مسيرات وسط البلد
الموت الآن في غزة من شدة البرد وقد قتلت ذبحا منه الطفلة رهف اول من امس في حضن والدتها تحت سقف خيمة انتظرت فيها إعمار منزلها، الذي دمره قتلة بأوامر من رئيس حكومتهم، ومات معها كثر وقبلها اكثر، ثم وجدنا من يمثل المقتولين جنبا الى جنب مع من يمثل القتلة في باريس متضامنين سويا ضد الارهاب، ترى من يكون الارهابي في هذه الحالة؛ عباس ام نتنياهو؟
وقد انتفض العالم كله جراء تفجير اودى بحياة فرنسيين والامر يستحق التضامن ولكن، ماذا عن آلاف التفجيرات في العراق وما يحدث في سورية واليمن وليبيا؛ ولم الامر ارهابا عندما يكون في امريكا او اوروبا ويعتبر نفسه صراعا كلما حل عند عرب او مسلمين؛ وطالما ان هناك احتلالا لشعب وارض لا يحسب ارهابا فما هو الارهاب الذي يكون اشد قسوة منه؛ ولم التنكيل بشعب بأسره يقبع تحت نيره منذ عقود وتدعمه امريكا وفرنسا ايضا يعد امنا وليس ارهابا؛ كذلك فان آلاف المسلمين في مينامار من العزل تعرضوا للابادة ولم يحرك ساكنا، فلم نصدق اوباما انه مخلص في الحرب عليها وان عقد مؤتمرا في شباط القادم من أجلها.
مسيرة باريس أتت فرصة لنتنياهو ليطلب من اليهود الفرنسيين الهجرة، وقيل ان عشرة الاف منهم يستعدون للاستجابة، وهؤلاء سيكونون مشاريع ارهابيين من طراز رفيع كلما انخرطوا في صفوف قوات قتل الفلسطينيين، ورافق ذلك اعلان لقاء بين كيري وبان كيي مون لبحث العودة الى المفاوضات بينه وعباس، ترى من يضحك على من في لعبة مكافحة الارهاب، طالما الفلسطينيون يقتلون ونتنياهو في مقدمة الصفوف في مسيرة باريس جنبا الى جنب مع عباس؟!
وبناء عليه، فان العاصفة هدى التي ادت الى إرباك الناس تهافتا على الخبز والكاز والغاز واخذ الحيطة والحذر وإعلان كافة الشوارع مغلقة تماما، يمكن اعتبارها ارهابية في اطار الخلط الذي يتيح لارهابي اسرائيلي الظهور كضحية.