برد وفساد وثلج !!!!
برد وفساد وثلج !!!!
يقال ان الجيوب الممتلئة تستشعر انغام البرد برومانسية عالية فأصحابها يحضرون مايلزم من مشروبات واطعمة وتسالي يحولون من خلالها الطبيعةالباردة التي يعانيها الفقير الى سهرات تسلية ممتعة عندما يجتمعون بمكان ما او خلال تواجدهم ببيوتهم الدافئة شتاءا والباردة صيفا , بينما الحال نفسه مختلف تماما عند الفقراء الذين يشكلون الاغلبية الساحقة حيث انهم يعيشون بتناقض تام اذا ما قورنوا باولئك اصحاب الجيوب الممتلئة , فهم نهارهم ينتهي بزوال اشعة الشمس عند الغروب بينما الاخرون نهارهم يحددونه بانفسهم فكل المعطيات تخدم توجهاتهم ,ولكننا هنا لسنا بمكان من فرض واقع متساوي لدى الجميع بقدر مانسعى للتذكير بأن المفسدين ومصاصي قوت الشعب وامواله العامة مازالوا يمارسون شتى انواع التغطرس بعدم مبالاتهم بما كسبت يداهم وما كنزوه من اموال اصبحت بقدرة قادر حقوقا لهم من خلال منابر التبرير المشبوهة والتي يقودها ثلة من المتسلقين واصحاب المصالح الضيقة , ففساد الاموال التي جسدت فوارق كبيرة بين ابناء الشعب الواحد لاتقل من حيث الاهمية عن الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يزيد من معاناة الوطنيين بدرجة اكبر من معاناة المواطنين حيث ان هناك فرق شاسع بين المواطن والوطني رغم تشابه الاحرف , فالثلج هو نعمة من الله تعالى نحمده ونشكره عليها اما الفساد النابع من التوجيه الاجتماعي المغرض الذي يصور لنا خير الله من السماء على انه نقمة تتطلب تضافر الجهود وحالات الطواريء الغير مبرره باغلب الاوقات لجعل المواطن يبتعد عن الاعلام السياسي ويتجه لاعلام الدولة التي من خلاله تصور نفسها بانها صاحبة الولاية على كل شي يخص المواطن حتى التوجهات الفكرية لتكريس مبدأ السلطة المتأزمة فهذا امر غير مقبول على اي مستوى , فلو كانت الحكومات قد حاربت الفساد منذ مدة طويلة وكانت جادة بمساعيها واستردت كل اموال المفسدين بلا استثناء لاحد على حساب مصلحة معينة لاستشعر المواطن في هذه اللحظات بان البرد والثلج مجرد امر طاريء وتقبله بكل صدر رحب وبلا معاناة لايمانه بمبدأ المساواة والعدالة , فزيادة معاناة المواطنين هذه الايام من الظروف الجوية الطارئة هو من احدى مايعانيه المواطن من ازمات متراكمة , فاليوم يجلس الفقير ببيته ولايملك قوتا احيانا او مايملؤ مدفأته وتتصارع افكاره بين فساد ذاقه خلال سنين على ايدي المتنفذين الذين سرقوا اموال الشعب وبين قضايا قومية مازالت بحكم المعلقة التي لاترجو انفراجا في المدى المنظور نتيجة لتعاظم صور الفساد السياسي والتبعية للغرب , فمجمل تلك التراكمات حقيقة تزيدنا بردا وقهرا وكرها لاي ظرف طاريء ......ادام الله علينا نعمة الماء والثلج والمطر.
Nshnaikat@yahoo.com