هل بدأ «التسخين» في.. الملف السوري؟
ثمة مؤشرات على ان «تسخينا» ما على الجبهة السورية,آخذ في التشكل والبروز, وبخاصة بعد «غزوة باريس».. اذ تتسع دائرة «الرافضين» لحضور حوارات او نقاشات موسكو التي دعت اليها الخارجية الروسية والمقرر عقدها في الثلث الاخير من الشهر الجاري. يتقدم «جبهة» الرافض هذه, احمد الخطيب رئيس الائتلاف الاسبق والحالي التركي الجنسية خالد خوجه.
كذلك تيار بناء الدولة (معارضة داخلية ضعيفة وغير مؤثرة) فضلا عن جبهة التنسيق التي يتزعمها حسن عبدالعظيم والتي يتميز خطابها منذ تشكيلها بالتردد والتلعثم وتضع «رجلا» في البور ورجلا في البيدر, رغبة منها في اكتساب رضا الائتلاف الذي رفض حضورها في «مؤتمر» جنيف، كما اتهمها بأنها صنيعة للنظام وتأتمر بأمره ولم يكن (الائتلاف) ليرضى الجلوس معها في القاهرة (يحتمل ان يلتقيا في 22 الجاري) لولا ان الائتلاف ذاته قد ضعف وتخلى عن الاصدقاء والممولين..
قد تكون موسكو في وضع حرج الان اذا ما اصر «هؤلاء» على عدم الذهاب، وبخاصة أن الدبلوماسية الروسية كانت واضحة قبل الاقدام على خطوة كهذه، عندما قالت ان مهمة اللقاء التشاوري هي الجسر على الهوات بين النظام والمعارضة تم تركهما يضعان جدول الاعمال ويمهدان لحوار, لهما وحدهما يرجع نجاحه أوفشله، ولهذا - وهذا هو الاهم في الجدل الدائر الان - ان الدعوات ستوجه الى الاشخاص وليس الكيانات او التشكيلات السياسية، الامر الذي يتمترس خلفه المعارضون الان، الذين يريدون ان توجه الدعوة لهم شخصيا وما يمثلون (بعضهم يطالب ايضا بزيادة عدد انصاره) وهم يدركون ان موسكو لن تفعل ذلك ولو فعلت فانهم لن يذهبوا لانهم باتوا يراهنون (مرة اخرى لحماقتهم) على الغرب، الذي بدأت اصوات داخله تدعو الى التدخل العسكري البري في سوريا والعراق وتقوية الجيش الحر كما دعا الى ذلك السناتور الارعن جون ماكين، وقابله على الضفة الاخرى الجنرال ديمبسي الذي اعلن ان قواته جاهزة لضرب «الاسد»، اذا ما اصدر الرئيس اوباما اوامره، واذا ما اضفنا الى ذلك فبركات مجلة دير شبيغل الالمانية حول المفاعل النووي السري الذي تواصل سوريا بناءه في منطقه القيصر المحاذية للبنان منذ العام 2011 (؟) بمعونة ايرانية وكورية شمالية، ناهيك عن المعركة الحاسمة (ولكن الفاشلة) التي كانت ستوجه ضربة قاصمة للنظام كما ادعت جبهة النصرة عندما هاجمت بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب وهما محاصرتان منذ عامين ونيف، فاننا سنكون امام مشهد عبثي اخر, ما تزال اطرافه تراهن على الحسم العسكري وهو امر يجزم اعداء النظام كما خصومه والمحايدون انه غير وارد وغير واقعي..
اين من هنا ؟
ليس مستبعدا ان تبدأ حرب التحذيرات واشارات التصعيد بالارتفاع في فضاء المنطقة وبخاصة في التخفي خلف محاربة الارهاب, حيث ازداد قرع طبول الحرب بعد عملية باريس الارهابية، الا ان الوقت قد حان، بعد اربع سنوات من الدمار وسفك الدماء وازهاق الارواح في سوريا، لادراك حقيقة ما جرى ويجري حتى الان، وهي انه ليس ثمة مقاتلون من اجل الحرية والديمقراطية «في سوريا» بقدر ما هي محاولة من الارهابيين وداعميهم لخلق الفتن والحروب وانعاش القاعدة وداعش والنصرة وكل «جيوش» التكفيريين والجهاديين ودفع خطابهم الظلامي الى المقدمة، لفرضه على المنطقة دولها والشعوب، كي تتواصل الفوضى ويعم الخراب. ما يستوجب وقف كل انواع الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي لهؤلاء القتلة الذين اوكلت اليهم مهمة «اسقاط الانظمة» واشاعة العنف في ارجائها.