خرابيش رهف (15)
الكل في غزة يسأل عن المسئول ,الكل يريد أن يعرف على من يبول ,الكل يغسل يديه من دم رهف فهل يعقل أن تسجل الجريمة ضد مجهول ,الكل جنده منتشرون في الشوارع بجهد بارع وصوت ذائع وعن وقوع المصيبة الكل يذهب الى دكان الحصار والاحتلال والوقوف على الاطلال ليشتري لك الأعذار ويغني لك ألف موال بأنه غير مسئول عما حدث وصار,
الماء والكهرباء والتدفئة المركزية والوجبات الساخنة خدمات متوفرة طوال العام ،فما ذنب الجند المجهولين حينما تخرج رهف في جولة تزلج على الجليد دون أن تخبر طواقم متابعة الطفولة في البلدية والدفاع المدني ووزارة الصحة والاقتصاد الوطني والاسعاف والنجدة ,يبدوا أن رهف ذهب في ساعة متأخرة من الليل والطواقم كانت منهكة وهي تعمل كخلية النحل من أجل هذا المواطن السعيد .
رهف ذهبتي الى حيث الأمان ,ذهبتي الى حيث يتمنى أن يذهب أي أنسان ,لن تجدي في دنياك الجديدة ما تركتيه لنا فلن تجدي الأطفال يموتون جوعا وبردا ولن تجدي كهرباء تأتي كالزائر الغريب الخجول ولن تجدي ماء الشرب والمجاري سيان ,لن تجدي البطالة تنهش بأعضاء مجتمعك الجديد ولن تجدي الظلم له عناوين وأسماء متنوعة .
لقد ذهبتي رهف وعافاك الله من أن تري باقي الغباء الذي نحيا ,رحمك الله من أن تري الوطن الذي ولدلتي وأنت تأملين أن يكون الدفء والحنين ليصبح السكين الذي به تذبحين ,فوزعي دمك على كل المسئولين بدل أكياس المعونة التي كنتي تحتاجين لتعطي جسدك اللين شيء من الدفء الذي تحتاجين .
رهف لا تتركي تلك الصور التي تعرفين عن بقايا الوطن أحتفظ بها لتكون الشاهد والشهود على كل المسئولين حينما تحاكمينهم أمام العادل ,فهناك لن تجدي كل المبررات ولن تنفع كل الحكايات التي يتبجحون فيها عبر الفضائيات ,ولن تخفف من جرمهم كل الشماعات التي عليها يعلقون فشلهم ,حقا أنت وكثير ممن سبقوك الى حيث تقطنين الأن وان تنوعت وسائل سفركم السريع كشفتم زيف كل أدعياء الحرص على الإنسانية والطفولة والوطن والوطنية والدين والقضية .
سلمى وعادل وأحمد ورهف ,أسماء لها من كان ينتظرها من الأحبة والأهل وكان لهم جميعا كغيرهم من أبناء هذا الوطن أحلام وغد ينظرون أليه بروح الأمل والتفاؤل ,زلم يكن هؤلاء جميعا يتخيلون قبل قدومهم الى حيث نحن بأن يصبحوا بعد شهرين حيث عاشت رهف عامين في شهرين فكان نهاية العام 2014 والذي فيه كبر الأمل عند البعض وتخيل بأن البعض من الممكن أن يصحوا عقلاء ويجعلون الوطن والطفولة في سلم الاولوية على مصالحهم الشخصية ولا تهون عليهم الطفولة ليجعلوها مجرد أرقام بلا أحلام مجرد فزاعات لكي يشعروا العالم بوجودهم ولو على جماجم واشلاء وآهات طفولة هذا الوطن ,فهل نحن بحاجة اليوم الى ثورة الحفاظ على الطفولة من عبث العابثين في ظل صمت الكبار.........
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
13-1-2015