ثورة ليبيا .... الحديد والنار !!! طباعة البريد الإلكتروني

الثورات الشعبية العربية في شمال افريقيا تستحق الاجلال والتقدير بقضائها على انظمة ديكتاتورية تجسد الحكم في عصور ما قبل التاريخ ..

 

ويسجل للشعبين التونسي والمصري بمداد من نور انهما اسقطا طاغيتين سخرا شعبيهما واجهزتهما الأمنية متعددة الاهداف والغايات لتكريس مصلحتيهما الشخصيتين على حساب خبز الشعب وقوته وحريته وكرامته وحقوقه من خلال الاعتصامات والمسيرات السلمية رغم ممارسات اجهزة الأمن والبلطجية في بعض الاحيان...

 

الثورة في ليبيا مختلفة ... رغم انها شعبية وسلكت طريق الاعتصامات والمسيرات السلمية كسابقتيها في تونس ومصر ... الا انها قوبلت باستخدام العنف المفرط والقوة الغاشمة من قبل النظام الذي سخر كافة اجهزته لهذه الغاية ... فالجيشان التونسي والمصري لم يتدخلا لصالح الحاكم بل عملا على حماية المتظاهرين والمحتجين فحالت بينهم وبين اجهزة الأمن ..

 

 

 

اما في ليبيا فقد انقسم الجيش بين مؤيدين للشعب وموالين للحاكم علاوة على الكتائب الأمنية الخاضعة للقذافي وابنائه وآلاف المرتزقة القادمين من افريقيا الذين امتهنوا الحرب خلال الصراعات الافريقية المسلحة والمذابح التي الذين شهدتها دول القارة السوداء ...

 

الجيوش في دول العالم للدفاع عن الاوطان والشعوب ... اما كتائب القذافي فتنحصر مهمتها في الدفاع عن القذافي وابنائه ... والمرتزقة يخضعون لمن يدفع ... وحاكم ليبيا جاهز لدفع الف دولار لكل مرتزق يوميا من اموال الشعب الليبي والبترول الليبي ...

 

يضاف الى ذلك تردد المجتمع الدولي في القيام بعملية عسكرية ضد القذافي او فرض منطقة حظر جوي على ليبيا ... بل الارجح ان هناك تواطؤا من قبل المجتمع الدولي مع رأس النظام الليبي وامهاله الوقت الكافي لتصفية الثوار والقضاء عليهم واستخدام الطيران والبحرية والصواريخ والمرتزقة وكتائب القذافي لاحراق الاخضر واليابس ...

 

ما يحدث في ليبيا عبارة عن مجازر رهيبة يقترفها القذافي وكتائبه وطيرانه وبحريته ضد الشعب الاعزل الذي يريد اسقاط النظام ... في الوقت الذي يسعى النظام لابادة هذا الشعب والاجهاز عليه لتكريس سيطرته واستمرار حكمه الى ما شاء الله.

 

 لم يشهد التاريخ من قبل ان تصدى جيش بكامل عدته وعتاده باستثناء من انسحب من الضباط والجنود والتحق بالثوار لشعبه الاعزل وقصفه برا وبحرا وجوا للقضاء عليه وحكم من يتبقى منه بالحديد والنار !!!

 

اغرب ما في الامر ان الادارة الامريكية التي سبق واعلنت ان القذافي فقد شرعيته وعليه ان يرحل منذ بدء الثورة لم تفعل شيئا ... بل اوفدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى القاهرة لتزور ميدان التحرير وتلتقي مع شباب الثورة الذين رفضوا لقاءها بالاضافة الى معرفة مدى اسهام الدول العربية في فرض منطقة حظر جوي على ليبيا ... اما فرنسا التي كانت اول دولة تعترف بالمجلس الوطني الليبي فقد اعلنت ان عملية حظر جوي تجاوزتها الاحداث ...

 

من الواضح ان النفط اهم بالنسبة لهذه الدول من الدم الليبي المباح الذي يراق في المنازل المهدمة وعلى الطرقات فيختلط برمال الصحراء ... وان مقولة الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان عبارة عن شعار ترفعه الدول الغربية لمواجهة الدول التي تعاديها او لا تعمل على تحقيق اهدافها ومخططاتها !!!