ثورة الكرك ضد الترك 1910
في مثل هذه الأيام من عام 1910 اندلعت في الكرك اول "ثورة عربية" ضد الاستعمار العثماني، وقد عرفت "بالهية" على غرار القاموس الشائع آنذاك "الكونة".
وفي التفاصيل، إن أهالي الكرك وبالتزامن مع ثورة جبل العرب في السويداء "الدروز"، قرروا الاحتجاج على السياسات العثمانية فيما يخص الضرائب والتجنيد الاجباري لحرب البلقان، فواجههم الوالي التركي بالحديد والنار والاعتقالات، فاجتمع شيوخ الكرك من كل المناطق وأطلقوا ثورة عارمة، وتمكن الأهالي من ابادة الوحدات العثمانية في اطراف المدينة، قبل ان تعم الثورة في كل مكان وتحاصر الحامية التركية في القلعة، وتدمر محطات سكك الحديد وأعمدة التلغراف على الطريق الصحراوي، وتقتل المئات من العسكر التركي، وتستولي على السرايا ودار البلدية ودار التلغراف وادارة حصر التبغ.
وقد اشتهرت آنذاك أهزوجة شعبية لا يزال الكركيون يرددونها في الاعراس وغيرها "سامي باشا ما نطيع، ولا نعد رجالنا..".
وكان رد الاتراك العثمانيين قويا وواسعا حين جرّدوا على الكرك حملة عسكرية غير مسبوقة في الشرق العربي كله، انتهىت بقصف المدينة بالمدافع واحراقها وبمذابح جماعية وخاصة في القصبة وبلدة العراق "القضاة والمواجدة"، وخسائر فادحة ايضا في صفوف المعتدين الاتراك، كما شملت الاعتقالات نساء الكرك، ومنهن السيدة مشخص المجالي التي خلدتها الاهازيج الشعبية "لعيون مشخص والبنات… ذبح العساكر كارنا"، ومن قادة الثورة الذين استشهدوا على يد الاستعمار العثماني في المعارك او إعداما وقتلا في قلعتي الكرك ودمشق:
- قدر المجالي مسموما، ساهر المعايطة، درويش الجعافرة ، علي اللوانسة، منصور وخليل ذنيبات في سجن قلعة دمشق
- فجيج وعاتق الطراونة، عبد الغني وسليمان البطوش، منصور بن طريف، ذياب الجلامدة، محمود الضمور، سالم الصرايرة، محمود القطاونة، صحن وعبد القادر المجالي، حسن النعيمات، علي العساسفة، سالم المحادين، وغيرهم في قلعة الكرك.ومن المفارقات التاريخية لهذه الثورة ان الروائي غالب هلسا ، من اوائل من اضاء هذه الثورة في مقال نشره في احدى الدوريات المصرية عام 1963 بعنوان "ثورة ظلمها التاريخ".
ومن المصادر ذات الصلة حول هذه الثورة:
- مذكرات عودة القسوس وما جاء في كتب: جوبسر "السياسة والتغيير في الكرك"، وسليمان الموسى ومنيب الماضي "تاريخ الأردن في القرن العشرين"، وكتاب محمد سالم الطراونة حول تاريخ البلقاء والكرك ومعان، وكتاب يوسف الحباشنة عن الكرك، بالإضافة للسجلات العثمانية والصحافة السورية آنذاك.