ال سعود الغر الميامين


حين تختلط الأوراق في بعضها, وحين يضيع الإدراك بين ما نقبل به وبين مالا نقبل به خصوصا وان كان الظاهر لنا متشابه وواحد, وحين تصبح الدعوة مؤيدة في يميني ونفس الدعوة مرفوضة في يساري, حينها علينا ان نتوقف لبرهات قليلة ونحدد الأهداف والغايات التي من اجلها نعمل وننطلق, والآن في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها امتنا وبين تلك الثورات وتلك الصرخات وذاك الموقف المؤيد والموقف المعارض, نجد انه خطط ان تختلط الأوراق وتتشابك الأغصان في وجوهنا, فان أعلنت موقفك مما يحصل في ليبيا واليمن بكل منطقية وموضوعية, ضربوك بما يحدث في البحرين, وان اجتهدت فيه اسقطوا موقفك على ما يحصل لدينا هنا في الاردن, ولكنها الثوابت والأسس التي ننطلق منها والتي لا نحيد عنها في الخطوب هي التي تفصل في الحقائق وتبعثرها حتى نجمعها في حقيقة واحدة,حقيقة مفادها انه لا يصح الا الصحيح .
نحن بلا أدنى شك جميعنا مع الحرية ومع الإصلاح ومع محاربة الاستبداد والظلم والقهر في أي مكان وأي زمان, هذه قاعدتنا العامة ومنهاجنا الديني والقومي والإنساني, هنا اجتمع الفرقاء كلهم دون اختلاف, الحرية للإنسان ولا للطغيان والظلم, ولكن ليس كل ما يلمع ذهبا, وليس كل من يطلب حرية يريدها لخير الأمة ورفعتها, وليس كل مظلوم ترفع عنه مظلمة, فالقواعد والأسس ايضا تعطينا الحق في ان نفرق ونبين لا ان نكيل في مكيالين او نرتدي وجهين, ونبقى في آخر كل مطاف ننادي ان كل ما ينفع امتنا و أوطاننا هو ما نريده وهو ما يجب ان نلتزم به حتى وان كان في البحرين مختلف عن ليبيا ومختلف عن اليمن وان تشابهت الدعوات وتشابهت الحروف فما بين السطور هو أهم من السطور نفسها.

ما يحصل في البحرين يمكننا ان نلخصه بكل بساطة, انه يجب منح الشعب البحريني كامل حقوقه, وعلى النظام البحريني ان يلتزم بهذه العهود من حرية لجميع الشعب دون استثناء, ولكن وبنفس الوقت لا ولن نسمح ان تكون الدعوة الى الحرية في البحرين مجرد وسيلة لتحقيق أهداف اخرى تتلخص في ان يتولى الحكم في البحرين الشيعة, وان كانت محاربة هذا التوجه وهذا المخطط يقتضي ان نتغاضى عن الحرية وعن رفع الظلم ان وقع, فنحن نقبل به إلا ان يقبلوا هم بحريتهم دون الغاية في ان يحكمون, من اجل المصلحة العامة طبعا ومن اجل خير العرب كلهم, يكفينا الأهواز العربية المحتلة من قبل إيران الفارسية, إيران التي تشترك مع إسرائيل في كونهما الكيانين الوحيدين في العالم اللذان مبنيان على أساس عقائدي, يكفينا ما حل في العراق وتوغلهم وطغيانهم بعد ان كانوا دعاة حرية أصبحوا هم من يقتلون الحرية, يكفينا سوريا واختلاط الفكر العلوي بالفكر البعثي, أفكار عقائدية تغلف بأطر قومية بعثية, يكفينا دولة حزب اللات في لبنان, يكفينا ان خلافنا معهم ليس جغرافيا ولا عقائديا بل هو خلاف وجودي, فنحن نرضاهم بيننا بتعاليم ديننا, وهم لا يرضوننا بينهم بتعاليمهم الفارسية, لا نريد رئيسا لدولة عربية يجلس يتحدث عن الحلم العربي بالوحدة وهو في نهاية الامر لا يأتمر الا بولاية الفقيه وفتاوى المعممين بيضا او سوداء.

القضية سهلة وبسيطة, انه من المستحيل ان تكون شيعيا ولا تأتمر بولاية الفقيه, من المستحيل ان تكون شيعيا وترفض تعاليم الإمام والحبر الأعظم ان صدرت, قد يكون حاكم شيعي من أفضل ما يكون, ولكن ان صدرت الفتوة والتعليمات من قم من خامنئي بان على كل رئيس دولة ان يقتل شعبه, فان لم يفعل لن يكون شيعيا اذا, الغوا العقل وسلموا بالروايات والتزموا بفتاوى المعممين, كيف يكون رئيس دولة عربية إسلامية من يشتم عمر وأبا بكر ويطعن في عرض الرسول وفي أمهات المؤمنين, رئيس دولة عربية يفاخذ ويأمر بزواج المتعة’ لن يكون شيعيا ان لم يؤمن بهذا كله ويطبق, كيف يكون رئيس دولة عربية ان لم يفرض لاحقا ان فوق كل الضرائب يجب ان يكون هنالك الخمس مقتطعا من إيرادات الدولة كلها.

