في عيدك ياامي

 

 

فانا على موعد 

 

  استاذنكم  قرائي  فانا على موعد مع  امي التي  تنتظرهناك ولا اريد إن اشق عليها  انا وقلمي في هذه الخيمه التي  سكناهامن زمن

 وساذهب الى امي   فاليوم عيدها  امي مااحوجني إن  اجلس فوق راسك ياحبيبتي وياكل الحب   ماذا اهديكى يا امى بعد الرحيل وقد بهتت ألوان صورتك ياأمى...ولكنك داخل القلب محفورة بظلالك فيه....اليوم عيدك ياأمى وعيد كل أم ورغم رحيلك لكنى مازلت أنتظره لأحتفل بك.... ساجتهد أن أسجن دموعى داخل مقلتاى لا اريد البكاء فى عيدك ...

أمى سيظل دائما دائما حرمانى منك يؤلمنى ....يعتصرنى....يشطرنى ....يقسمنى يكسرنى ...يأخذنى الى منطقة حزينه لا استطيع الفكاك منها مهما حاولت التسربل بتلاهى حياتى

 

.لا أريد لك أن تحزنى لحزنى.... أعلم انك ترينى.... أعلم أن روحك تطوف حولى تحيطنى....تلتف حولى ....تحرسنى .... تطمئن على وعلى اولادي  دائما، لذلك ساحاول أن اجعلك تبتسمين اليوم كما كنت أجعلك تبتسمين بل وتضحكين من قلبك حينما كنت أذهب لك فى هذا اليوم من كل عام وأدق جرس بابك فاذا بك عندما تفتحين الباب تجدينى أدخل عليك (يا ست الحبايب) كنت  أرى ضحكاتك وانشر الفرحة فى ارجاء نفسك التى طالما تعذبت كثيرا بآهات المرض المؤلم . ملعون هذا المرض فانا اكرهه وقد كرهه كل محبيك 

... واليوم ياأمى بدلا من زيارة بيتك فى عيد الأم ازور قبرك وبدلا من أن أرتمى فى صدرك أستنشق حنانك فلا أجد سوى عبير القبور بنسمات الربيع الشاردة ،وبدلا من ان تلفينا حولك على مائدة طعامك الشهى تعزف النفس اى طعاما او شرابا



   مازالت مع كل صباح يوم جديد أفتقد وجودك...صوتك ....حنانك ....احساسك ....دفئك، فأقوم من نومى صباحا أنظر الى الهاتف أكاد أن المسه يا أمى كى احدثك حديثنا المعتاد كل صباح واذا بى أتدارك فجأة أن الموتى لا يتحدثون فى الهواتف ، ولكن ماهذا الذى يحدث لى حينما تمتد يدى لرفع السماعة ، أجدنى أسمع نبراتك وندائك لي :.... فأطمنك ياأمى واقول لك لا تخشين على.
ثم اسألك عن صحتك اليوم فتقولين بوهن : أدعى لى ربنا يزيل عنى ولايحيجني لحد ياريت يزول ليس كل الألم بل جزء منه حتى استطبع احتماله يا أبنى او ادعى ربنا يريحنى ويأخذنى أحسن تعبت ياولدي  ....
نعم مازال صوتك يا أمى يرن فى أذنى وأهات أوجاعك وانا اقف فوق را سك بالمستشفى مازلت تؤلمنى ويؤلمني  اكثر عندما اتذكر من ابعدني عنك في اخر لحظات حياتك  وحين ودعتك على المغتسل اتذكر لهفتى كل صباح لسماع صوتك مازالت تلازمنى.... مازال كل هذا وقد مر على فراقك سنوات

 ماذا افعل اذن حتى أدرك انك رحلتى عن دنياى.... أدرك تماما انك فى عالم بعيدا عنى وأزور قبرك بأستمرار وأترحم عليكى كلما نطقت بكلمة ماما حتى وان ثقل لسانى وانا اعقبها بجمله (الله يرحمها) كل هذا كى اتعلم و أدرك انك رحلت او بالمعنى الاوضح انك  رحلت و ووراك التراب يا أمى ولكن رغم ادراك عقلى مازل احساسى يجهل هذه الحقيقة.... أحس بك حولى تكلمينى احيانا وانا وحدى.... احس بك تنظرين لى وانا واقف  فى المطبخ حينما أستدير أمام صورتك فى الردهة المقابلة للمطبخ لاتنظرين لى فقط بل تحدثينى و تكررين علي احيانا ماقلته لى وانت فى اوقاتك الأخيرة حينما اوصيتينى   خيرا   بخالد ( ).... جاء  خالد ياامي وعاد لم يراك فقد رحلت وجاء متاخرا سال عنك وغادر  مازلت اتذكر  كلمته من بقي لي  ولم اكن ادرك وقتها ان هذه الكلمات التى اضحكتنى وقتها تبكينى اليوم وفى مرة آخرى كنت معك بمفردى وقلت لى أسال عن أخيك    زمان ماحكى معي شو قصته القاروط   لكن اين انا منك يا امى ومن حنانك ومن عطائك انت.... انت التى كنت فى قمة مرضك ولاتتوانى أن تأتينى فى منزلى البعيد حينما تستشعرين انى متعب او مكتئب  حينما تحسين بصوتي مريضا فى الهاتف رغم كل امراضك رغم كل عذاباتك لم تنس ابدا انك أم ولست اى اما بل ام تعطى حتى اخر نفس في أعماقها
ماذا اهديك اليوم ياأمى فى عيدك هل أهديك الزهور حول قبرك كما فعلت مرة فى العام الماضى ؟ ولكن زهورى ستذبل كما ذبلت انت وانتهيت ....فلا شئ اليوم يناسبك الا دعائى وصلاتى لك بأن يمنحك الله مساحة صغيرة من جناته ويجعلك تستشعرين الراحة الأبدية التى طالما انتظرتيها وتمنيتيها طويلا يا أمى ..

 

pressziad@yahoo.com