طوارئ!
دب الذعر في قلوبنا، من الإحماء المسبق، في وجه العاصفة الثلجية، هذا على الرغم من اننا بلد ثلجي تاريخيا، غير اننا تغيرنا بحق، ولم نعد على جاهزية نفسية لهكذا منخفضات.
غياب الثلج عن البلد لسنين طويلة، جعل كثرة تظن اننا لم نعد بلدا ثلجيا، واعتاد الناس على حال شتوي جديد، والأغلبية تذكر اننا كنا في شتاءات سابقة نواجه اكثر من عاصفة ثلجية واحدة، والمثل الشهير يقول «اذار ابوسبع ثلجات كبار»، لكننا مثل كل المواسم من «التوجيهي» الى «الثلج» مروراً بقبول الجامعات، وغير ذلك من ظروف، نحب الطوارئ والهيزعيات.
غير ان الذي تغير ايضا، طول الكيلومترات من الشوارع التي تم فتحها، فقد كان البلد صغيرا والقدرة على فتح الشوارع، سريعة ايضا، فوق ان معدات فتح الشوارع كانت مناسبة من حيث عددها وكفاءتها، واليوم فإن مئات الكيلومترات طولا وعرضا تم فتحها، فيما بقيت معدات فتح الشوارع بذات عددها القديم، وسوء احوالها ايضا.
والقصة ليس بحثا عن اعفاء مسبق لأحد، بل يراد القول ان الاردن ليس كما كان، لا في فرح الناس ازاء الثلج والشتاء، الذي كان يعني لهم فرحا ومسرة وخيرا، وبات يعني اليوم فاتورة وقود، وضيق نفسي، وحبس في البيوت جراء ترهل الخدمات وضعفها، من الكهرباء وصولا الى الخدمات البلدية في كل المملكة.
كنا بضعة ملايين، فصرنا الضعف، وهذا العدد بحاجة الى خدمات في بلد، يعيش يومه بيوم، ولايمكن هنا، الا ان نعترف بصراحة ان كل الخدمات تراجعت، وعدد السكان تضاعف، ولا يمكن أن نصدق أن حل هذه المشكلة سيجري في يوم وليلة.
ولأن الثلج قادم، فعلينا ان نشكر الله على هذه النعمة وعلى هذا الكرم مسبقا، بدلا من التذمر واستقبال النعمة بوجوه ساخطة، تعترض على الخير، وتريده وفقا لمزاجها، أو وفقا لطبيعة الحي او مكان السكن، فيما الثلج يأتي كرمى للعطشى في الصيف، وللشجر، وتطهيرا للجو والبيئة، من الامراض، وفيه دواء، لكل الآفات.
لكننا نبقى مصرين على سوء الادارة في البلد بشكل عام، لأن التخطيط الصحيح، يخفف ايضا من حدة المنخفضات، والاصل ان نكون جاهزين لهكذا ظروف بغير الاغنيات فيما الناس محاصرين بلا ماء او كهرباء، وفتح الشوارع يجري ببطء او عبر تخاطف الرشى من قادة المعدات كما في الشتاء السابق.