خربشات متجمد من البرد !!

الخبر الذي هزني وجعلني أعيش في حالة رعب هو سماع خبر تعمق العاصفة "هدى" يومي الجمعة والسبت ، أعترف أنّي «خفت ومتّ » بعدما فرغت ثلاجتي من المواد الغذائيه وصندوق أطفالي من الخبز اليومي ، وسلة خضرواتي لم يبق فيها الاّ حبة بتنجان تجمدت من الخوف ، الغريب أن جميع الابواق الاعلامية الرسمية وشبه الرسميه تحذر وتتوعد بعدم الخروج خارج البيت حتى لو كان زحفا على الاقدام ، فالمساءلة القانونية حاضرة ولن تستثني احد ، فالثلوج والانجماد يقفان على الابواب ...ومصطلح عاصفة تاريخيه تزن في اذني وتغلق ممرات دماغي ، فتجمد الفكر وتوقف العقل عن التفكير فما بين التحذير ونفاذ الوقود اللازم للمعدة والتدفئة اصبت بشلل تام ، وزاد هلعي عندما اعلن وزير التربية ورؤساء الجامعات عن تاجيل الامتحانات للطلبة يومي السبت والأحد...فماذا افعل ؟ لم اكن اعلم ان الخوف الشديد يدفع الانسان الى امتلاك شجاعة يعجز عنها اسد جريح لا يخشى الموت ، عندها تشجّعت ولبست لباس الحرب (طاقة صوف يعلوها شماغ مهدب وجوزين جرابات "شتوي" وحذاء ساق طويل مبطن ) ، وفتحت الباب وتسللت بهدوء !! وكانت المفاجاة لاعواصف ولا برق ...حبات مطر مخلوطة بقليل من الثلج تداعب اطرف أهداب عيني وشماغي ، فهي الوحيدة التي كانت مكشوفه وحظيت بنعيم وهدوء لم اعهده من قبل!! ...
عندها فقط تذكرت أننا بسطاء وشعب طيب وحكومات تستغل كل حادث لاشغال الناس وتخويفهم ونشر الرعب في نفوسهم واشغالهم عن قضايا الوطن ، فهنيئا لهذه الحكومات بهذا الشعب ، وفي المقابل كيف يتصرف الغرب وكيف يبني ويعمل ويؤسس الخدمات هناك والبنى التحتية، فكل شيء وُضع وبني على أساس الطقس، وأن المنازل التي تبدو كاكواخ هنديه تتحمل الرياح والمطر والثلج، وأن البلديات والحكومات ترشّ الملح وتفتح الطرقات العامة.
عندهم لاتعطيل الاّ لمدارس الاطفال واليات تعمل على مدار الساعة تفتح الطرقات ، مصانع تنتج وجامعات تدرس وطائرات تقلع الى كل العواصم ...فالحقيقة ان كل عواصفنا التاريخيه لن تعادل يوم شتوي واحد عند بلاد الغرب !!
msoklah@yahoo.com