"برعاية وحضور الملك عبدالله الثاني" الصفير السعودي يشارك في احتفال ذكرى المولد النبوي الشريف

عمّان – بسام العريان
شارك سعادة الدكتور سامي بن عبد الله بن عثمان الصالح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن يوم الأحد 13/03/1436هـ الموافق 04/01/2015م باحتفال ذكرى المولد النبوي الشريف ، وذلك برعاية وحضور جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني .

حيث أقامت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، احتفالاً دينياً رسمياً بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في المركز الثقافي الملكي يوم الأحد ، وحضر الاحتفال عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، ودولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك ومستشاريه ، وعدد من معالي الوزراء والأعيان والنواب، وأصحاب السعادة سفراء الدول العربية في عمّان وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكرين، وجمع من كبار المدعوين.

هذا وقد ألقى معالي الدكتور هايل عبد الحفيظ داود وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية كلمة أكد فيها على أهمية هذه المناسبة الجليلة وأن رسالة الإسلام التي حملها صاحب الذكرى عليه الصلاة والسلام هي رسالة بنت حضارة حقيقية تفيأت الإنسانية في ظلالها قرونا عديدة.

وأضاف "إننا اليوم نخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب والتطرف الذي تزين بزي الإسلام وهو منه براء، فعاث في الأرض فسادا"، معتبرا أن الدفاع عن صورة الإسلام ورسالته "واجبنا وأن الحرب على الإرهاب هي حربنا، كما قلتم جلالتكم، لا حرب الغير"، لافتا الى دور القوات المسلحة الأردنية في الدفاع عن قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وقال "ها هي فلسطين والأقصى أمامكم، فلم يغب الأردن عن كل معارك فلسطين والأقصى"، لافتا إلى أن دفاع بني هاشم عن القدس انبثق من رسالتهم الدينية والتاريخية، "فلم يكن يوما الدفاع عن الأقصى بالكلمات والشعارات، بل بدماء الشهداء الطاهرة، منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، طيب الله ثراه، وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي قال إن "القدس أمانة في أعناق الهاشميين ولن نفرط أبدا في هذه الأمانة".

ويشارك الأردن العالمين العربي والإسلامي بذكرى المولد النبوي الشريف استذكارا وتذكيرا بالقيم والمبادئ التي كرسها رسول الرحمة، عليه الصلاة والسلام، في نشر مبادئ الدين الحنيف القائم على التسامح والصفح والمعاملة الحسنة.

وتناول المتحدثون في كلماتهم، خلال الاحتفال، سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، الذي أقام الدين على المحبة والعدل والمساواة، وأسس لاحترام حقوق الناس، وحث على قبول الأخر، وفق منهج عقائدي، انبثق من الرسالة المحمدية، التي خاطبت الناس أجمعين بالرحمة والموعظة الحسنة
من جانبه، قال وزير الأوقاف السوداني الأسبق رئيس مجمع الفقه الاسلامي في السودان الدكتور عصام البشير، إن المولد النبوي هو مولد للإنسانية كلها ليكون موضع الأسوة والقدرة للبشرية.

وأضاف "نود أن نجدد بذكرى المولد، ذكرى الرحمة التي جاءت للعالمين، لتعم المسلمين وغير المسلمين، ونجدد فيها قيم الرحمة على مستوى الأسرة، فتتراحم الأسر بين أبنائها وأحفادها، نريد أن نتراحم على مستوى أمة الإسلام بعيدا عن لغة التكفير والتدمير والتشكيك والتضليل".

ونوه البشير بجهود جلالة الملك في الدفاع عن صورة الإسلام السمح، وقال "كان لكم صاحب الجلالة المبادرة البناءة التي أعلنت على العالم أجمع، رسالة عمان المباركة، التي حذرت من غلواء التكفير، وتليت على العالمين ليلة القدر والتي أقرتها المؤتمرات الدولية، والمجامع الفقهية لأنها تمثل مخرجا للأمة من أزمة الغلواء والتكفير".

ولفت الى "أننا نريد لهذا التراحم أن يمتد على مستوى أمة الإسلام، بعيدا عن لغة الأشلاء والدماء والدين منها براء، وقد قال عليه الصلاة والسلام (لايزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)".

ودعا البشير الى ضرورة أن ينهض العلماء متحدين مع ولاة أمرهم للتصدي لظاهرة التطرف والتي باتت تؤرق المجتمعات والدول والأمم والشعوب والحضارات، فالتطرف لا دين له ولا جنس ولا لون ولا لغة.

