والتي دعت الى عدم الخلط بين الاسلام والارهاب . 

هذه العبارات التي يتشدق بها هؤلاء الساسه , والتي ما هي الا بهرجه اعلاميه , وهي جزء من الشكليات البروتوكوليه في بلد تعتبر نفسها معقلاً للحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان.

الساسه في نظر غالبية شعوب الغرب همهم السلطه وامتيازاتها , وليس هم من يصنع الديموقراطيات , وانما الدور الاكبر يقع على وسائل الاعلام , وهي التي تطرح ما تريد ان يكون محور حديث الناس , وضمن اجندات تحرك هذه الوسائل الاعلاميه , وتحت مظلة وغطاء الديمقراطيه وحرية الفكر , تبث هذه الوسائل وتنشر ما يحقق اهدافها وانتشارها , والتي في غالبها , يقودها اللوبي الصهيوني , بأستثارة العواطف وبمنحى سلبي يأجج الصراعات الفكريه والعقديه والاخلاقيه . 

وما بات يسمى في الغرب الاسلاموفوبيا , ليس وليد الهجمات التي ينفذها البعض ممن يدعونهم بالمتطرفين , بل جاء نتيجة لما اشيع من صور سلبيه معاديه للاسلام والمسلمين انتجها ادبهم ومفكريهم من الصف الثاني , والتي روجت وسائل اعلامهم لكتاباتهم المتنحيه عن الاسلام , وجعلتهم اكثر تأثيراً , كما فعلت بالنسبه لترويج الرسوم الكاريكاتيريه . وبهدف تشويه صورة الاسلام واعتباره خطر يتعارض مع حريتهم وديمقراطيتهم ويهدد امنهم واستقرارهم . 

لقد باتو يدركون ان انتشار الاسلام والمسلمين في مجتمعاتهم , قد تغلغل , واصبحت اعداد ما يسمونهم بالجاليات الاسلاميه تزيد , على حساب اعداد المواطنين الاصليين , وهذا شكل لديهم رعباً وخوفاً من طمس هويتهم الثقافيه واحلال الثقافه والسياده الاسلاميه في بلدانهم .
واعتقد ان ما يحدث هو بداية مشروع لاثارة الرأي العام سلباً تجاه الاسلام والمسلمين , واستفزازهم مما يشكل ردود افعال , تكون مبرراً لتقليص الهجره لدولهم , والحد من نشاط وحريات الجاليات المسلمه في بلدانهم .

وهذا ما حدث في باريس فقد تم أستثمار ارواح من سقطو اعلامياً , رغم فشل اجهزة الامن الفرنسيه وقصورها , في التصدي للهجوم .
بالدعوه لتظاهره حاشده ضد الارهاب , والذي اصبح مقترن بالمسلمين , شارك فيها الملايين . 

والسؤال المطروح لو قام احد المتطرفين اليهود او احد المتطرفين من اليمين بهجوم ضد المسلمين , هل سيحدث ما حدث .
والى متى استمراء بعض صحفهم وغيها , بأستفزاز مشاعر المسلمين بين الفينه والاخرى , وما هو المطلوب ؟
ان ما يحدث يغذي دورة العنف , ويزرع الكراهيه , ويخفت صوت الحكمه .
د. نزار شموط