ما زال احفاد أبرهة الأشرم يحاولون تحقيق أحلام بيزنطه
قرر ملك بيزنطه سنة 527م احتلال مملكة حِمْير العربية في فترة ضعفها والتي تمتد من "نجران" على البحر الأحمر غرباً إلى "مسقط" على رأس الخليج شرقاً وذلك رغبةً منه لتشكيل وحدة سياسية مستقرة في وجه الامبراطورية الفرنسية الطامعة ولإسباب أخرى، فأرسل إلى ملك الحبشة يكلفه بالمهمة لقربه منها.
جهّز ملك الحبشة جيشاً بقيادة "أرياط" يساعده في ذلك "أبرهه" فاختلفا بعد وصولهما صنعاء فقتل أبرهة أرياط الذي وقعت حربته على وجه أبرهه فجدعت أنفه وشرمت شفته فلقّب بالأشرم.
ثم إنّ أبرهة بنى القُلّيس - المحل الذي يريد أن يحج إليه العرب بدل الكعبة – وهي كنيسة عظيمة بناها على ربوة فجعلها واسعةً شاهقة مطعّمة بالذهب والفضة وجعل في أسفلها سراديب.
رفضت العرب الحج إلى "القُلّيس" واستمروا بحجّهم إلى الكعبة في مكة فأغضب ذلك أبرهه .. ومما زاد في غيظه أن العرب صاروا يقعدون له فيها "يتغوطون" بعد أن دلهم على لك وبدأ به بنفسه رجلٌ من كنانة من أهل مكة، فقرر أبرهة السير إلى مكة لهدم الكعبة.
وصل أبرهة ومعه دليله العربي "أبو رُغال" إلى مكان يدعى "المُغمّس" قريبٌ من مكة، وتوفي أبو رغال ودفن فيه ولا يزال قبره هناك ترجمه العرب حتى اليوم.
أرسل أبرهة رسولاً إلى زعيم مكة يخبره بأن أبرهة لا يريد حربهم ولا حاجة له بدمائهم إن خَلّوا بينه وبين الكعبة، وكان جنود أبرهه قد اجتالوا مئتين من الإبل هي إبلُ عبد المطلب.
علم عبد المطلب أن لا طاقة له بإبرهة الأشرم وجنوده فقال لابرهه :"أريد إبلي"، فاستنكر منه ذلك ابرهه ..كيف يأتي هذا الرجل المهيب ليطلب الإبل ولا يكلمني بشأن الكعبة رمز دينه الذي جئت لهدمه ؟!، قال عبد المطلب :" أما الإبل فأنا ربُّها أما البيت فله ربٌ يحميه" وعاد فأمر الناس بالخروج إلى رؤوس الجبال وأمسك بحلقة باب العكبة يقول :"
اللهم إن العبد يمنع رحله فامنع حِلالكْ
لا يغلبنّ صليبهم ومحالُهم غدواً محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فَأمرٌ ما بدا لك.
يبدو أن عبد المطلب كان على إطلاع ومعرفة بسنة الله تعالى التي كان يجريها بمعجزاته لصالح رسله السابقين وأتباعهم، فيهلك الكافرين بمعجزة من عنده، فصدّق الله تبارك وتعالى على قول عبد المطلب " وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجّيل، فجعلهم كعصفٍ مأكول".
وفي ذلك العام وُلِدَ حفيد عبد المطلب محمد بن عبد الله صلوات ربّي وسلامه عليه وآله وصحبه أجمعين.
ثم إن العباسيين أمروا بهدم " القُلّيس " ونقضها حجراً حجراً
وهي اليوم حفرة في صنعاء القديمة مكباً للنفايات تنقص ولا تزيد من ذلك الحين ربما بسبب السراديب والله تعالى أعلم.
لقد حاول أبرهة الأشرم قبل 1500 عام هدم الكعبة بأمر من ملك بيزنطه عاصمة أوروبا آنذاك وإن الأوروبيين اليوم أحفاد أبرهة الأشرم قد جاؤوا لبلادنا ليهدموا الدين من أساسه وبالكلية أو يجعلوه إسلاماً أمريكياً أو إسلاماً ماسونياً.
وما زال أحفاد أبرهة الأشرم يحاولون تحقيق أحلام بيزنطه وهاهم اليوم يستخدمون الفيلةً الطائرة بدلاً من فيل أبرهة وما زال "أبو رغال" يسير في المقدمة يدل الغزاة.
إذا كان عبد المطلب جد محمد صلى الله عليه وسلم قد قال "للبيت ربٌ يحميه" فهماً منه لسنة الله التي كان يجريها معجزة لرسله وأنبيائه السابقين .. فإنّ أتباع محمد صلى الله عليه وسلم حفيد عبد المطلب والتزاماً منهم بفريضة الإسلام العظيمة يقولون اليوم " للدين أهلٌ تحميه ".
ضيف الله قبيلات