وتابع "نريد أن نواجه التطرف بكل أشكاله وصوره، سواء كان تطرفا دينيا يبدأ بالتكفير وينتهي بالتفجير، أو كان تطرفا لا صلة له بالدين يستهدف الرموز والأديان والمقدسات، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

واضاف "ينبغي أن نعزز ذلك من خلال ما دعا إليه صاحب الجلالة الى تحقيق قيم الوسطية والاعتدال، وهو أن نقدم الإسلام منهجا هاديا للزمان والمكان والإنسان موصولا بالواقع مشروحا بلغة العقل، منفتحا على الحضارات بلا ذوبان مراعيا للخصوصية بلا إنغلاق، مجسرا للفجوة مبشرا بالدعوة مرحبا بكل قديم صالح ومنتفعا بكل جديد نافع، يعمل على تعزيز المشترك الديني والإنساني والحضاري".

وأشار الى الأردن يشكل نموذجا في الاستقرار والتلاحم بين القيادة والشعب، وهو تلاحم بين القيادة الهاشمية وبين الشعب الذي يكن لها الولاء والتقدير لما لها من رمزية ولما لها من أثر النبوة المباركة بالعترة النبوية.

ودعا البشير الى ضرورة أن تكون رسالة النبي المكرم عليه الصلاة والسلام رحمة الله للعالمين "مشروعا لنهضة أمتنا تقيلها من عثرتها، وتقيلها من حالة الاستعلاء العرقي والمذهبي والطائفي الذي يكاد يمزق الامة".

وقال الأستاذ في جامعة العلوم الإسلامية، الدكتور حمدي مراد، في كلمته خلال الاحتفال" ذكرى مولد المصطفى، صلى الله عليه وسلم، مناسبة لاستذكار البناء الذي قام عليه المجتمع الإسلامي الأول، والمؤاخاة بين المسلمين مع بعضهم، والمواطنة الأخوية الشاملة بين المسلمين وغير المسلمين بعهود واتفاقيات، والتي شكلت دستورا وقانونا على أساس العدل والحق والمساواة، ومنهج تعاون الجميع على البر والخير ومصلحة الوطن، في كنف ومظلة هذا الدين الحنيف، دين الرحمة للعالمين".

وأشار الدكتور مراد الى أن الوطن، ومنذ تأسيسه حمل معاني الإسلام الحقيقية، ومنهجه التسامحي وأخلاقه الطيبة، وعلاقاته الإنسانية، ومحاربة العنف والتطرف والإرهاب.

وقال "تجسد كل ذلك أخلاقيا وعربيا وإسلاميا وعالميا من خلال مبادرات جلالتكم الكريمة، التي شهدها العقد الأول من هذا القرن، ممثلة برسالة عمان، وكلمة سواء، ثم الأسبوع العالمي للوئام بين أتباع الأديان، وجعلتم من أردن الأمة ملاذا أمنا وحضنا دافئا وعونا دائما لكل إخواننا المهاجرين، الذين فروا من الدماء والإشلاء وكل أشكال الموت والدمار".

واعتبر مراد أن ما يجري حولنا منذ سنوات فتنة عمياء تستهدف وحدة الأوطان، وتضييع الأمن والأمان باسم الإسلام، والإسلام منه براء، لافتا إلى "أننا نجدد بيعتنا لجلالتكم على العهد والوفاء سيرا وراء قيادتكم الرشيدة، بكل إخلاص وفداء، وأنتم تخوضون معركة المواجهة والتصدي للإرهاب والإرهابيين".

واتفقت عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة الإسلامية في الجامعة الأردنية، الدكتورة نداء زقزوق، في كلمتها، مع ما ذهب إليه المتحدثون، قائلة "في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، نستحضر الخلق والرحمة، وما أحوجنا الى أن يولد ذكره وخلقه ورحمته في قلوبنا وعقولنا".

وأشارت الى أن التدين الحق لا يكون إلا بامتلاك أخلاق حلم النفس، والعدل والصبر على المتاعب، والاعتراف للمحسن، والتواضع والزهد، والعفة والعفو، والحياء والشجاعة، وحسن المعاملة والرحمة.

وتحت عنوان "إنّا بسنتك الشريفة نقتدي"، ألقى وزير الثقافة الأسبق، الشاعر حيدر محمود قصيدة شعرية، تناولت سماحة الدين الحنيف، الذي بعث به سيدنا محمد، صل الله عليه وسلم، والحضارة التي أسسها عليه الصلاة والسلام، والتي لم تقم بحد السيف والقتل والتدمير، ولم تلغ حضارة قائمة، ولم تكره أحدا على الدين.