سؤال النفط سؤال الخليج
كل التحليلات تتحدث عن مؤامرة أمريكية خليجية تقف وراء انهيار أسعار النفط، هدفها اقتصاد إيران وروسيا، باعتبار ان البلدين سيفقدان جزءاً مهماً من الإيرادات، وصولاً الى الرضوخ الكامل للسياسات الغربية، في رحلة الانتقام ممّا حصل في أوكرانيا نسبة لموسكو، وما حصل ويحصل من تمدد طهراني في مناطق مُحرّمة عليها مسبقاً.
وقد يكون هذا صحيحاً جداً، ولكنّ السؤال الذي لا يُطرح وسيظلّ يبحث عن إجابة هو: ما هو حجم تأثير إنهيار أسعار النفط على اقتصادات الدول الخليجية نفسها، على المدى الطويل، أو حتى الوسيط، وكيف سينعكس على حياة مواطنيها، وأكثر: إلى أي مدى سيؤثر على حجم مساعداتها للدول الأخرى؟
ذلك سؤال لا بُد من طرحه، فروسيا وإيران، المقصودتان شكلاً من تدهور الاسعار، دولتان تعوّدتا على العقوبات، وتآلفتا مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولديهما من الموارد البديلة ما يؤهلهما للبقاء، حيث صناعة وزراعة وسياحة وامتدادات سكانية ونفوذ إقليمي وغيرها.
ذلك سؤال لا بدّ من طرحه، فالدول الخليجية لا تملك سوى النفط، وقد يكون لديها فوائض مالية ضخمة، ولكن الاموال تنفد في نهاية الامر، وهذا ما لا يفكر فيه أحد، وسيظل سؤالنا المهم قائماً: أليست الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية، مقصودة في مؤامرة قد تُشارك فيها بقصد الضغط على الاخرين؟ أما النتيجة فالمؤامرة علينا، والمقصود قد يكون كبيراً، لا سمح الله.