الوصول..

كشف الثلج وليل الجليد الذي مر بنا قبل ليال، الكثير من الأمور، فثمة مغامرون أصروا على القيادة، دون أن تردعهم الزحاليق والمخاطر، وثمة من أجبروا على ذلك من قبل أصحاب عمل لا رأفة في قلوبهم.
وكشف الثلج والجليد أيضاً الأداء الرسمي الذي تميز هذه المرة بالتحضير وأخذ الحيطة والحظر والتوعية بالمخاطر، والتعامل الجيد مع الأزمة على الرغم من تأخير أو هنات قد تكون حدثت هنا أو هناك.
كما كشف عن أفضل ما فينا، حين هب مواطنون لتقديم المساعدة لأناس احتاجوا إلى المساعدة، بكل إيثار وخلق طيب. كما كشف عن بعض أسوأ ما فينا حين اندلعت شجارات على دور الخبز وطوابير الغاز والكاز، فضلا عن استغلال تجار للازمة لبيع جرار الغاز بأسعار أغلى.
ولعب رجال «غير مجهولين» في الدفاع المدني وشرطة السير والاشغال العامة وامانة عمان والمستشفيات «حكومية وخاصة»، دورا بارزا في التخفيف من تداعيات الازمة.
وأعادنا الثلج والجليد الى دفء الأسرة، ومتعة الجلوس مع الأولاد، وإن حمل الزوجات عبئا اكبر، بسبب كثرة الطلب على المشروبات والحلويات المنزلية، اضافة الى تحميل الاباء عبء الصرف الزائد.. الذي كثيرا ما يعقبه الندم. فضلا عن مشاكل أسرية لا بد منها.
في قصته « تحت سماء الجليد» كتب جاك لندن عن رجل يكافح سائراً على الثلج للوصول الى بيته، دون طائل، وبعد ان اعتراه البرد القارس، واوشكت يداه على التجمد، لا يفلح بإشعال نار، فقد ابتلت آخر أعواد ثقابه، كما لا ينجح في قتل كلبه ليدفئ يديه بأحشائه، وبذا.. لا ينجح في الوصول قط.
علنا نجحنا في الوصول..!