"قراءة بأخر مستجدات الحرب على سوريm
*ماكين وفابيوس وفيدان ومحمد بن نايف يدعمون بقوة مشروع حرب أمريكية –تركية برية بسورية؟؟.
يقرأ بعض المطلعين أن دعوة ماكين للقيادة ألامريكية للتحرك بأتجاه عمل بري عسكري بسورية بحجة ضرب داعش ما هو ألاجزء من مشروع ما يعد لضرب الدولة السورية ويعد له الجمهوريين "الراديكاليين " بالشراكة مع اللوبي الصهيوني بامريكا وبدعم من بعض ألاطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ,فبعد أن ضمن الجمهوريين "الراديكاليين" غالبية مقاعد الكونغرس ألامريكي،، أعلن السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين عن لقاءه بعدد ممن سماهم "مقاتلي الجيش الحر" في مدينة أورفه التركية،، وقد سبق لماكين أن أجرى مجموعة لقاءات سابقة مع ما يسمى "بالقوى المسلحة المعتدلة "كان أشهرها عندما دخل سورية، عام 2013، والتقى مع أعضاء" المجلس العسكري الأعلى لميليشيا الجيش الحر "، مع العلم أن ماكين قد بذل بالفترة الماضية جهودآ كبيرة وسعى لإقامة منطقة الحظر الجوي في سورية، وتزويد الميليشيات المسلحة بالسلاح والمال والمقاتلين، كما سربت بعض وسائل أعلام تركية أخبارآ تؤكد لقاء ماكين وعدد من قادة جمهوريي الكونغرس بعدد من قادة ما يسمى بجبهة النصرة بالشمال السوري وهذا اللقاء تم بمدينة أورفة التركية، كما تسرب وسائل الاعلام التركية أنه تم بالفترة ألاخيرة عقد عدة لقاءات جمعت ماكين مع أبرز المسؤوليين الاتراك،، كان أخرها لقاءه مع رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان،، والواضح هنا أن مناورة الجمهوريين الاخيرة هي بهدف تعطيل حوار موسكو "1" ،، والتجهيز على مايبدو لاطلاق مشروع ما يمهد لتوسيع مسار المعارك على الارض السورية بشكل واسع،، وتتحدث معظم التقارير الغربية أيضآ أن هذا المشروع تم رسم معالمه مؤخرآ بالزيارة الاخيرة التي قام بها بفترات زمنية متقاربة كل من الامير السعودي متعب بن عبدالله والامير السعودي محمد بن نايف لواشنطن،، وبدعم واسع من وزير الخارجية الفرنسي فابيوس والتركي اردوغان،، وبمساندة واسعة من جمهوريي وصقور الكونغرس والبيت ألابيض،، وللأن لم تتضح معالم هذا المشروع بعد.
*واشنطن لم تقر بعد بهزيمة مشروعها على ألارض السورية ؟؟.
لايمكن الحديث ألان عن ان امريكا وحلفائها قد قامو بأعادة دراسة لستراتيجيتهم للحرب بسورية،، من دون وجود مؤشرات توحي بذلك،، فهم ما زالو يدربون ويسلحون عشرات الآلاف من المسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري،، وهم اليوم يعدون العدة لمعارك كبرى سنعيش تفاصيلها قريبآ كما تسرب وسائل الاعلام الغربية بشمال وجنوب سورية،، كما ان أمريكا وحلفائها ما زالو يحتفطون بورقة ألائتلاف السوري كورقة رابحة، وليس كما يعتقد البعض أن ألأئتلاف السوري المعارض قد أنتهت مدة صلاحيته بالغرب، كما أن امريكا وحلفائها ما زالو يمارسون دورهم بالحصار الاقتصادي على الدولة السورية، كما انهم ما زالو يسعون لتعطيل أي مسار او حل يضمن تحقيق حل سياسي للازمة السورية، فهذه المؤشرات جميعها توحي أن لا تغيير بأستراتيجية أمريكا بحربها على الدولة السورية،، ومن هنا فأن جميع ألاقاويل والتحليلات التي تؤكد حدوث تغيير ما،، ماهي الا تحليلات فارغة من أي مضمون وماهي بالنهاية الا تحليلات يطلقها بعض هواة التحيل السياسي هنا وهناك دون وجود مؤشرات على ارض الواقع على نجاعة هذا التحليل.