نحن مع الشعب الليبي في طلبه للحرية, و لسنا مع العدوان الامريكي الفرنسي الأطلسي على طرابلس, تمنيناها عربية خالصة وان طال الزمان وان فشلنا, فدم الثوار تعرفه فرنسا, ولكن لا نريد ان نتخلص من حاكم ظالم لنأتي بخمسين حاكما ظالم لا تنتهي سيطرتهم بانتهاء أعمارهم لأنهم دول وأنظمة ونعرف ماذا يريدون والى ماذا يسعون, نعم نقولها وبالفم المليان اللهم انصر ليبيا على الحلف الأطلسي و اللهم أرح ليبيا ممن ظلموا فيها وعاثوا فسادا بقدرتك وبأيدي الليبيين او العرب على اقل تقدير, قال البعض ان الغرب وحلفائهم كانوا يقفون مع الأنظمة ولكنهم الان يقفون مع الشعوب, ولنسال أنفسنا سؤال بسيطا ترى ولا أتمناها ولكن لو عادت حرب غزة وخرج الفلسطينيون الى الشوارع يصرخون الشعب يريد إسقاط الحصار, و دكتهم الطائرات الصهيونية دكا, ترى هل سيفزع ساراكوزي والمجتمع الدولي وهل ستحترم دعوة جامعة الدول العربية بتوجيه ضربة جوية الى إسرائيل وعمل غطاء وحظر جوي, لماذا لم يفعلوها في إيران ولن يفعلوا؟ .."اللهم انصر القذافي على الأطلس واقذفه وأولاده بصاروخ ليبي الصنع او على الأقل عربي الصنع", هكذا لخص احد الأصدقاء الفكرة في نهاية الامر بعد حوار طويل ونقاش طويل.

الحرية والكرامة للإنسان, الحرية والكرامة للعرب, ولكن بأيدي العرب, وبنفس الوقت من اجل صالح العرب, لا حرية تتخذ مطية من اجل أطماع فارس وبني صهيون, لهذا ومما نعلمه يقينا عن الشيعة في البحرين وعن أطماع إيران في توليهم السلطة وإدارة شؤون البلاد, نرى أنهم ليسوا دعاة حرية ولا حقوق, بل هم دعاة أطماع في السلطة وتمهيدا لسقوط دولة عربية اخرى في براثن المجوس, جمهورية البحرين الإسلامية, وحينها سيكون هنالك شارعا او مدينة باسم الشهيد المغفور له ابولؤلؤة المجوسي قاتل الكافر عمر بن الخطاب, وستمنع أسماء بكر وعمر وعائشة وعثمان ومعاوية من البلاد, هنالك سيمرح ياسر الخبيث ويشتم ويطعن من جديد في عرض عائشة بنت أبي بكر محفوفا مزفوفا مكرما به.

ان التدخل الخليجي بقيادة آل سعود الغر الميامين لهو تدخل محمود مطلوب, هو دفاع عن حرية الإنسان العربي ومحافظة على حقوق العباد, فشكرا لهم توجههم هذا وبارك الله فيهم وأيدهم ونصرهم, وان كنا نريد التجاوز عن بعض ثوابتنا من اجل حريتنا وبقائنا فلنتجاوز عن مرحلة حرب الخليج وما حدث فيها والذي في كل ما جرى لم ولن يستطيع إنسان عاقل ان ينكر دور الغرب وأمريكا فيه من كل الاتجاهات, اما ان تهدد إيران الخليج العربي الذي لا ترضى باسم له الا الخليج الفارسي بحجة انه تدخل أجنبي في دولة مستقلة حرصا منها على سلامة مملكة البحرين, وهي التي تقمع المتظاهرين في إيران نفسها وهي التي تقتل في العرب في الأهواز العربية المحتلة الذين يصرخون ويئنون ويعانون من البطش الفارسي الشيعي, فهذا أمر نقبله ونسكت عنه, في حرب غزة توعد حسن نصر اللات إسرائيل ولم يفعل شيئا, وألان في البحرين فانه يتوعد ويقسم انه سينفذ ولن يرحم أحدا كما قال, تقبلون تدخل امريكا لحماية الليبيين وتنكرون تدخل العرب لنجدة إخوتهم العرب.

ان الأوان للظلام ان ينجلي وان الأوان لان تقول الشعوب العربية كلمتها وتحكم نفسها بنفسها ولكن لبقاء العرب وديمومة وجودهم وعلى سبيل الوحدة العربية الشاملة, اما تغيرا بأيد الأطلسيون ليتولوا هم الحكم والقيادة وتدفع الدول العربية ثمن قتالهم لنا وتبنى القواعد في طرابلس لحماية النفط بحجة حماية المدنيين فكيف يكون, ونعم الحرية للعرب وللشعب العربي في البحرين ويجب ان يأخذوا حقوقهم كاملة ولكن ان تكون دعواهم للحرية من اجل ان يحكموا البحرين ويعلنوها ولاية تابعة لإيران فارس, وتباح الأعراض وتسفك الدماء بحجة أنهم الأكثرية’ فبئساً لها من حرية وبئساً لها من أكثرية.

نعم اللهم انصر آل سعود وأهل الخليج على فارس إيران وعلى المخطط الشيعي السياسي, ولتحذر إيران وعملائها أنهم  ليسوا وحدهم في الميدان وان دماء العرب الأحرار في كل مكان شريفة عزيزة, وان لزم الامر سنعبر البحر إليك يا منامة وسنصرخ ان رضي الله على عائشة وعلى عمر وعلى أبي بكر وعثمان ومعاوية وكل الصحابة الأطهار, ولن نقبل ان يصبح ياسر الخبيث الطاعن في شرف عائشة صاحب مكانة في دولة عربية بحجة الحرية وبحجة الحقوق, ورحم الله عليا كرم الله وجه حين كان في حربه مع معاوية رضي الله عنه وأرضاهم, فتناهى لمسمعه ان الروم يعدون العدة لغزو بلاد الشام ومحاربة جيش معاوية المنشغل, بعث الى ملك الروم مهددا ومتوعدا قائلا له: ان تجرأت ودخلت الشام فستجدني جنديا أقاتلكم في جيش معاوية, فما بيننا بيننا يحمينا الله ويهدينا.

حازم عواد المجالي

Hazmaj1@gmail.com