سفينة أبو عودة!
أخبار البلد - د. فهد الفانك
اعتقد أن الاستاذ عدنان أبو عودة بصفته الإعلامية كان سعيداً جداً بردود الفعل الإيجابية والسلبية العديدة التي أثارتها كلمات معدودة وردت على لسانه مع وكالة أنباء صغيرة، فليس مهماً لصاحب رأي أن تتفق معه أو تختلف، المهم أن تهتم به وتتفاعل معه.
كلمات أبي السعيد حمالة أوجه، مما جعل البعض يضعها في إطار إيجابي والبعض الآخر في إطار سلبي، فقوله إننا نعيش على سفينة تغرق، فهمه البعض على أنه سعيد بهذا الغرق أو أنه يتمنى للسفينة الغرق. وفهمه البعض الآخر على أنه يحذر من الخطر ويدعو للحذر، بدلاً من الشعور المبالغ فيه بالأمن والاستقرار.
وفسر أبو السعيد الأزمة الاجتماعية بثقل الضرائب التي تهد حيل المواطنين، فالحكومة تفرض المزيد من الضرائب لتدفع رواتب الموظفين. وقد فهم البعض أنه يردد مقولة: الفلسطينيون يدفعون الضرائب والأردنيون يقبضون الرواتب!!.
أبو عودة متشائم، إجمالاً فهو يركز على السلبيات، فإما أنه يحرض على معالجة هذه السلبيات أو أنه سعيد بتفاقمها، فهذه مسألة نوايا ليس من حق أحد أن يقطع فيها برأي، ولا يجوز محاسبة إنسان على نواياه المفترضة بل على أعماله وأقواله.
نعم هناك مخاطر وجودية تحيق بالأردن الذي تمخر سفينته عباب بحر هائج مما يدعو إلى الحذر، وهناك في نفس الوقت ثقة بأن السفينة تحظى بربان ماهر، ويمكن أن تجتاز العواصف إلى بر الأمان، وللبلد تاريخ طويل من تجاوز الازمات.
ليس هناك تصنيف لحصيلة الضرائب التي تجبيها الحكومة حسب الأصول والمنابت، وإذا صح أن إحدى الفئات تدفع ضرائب أكثر فلأن دخلها أعلى، فالاصل في الضرائب أنها عادلة: ضريبة الدخل يدفعها من يربحون أكثر، وضريبة المبيعات يدفعها من يستهلكون أكثر.
الثابت أن الأردنيين أدمنوا على الامن والاستقرار لدرجة أن حادثاً صغيراً يمكن أن يهز المجتمع، فلبنان مثلاً يتحمل تفجيرات انتحارية وخطف خمسين جندياً مهددين بالذبح في حين يهتز الاردن من الأعماق وعلى كل المستويات من حادث أصغر بكثير.
ليس لدينا تحمل حتى تجاه رأي ُيطرح، ولا مناعة ضد الأحداث التي قد تواجهنا بدءاً بثلجة كبيرة وانتهاءً بعملية إرهابية.