فقد راهن بعض المحللين بالفترة ألاخيرة على أن صمت واشنطن بالفترة ألاخيرة عن معظم الاحداث التي تجري بسورية،، هو قبول بسياسة ألامر الواقع وأن واشنطن قد أقرت بهزيمتها فوق الاراضي السورية،، ولكن حقائق الواقع وخفايا ماوراء الكواليس تدحض كل هذه التحليلات،، والدليل هنا أن الرئيس الامريكي باراك أوباما تحدث تحت ضغط جمهوري كبير بتصريحات سربتها وسائل أعلام أمريكية بنهاية شهر تشرين ثاني 2014 وتقول هذه التصريحات أن ألرئيس ألامريكي باراك أوباما طلب من مستشاريه اجراء مراجعة لسياسة ادارته بشأن سورية، بعد ان توصل إلى انه ربما لن يكون من الممكن انزال الهزيمة بمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بدون إزاحة الرئيس السوري بشار الاسد "،، وهذا ما يعني أن امريكا مازالت مصرة على موقفها من حيث عدم أعترافها بشرعية الرئيس بشار ألاسد، وما زالت تسعى وبقوة لاسقاط النظام العربي السوري،، وفي تصريح أخر لمسؤول أمني أمريكي يقول هنا معلقآ على سياسة واشنطن بالفترة المقبلة بسورية "أن تدريب المعارضة السورية يستغرق ما بين 8 أشهر إلى عام لتجهيز المقاتلين السوريين لمواجهة تنظيم داعش و هدف الولايات المتحدة على المدى الطويل هو وضع نهاية لنظام الأسد،، ونعلم أن المعارضة السورية تواجه ضغوطا مكثفة في ساحة المعركة، وندرس الخيارات لكيفية تقديم الولايات المتحدة وقوات التحالف مزيدا من الدعم لهذه القوات لتكون مدربة ومجهزة "،، ومن هنا نستدل أن واشنطن ما زالت مصرة على هدفها باسقاط النظام العربي السوري.
* موسكو "1" ودور ألاطراف ألاقليمية بالتحضير لفشله قبل أنعقاده؟؟.
بعد ان أعلنت بعض الكيانات المنطوية تحت مسميات المعارضة السورية مقاطعتها لمؤتمر موسكو "1",,أصبح هناك اليوم حالة تشاؤم بخصوص حظوظ نجاح عقد مؤتمر موسكو "1" لأن اغلب المطلعين على تداخلات الازمة السورية وماتبع ذلك من تغيير بقواعد الاشتباك- يعلمون ويدركون أن أي حديث عن انعقاد جلسات مشاورات تضم شخوص من طرفي المعادلة السورية، ان اتفق أصلآ على انعقادها،، فأنها لن تنجح مرحليآ لوجود العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بالمعارضة وداعميها وتمسكهم بشروط مسبقة ستفشل هذ الجلسات التشاورية حتمآ حين تطرح،، فهي افشلت مؤتمرات سابقة حين طرحت وخصوصآ مؤتمر جنيف "2" لانهم قدمو شروط،، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها بسورية ومجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سورية، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للاحداث الميدانية على الارض مع الحسابات الامنية والعسكرية والجيو سياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الاقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن اسرائيل والطاقة وجملة مواضيع اخرى ليس اولها ولا أخرها الرهان على دور ما لمصر في المرحلة المقبله قد يقلب المعادلة في المنطقة ويعيد خلط الاوراق فيها من جديد إلى أقصى الحدود،، وماجرى بألامس القريب بالقاهرة من اتفاق ومن خلف الكواليس على أقرار وثيقة ورؤية مستقبلية للكيانات المعارضة السورية،، هي فعلآ ستفشل اي لقاءات ومؤتمرات قادمة حين تطرح، فالواضح هنا ان اقرار هذه الوثيقة، بالتزامن مع مساعي موسكو للحل السوري، تظهر ان هناك حراكآ ما يستهدف، الحد من طموحات موسكو الساعية الى التوصل الى حل سريع للحرب المفروضة على الدولة السورية.
* المعارضة السورية مازالت ورقة قوة يناور بها أعداء سورية؟؟.
أذا رجعنا للماضي القريب فقد كان مؤتمر جنيف "2" شاهدآ، على مهزلة سياسية واخلاقية، فقد كأن الهدف المطلوب الوصول اليه برأي قوى المعارضة السورية الخارجية الممثلة بالائتلاف هو عباره عن تسليم مقاليد الحكم لهم وهذا كما يقولون هم انه النص النهائي المطلوب الوصول اليه،، ولكن الا يعرف من قامو بوضع هذا الرؤية وهذا الرهان انه في مطلق الأحوال، تعلمنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية - إقليمية - محلية-مركبة الاهداف،، كالحرب التي نعيش تفاصيلها حاليآ في سورية، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بالشيء اليسير فالطريق ليست معبدة بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت الى انفجار اقليمي وحينها لايمكن ضبط تدحرجها او على الاقل التحكم بطريق سيرها ولذلك لايمكن الوصول الى جملة تسويات ونتائج سريعة بسهولة،، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية - الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور.
