استعدادات طيبة للزائر الأبيض...


اظهرت كافة الجهات الرسمية والخاصة استعدادات طيبة لاستقبال الزائر الابيض الذي يقترب رويدا رويدا الى المملكة، وهو من اصل قطبي، خاصة البلديات و وزارات الداخلية، والصناعة والتجارة، والطاقة، وكان الاستعداد الأبرز لدى مكونات قطاع الكهرباء، حيث ترأس وزير الطاقة والثروة المعدنية د. محمد حامد اجتماعا موسعا بعد ظهر امس شارك فيه رئيس هيئة الطاقة والمعادن ومديرو شركات القطاع، ومندوبو وسائل الاعلام، وانصب اللقاء على آليات التعامل مع الطاقة الكهربائية من التوليد، والنقل والتوزيع في كافة المحافظات.
هذا اللقاء شكل محطة من محطات عديدة بدأت في شهر ايلول الماضي، وقدم الوزير حامد ايجازا حول استعدادات شركات القطاع المختلفة، وعبر عن ارتياحه عن استعدادات الشركات التي عملت ضمن منظومة اردنية للتعامل مع الظروف الجوية المتوقعة خلال الايام المقبلة، وبينت الشركات ان الاردن يمتلك منظومة متقدمة من حيث وفرة الطاقة الكهربائية وسلامة ايصالها للمواطنين، وتحوطت شركات القطاع مبكرا فنيا ولوجستيا، مستفيدة من اية ثغرات سجلت سابقا، وباشرت في محافظات الوسط والشمال والجنوب مبكرا تجارب لمحاكاة الاحتياجات والتعامل مع الظروف الصعبة، وسجلت هيئة تنظيم القطاع تقدما لشركات القطاع.
إن فصل الشتاء ومواجهة العواصف الثلجية تتطلب تعاون جميع الاطراف اولا وتعاون المواطنين ثانيا، إذ يتطلب عدم رفع احمال الطاقة الكهربائية بشكل مفاجئ، وعدم خروج المواطنين الى الشوارع في مركباتهم للتنزه في ذروة العواصف الثلجية، كما حصل خلال الشتاء الماضي حيث ادى توقف مركبات المواطنين في الطرق الرئيسة، وحالت دون تحرك اليات الأمانة وشركات الكهرباء، وسيارات الاسعاف، وبقي الالاف من المواطنين ومركباتهم في الشوارع يعانون من العودة الى منازلهم، وافضى ذلك الى شل الطرق وتراكمت الثلوج، وانحى المواطنون باللوم على الجهات المعنية وشركات الطاقة.
هناك قناعة ان عواصف الثلوج وقوة الرياح والامطار الغزيرة تسهم بازدياد اعطال الكهرباء، وهناك قدرة وامكانيات كبيرة في اعادة التيار الكهربائي الى المواطنين، الا ان تعاون المواطنين من جهة، وتناغم العمل بين امانة عمان ووزارة الاشغال والبلديات البلديات في فتح الطرقات الرئيسة من جهة اخرى، يؤدي الى سرعة اعادة التيار الكهربائي وانجاز اصلاح الاعطال وتمكين المواطنين المحتاجين للوصول بيسر الى مرافق الخدمات الضرورية من الصحة ومراكز بيع السلع في ظل ظروف غير عادية.
إن تحويل فصل الشتاء من الامطار والثلوج الى نعمة يتطلب التعامل بصبر وحكمة ، ودول العالم خاصة المتقدمة من اوروبا وامريكا وصولا الى المناطق القطبية تُحسن التعامل مع الظروف المناخية الصعبة بصبر وتحوط، وحري بنا أن نستفيد مما مر بنا، وتمر به سنويا مئآت الملايين من الناس.