وهنا فكيف لقوى المعارضة أن تتحدث عن حلول وتسويات و حرب الإبادة التي تمارسها قوى الارهاب على ارض سورية وبحق شعب سورية مازالت شاهده على اجرام الكثير من داعميهم، فمن جبل الشيخ الى حلب الى حماه الى القنيطره الى الرقه الى دير الزور، ألى حمص الى دمشق، ، ومختلف بقاع الجغرافيا السورية،، فمازالت نار قوى التطرف تضرب وتحرق بحقدها مقومات العيش بحده الادنى للمواطن السوري، فعندما تتحدث بعض قوى المعارضة عن أقرار وثائق متلاحقة وخارطة طريق تمهد الطريق امام حل سياسي بسورية كما يتحدثون، الا يعرفون اليوم حجم الارهاب الممول والمدعوم والذي مازال يمارس طقوسه الشيطانية على ارض سورية -،، فعندما تقدم قوى المعارضة رؤيتها للحلول المستقبلية بسورية، فهل لهذه القوى فعلآ تأثير بالداخل السوري، وهل لهؤلاء أي تاثير على هذه المجموعات "الرديكالية" على ألارض السورية،، والواضح أن هؤلاء ليس لهم أدنى تأثير على المجاميع المسلحة فوق ألارض السورية،، مما يعكس غياب الرؤية الواضحة للحل بسورية عند هؤلاء المعارضين، فهم يقدمون حلولآ ولايملكون ألاطر التنفيذية لتنفيذها على أرض الواقع،، وعلى قاعدة فاقد الشيء لايعطيه، فقوى المعارضة لاتملك أي نفوذ بالداخل السوري، ومع ذلك تقدم حلولآ، وهذا ما يعكس غياب الرؤية السليمة والواضحة عند قوى المعارضة.
*ما حجم رهان باريس وانقرة والدوحة على جبهة النصرة بسورية ؟؟.
لقد كانت معركة وادي الضيف والحامدية في ريف أدلب الجنوبي، ومعركة ألامس "الفاشلة "بنبل والزهراء بريف حلب الشمالي هي نقطة البداية لتعويم جبهة النصرة من جديد تركيآ وقطريآ وفرنسيآ، فالواضح هنا أن هناك أستعدادآ واضحآ من قبل الجبهة ومن خلفها ألاتراك "تحديدآ" لمعارك كبرى ستنطلق بالشمال السوري وستمتد على ألاغلب الى الساحل السوري،، كما تشير معظم التقارير السرية المسربة التي تتبادلها اجهزة الاستخبارات المعنية وتسربها وسائل الاعلام الغربية،، وستكون هذه المعارك الكبرى بالشمال السوري والتي متوقع ان تشمل الساحل السوري هذه المره وبقوة وزخم أكبر من العمليات الماضية،، وستمتد لتشمل الشمال الغربي لتشمل أدلب المدينة ومحاولة العودة وبقوة الى الوسط السوري الى ريفي حماة الشمالي والغربي وذلك سيتم من خلال دعم جبهة النصرة كبرى المجموعات المسلحة بهذه المناطق.
*أخيرآ .....يبدو أن مسار معارك الميدان بسورية هي من ستحدد طريق النهاية للأزمة ؟؟.
يبدو واضحآ أن مجريات الميدان السوري ومسار المعارك على الارض لايوحي أبدآ بامكانية الوصول ألى حل سلمي او حل سياسي للأزمة السورية بسهولة ,,فما زالت المعارك تدور على الارض وبقوة وزخم اكبر ,,ومع دوي وارتفاع صوت هذه المعارك ,يمكن القول أنه بهذه المرحلة لاصوت يعلو على صوت البارود ,ومسار الحسومات العسكرية لجميع ألاطراف .
وبالنهاية ,فأن أي حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول الى حل سياسي للأزمة السورية ماهو بالنهاية ألا حديث وكلام فارغ من أي مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع ,,فامريكا وحلفائها بالغرب وبالمنطقة كانو وما زالو يمارسون دورهم الساعي الى أسقاط الدولة السورية ونظامها ,,والروس يدركون ذلك ,والنظام العربي السوري يعلم ذلك جيدآ ,,ولذلك بدأ تحضيراته العسكرية لردع أي مخطط يستهدف أمن العاصمة دمشق وتعزيز تواجده وبقوة بمدينة أللاذقية وريفها ومدينة أدلب وحلب ,,وبنفس ألاطار هو مستعد أن وجد نوايا صادقة تسعى لايجاد حل سياسي للازمة السورية يتناسب مع رؤية الشعب السوري لمستقبل الدولة السورية أن يسير ألى النهاية بسبيل الوصول آلى هذا الحل,,وألى حين أقتناع أمريكا وحلفائها بحلول وقت الحلول للأزمة السورية ستبقى سورية تدور بفلك الصراع الدموي ,ألا أن تقتنع أمريكا وحلفائها ان مشروعهم الساعي الى تدمير سوريا قد حقق جميع أهدافه ,أو أن تقتنع بأنهزام مشروعها فوق الأراضي السورية ,وألى ذلك الحين سننتظر مسار المعارك على الارض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول المستقبلية للحرب على الدولة السورية ……….
*كاتب وناشط سياسي –ألاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com